اليونان توصد أبوابها في وجه المهاجرين وتتركهم للبرد القارس
٢ فبراير ٢٠٢٢أدت العاصفة الثلجية التي ضربت أجزاء كبيرة من اليونان قبل أيام قليلة، وتركت الطرق والبنية التحتية في حالة من الفوضى، إلى جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم ما يكفي من الغذاء والمأوى.
في مخيمات المهاجرين مثل ريتسونا بالقرب من أثينا ومالاكاسا، شمال العاصمة مباشرة، لا يتمتع عدد كبير من الناس بالحماية المناسبة من برد الشتاء القاسي. إذ كان تأثير البرد القارس أكبر من أي وقت مضى بسبب القواعد التي أدخلتها الحكومة في تشرين الأول/ أكتوبر. الأمر الذي يعني وجود نحو 6 آلاف حالة على الأقل مستبعدة أيضاً من توفير الغذاء.
ومع استمرار تساقط الثلوج والجليد، تحاول عدد من المنظمات الإنسانية سد الفجوة وتوزيع الأغطية والملابس ومستلزمات النظافة والطعام على اللاجئين والمهاجرين. من جهة أخرى، تقول مجموعات مثل الجمعية الخيرية الألمانية (Sea-Eye) إنها تكافح لسد الحاجة.
البرد في الخارج
في المناطق الشمالية باليونان، يؤثر الطقس بشكل خطير على أولئك الذين تُركوا بلا مأوى نتيجة لتغيير آخر تم إجراؤه في أواخر العام الماضي، عندما توقفت السلطات فعلياً عن قبول طلبات اللجوء الأولى في البر الرئيسي.
نتيجة لذلك، ما لم يُصنفوا على أنهم " ضعفاء/ عرضة للخطر "، فلن يكون لدى الأشخاص أي طريقة لطلب اللجوء في البر الرئيسي لليونان أو كريت أو رودس لأكثر من تسعة أسابيع، كما تقول كورين لينيكار، مديرة الدعم في (Mobile Info Team (MIT "فريق المعلومات المتنقل".
إذ توفر منظمة (MIT) "فريق المعلومات المتنقل" التي نشطت في اليونان منذ عام 2016 ، لطالبي اللجوء المعلومات والدعم. لكن في بعض الأحيان لا يكون هناك الكثير من المساعدة التي يمكنهم تقديمها.
وقالت لينيكار لمهاجر نيوز في مكالمة هاتفية من ثيسالونيكي: "كان هناك ثلاثة أشخاص الليلة الماضية في مركز توزيع طعام محلي يسألون عن كيفية طلب اللجوء". وأضافت: "لدينا أسوأ وظيفة الآن وهي إخبار الناس بعدم وجود طريقة لطلب اللجوء.. وبالتالي رؤيتهم في حالة مروعة لإدراكهم أنهم سيقضون ليالٍ كثيرة، إما في الحدائق أو في الشوارع، أو في المباني المهجورة أو القطارات المهجورة ".
وأضافت لينيكار أن درجات الحرارة في المدينة اليونانية الشمالية وحولها انخفضت إلى ما دون الصفر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأوضحت "البرد قارس لدرجة خطيرة" بالنسبة للمهاجرين غير المسجلين الذين لا يمكنهم الحصول على مأوى أو رعاية صحية أو أي دعم حكومي آخر.
إجراء مغلق
توضح لينكار أنه في السابق، كانت الخطوة الأولى في إجراءات اللجوء في البر الرئيسي هي تحديد موعد للمقابلة المسبقة، والتي يتم إجراؤها عبر سكايب. في الوقت الحالي، وبينما لا يزال خط سكايب مفتوحاً، يتم إخبار المتقدمين لأول مرة والذين تمكنوا من الوصول إلى أن الإجراء لم يعد ينطبق عليهم، ولكن لا يقدم إليهم أي مساعدة أو معلومات أخرى.
بالنسبة لمعظم المتقدمين- ما لم يستوفوا معايير حالة "الضعف/ التعرض للخطر"، وإثبات ذلك عبر تقديم شهادة تفيد بأنهم، على سبيل المثال، يعانون من مرض خطير أو حامل أو ناجٍ من التعذيب أواغتصاب- ستكون الطريقة الوحيدة لطلب اللجوء في البر الرئيسي مع ما يسمى "مذكرة الشرطة".
الأمر الذي يشير إلى أن هوياتهم قد فحصت من قبل السلطات اليونانية، وبالتالي يمكنهم تقديم طلب في مكتب اللجوء. ومع ذلك ، فإن لينكارلم تصادف سوى شخص واحد فقط حاول ذلك، ولكن دون جدوى. وقالت: "إنهم يأتون يوماً بعد يوم، ولا يُسمح لهم بالدخول إلى المبنى".
دون وثائق
في هذه الأثناء، وليلة بعد ليلة في ثيسالونيكي، تقوم مجموعة من المتطوعين اسمها "ويف" بتوزيع الطعام والملابس وأكياس النوم والأغطية على عدد من المهاجرين. وتقول لينكار: "غالباً ما يرتدي الناس سترات رقيقة جداً، وأحذية ذات نعال مهترئة من رحلاتهم، ولا توجد أغطية، ولا شيء". وتضيف: "هذه إحدى الخدمات القليلة التي يمكن للناس الوصول إليها.. إنه وضع يائس حقاً."
وتوضح لينيكار أن العديد من المهاجرين غير الشرعيين، الذين يُجبرون على النوم في جو سيء ودون أي استحقاق لدعم الدولة، يواجهون أيضاً خطر القبض عليهم من قبل الشرطة وحينها إما أن يتم احتجازهم لمدة تصل إلى 18 شهراً، أو إعادتهم إلى تركيا.
وتوضح لينيكار أن العديد من المهاجرين غير القانونيين، الذين يُجبرون على النوم في جو سيء ودون أي استحقاق لدعم الدولة، يواجهون أيضاً خطر القبض عليهم من قبل الشرطة وحينها إما أن يتم احتجازهم لمدة تصل إلى 18 شهراً، أو إعادتهم إلى تركيا.
وكانت الحكومة في تشرين الثاني/ نوفمبر قد أعلنت عن افتتاح مركزين جديدين في البر الرئيسي، لكنها لم تقدم أي معلومات إضافية حتى الآن. في الوقت الحالي، يعتبر "فيلاكيو" مركز الاستقبال الوحيد في منطقة "إيفروس" - وهو مكان "لن يتطوع أحد للذهاب إليه" في حالة إرسالهم عبر الحدود.
من المقرر أن يتعرض النظام لضغوط متزايدة حيث يستقبل البر الرئيسي المزيد من طالبي اللجوء. ووفقا لبحث لينكار، وصل في العام الماضي عدد كبير من الأشخاص إلى اليونان براً أكثر من البحر لأول مرة.