الهزيمة "الساحقة" أمام برشلونة وتداعياتها على ريال مدريد
٢٢ نوفمبر ٢٠١٥لم يكن أحد يتخيل أن تخرج نتيجة الكلاسيكو رقم 231 بين ريال مدريد وبرشلونه بهذه النتيجة. فبصفر مقابل أربعة أهداف خسر ريال مدريد على ملعبه مباراته أمام غريمه التاريخي مساء السبت (21 نوفمبر/ تشرين الثاني). ورغم الهزيمة "الساحقة" على حسب وصف الصحف الإسبانية التي خرجت صباح اليوم الأحد (22 نوفمبر/ تشرين الثاني) كان من الممكن أن تكون النتيجة أكثر كارثية، لو نجح برشلونة في استغلال الفرص الخطيرة التي سنحت له، ولو كان الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي في حالة تسمح له بالمشاركة في المباراة بأكملها وليس 30 دقيقة فقط.
بينيتيز أول الضحايا؟
وقال المدرب رافايل بينيتيز بعد المباراة "كلنا جميعا نتحمل المسؤولية. ومن المؤلم جدا أن تخسر بهذا الشكل أمام منافس مثل برشلونة." واليوم كشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن ريال مدريد اتخذ قرار بإقالة بينيتيز. وذكرت أن الثقة المفقودة بين جمهور ريال مدريد واللاعبين من جهة والمدرب من جهة أخرى ازدادت بعد الخسارة أمام برشلونة. وقالت ماركا "الآن أو في يونيو (حزيران)، إقالة بينيتيز ينقصها فقط التوقيت لأن القرار قد اتخذ بعد الهزيمة أمام برشلونة على ملعب برنابيو."
وكانت الجماهير المدريدية قد طالبت برأس بينيتيز في أعقاب الهزيمة المذلة، باعتبار أنه يفتقد إلي الكاريزما وروح المغامرة الكافية للجلوس في المنطقة الفنية في برنابيو، بحسب ما أظهرته كل استطلاعات للرأي. وبدأ يتردد اسم زين الدين زيدان، مدرب فريق ريال مدريد كاستيا من الدرجة الثالثة، لخلافة بينيتيز.
الدور على رئيس النادي؟
وبعد أن كانت العادة هي توجيه اللوم للمدرب بات اللوم يوجه بشكل كبير إلى رئيس النادي الملكي فلورينتينو بيريز، ورفعت جماهير الريال المناديل البيضاء في الاستراحة بين الشوطين بعدما تقدم برشلونه بهدفين لصفر، وطالبت رئيس النادي بتقديم استقالته. وأظهر استطلاع للرأي لصحيفة "آس" المقربة من ريال مدريد، اليوم الأحد أن 65 بالمئة من المشاركين يلقون باللوم على بيريز في الأزمة التي يعاني منها الريال، فيما ألقى 34 بالمئة فقط باللوم على بينيتيز.
وأوضحت محطة "كادينا سير" الإذاعية اليوم الأحد أن بيريز هو من أقدم قبل خمسة أشهر على إقالة المدرب صاحب الشعبية كارلو أنشيلوتي، رغم أن أغلب اللاعبين والمشجعين أرادوا بقاء المدرب الإيطالي.
ويعتمد بيريز على التعاقد مع أغلى لاعبي العالم ولكن دون أن يتم توظيفهم بالشكل الأمثل، ويشتهر بإبرام صفقات من العيار الثقيل مثل زين الدين زيدان وديفيد بيكهام وكاكا وكريستيانو رونالدو وجاريث بيل، ليصبح ريال مدريد النادي الأعلى دخلا حول العالم، علما بأن بيريز انفق أكثر من 692 مليون دولار، أكبر معدل إنفاق في تاريخ كرة القدم، لكن النتائج على أرض الواقع جاءت متواضعة، إن لم تكن رديئة، حيث فاز الفريق بلقبين في دوري أبطال أوروبا وثلاثة ألقاب في الدوري الإسباني على مدار 12 موسما، في سجل باهت مقارنة ببرشلونة الذي تفوق على جميع الأصعدة خلال المواسم الماضية. وأشارت محطة "كادينا كوب" الإذاعية إلى أن "فلورنتينو سوف يذكر في تاريخ ريال مدريد كمصدر لخيبة الأمل، بصفته الرئيس، الذي صنع فريقا ساحرا لكنه عجز عن تكوين فريق مؤثر".
وقبل عشرة أعوام، وبالتحديد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 فاز برشلونة على ملعب برنابيو 3/ صفر، مما دفع بيريز لإقالة المدرب، لكنه اضطر لتقديم استقالته بعد ذلك بثلاثة أشهر. وبعد غياب 3 سنوات، عاد بيريز لرئاسة ريال مدريد في 2008 ليتعاقد مع رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيمة.
ماذا عن اللاعبين؟
كان أداء لاعبي مدريد سيئا باعتراف واحد منهم هو لوكا مودريتش. فقد صرح نجم خط الوسط الكرواتي قائلا: "لعبنا بشكل سيء جدا جدا. وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث معنا." أما كريستيانو رونالدو (30 عاما)، فكان أداؤه متواضعا أمس، ويتردد كثيرا في الآونة الأخيرة احتمال مغادرة رونالدو للنادي الملكي إلى فرنسا أو إنجلترا. بينما أعرب الهولندي فان خال مدرب مانشستر يونايتد في تصريح لصحيفة "صنداي" الإنجليزية عن اهتمامه بعودة المهاجم البرتغالي إلى صفوف مان يونايتد. بينما قالت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكاتالونية إن رونالدو الذي واصل عروضه المحبطة، قام بتخيير بيريز بين بقائه أو بقاء بينيتيز.
كما كان كريم بنزيمة سيئا أيضا، وربما يكون السبب في ذلك هو انشغاله بالتحقيقات الجنائية ضده على ضوء دوره في فضيحة ابتزاز ماثيو فالبوينا زميله في المنتخب الفرنسي بشريط جنسي، وقد يواجه بنزيمة السجن. بينما لم يفعل جاريث بيل في هذه المباراة شيئا يذكر، مقارنة مع المبلغ الكبير الذي يتقاضاه. أضف إلى ذلك حالة الإحباط التي جعلت اللاعبين راموس وخاميس يحصلان على بطاقة صفراء بسبب التدخل العنيف مع لاعبي برشلونه، كما حصل ايسكو على بطاقة حمراء بسبب تدخله بعنف مع نيمار.