انتقادات أرمينية لإسرائيل بسبب صفقات بيع الأسلحة لأذربيجان
٥ أكتوبر ٢٠٢٠رغم الانتقادات الأرمينية تجاه إسرائيل، لا تبدو إسرائيل التي التزمت الصمت بشأن النزاع الدامي بين أذربيجان وأرمينيا، مستعدة للتخلي عن علاقاتها التجارية مع باكو التي تدر عليها أموالاً طائلة. وكانت أرمينيا - التي تعتبر قريبة من عدو إسرائيل اللدود إيران - قد افتتحت في 17 ايلول/سبتمبر، أول سفارة لها في إسرائيل في تل أبيب، بدون ضجة إعلامية.
لكن سرعان ما استدعت يريفان سفيرها بعد ذلك بأسبوعين، بسبب مبيعات الأسلحة لأذربيجان. وعبرت إسرائيل عن أسفها لهذا القرار. والإثنين (الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2020)، تحدث الرئيس الإسرائيلي إلى نظيره الأرميني في محاولة لتهدئة الأوضاع وخصوصا أن إسرائيل لن تتخلى عن تصدير الأسلحة لأذربيجان.
وقامت يريفان بهذه الخطوة التي تمثل صفعة دبلوماسية، بعد تقارير صحافية أشارت إلى إقلاع طائرة شحن أذربيجانية من جنوب إسرائيل، وذلك وفقا لما تم رصده من خلال بيانات موقع تتبع الرحلات الجوية (فلايت تراكر 24). وبحسب الموقع، فإن الطائرة الأذربيجانية التي تشغلها شركة "سيلك واي" قد أقلعت من مطار رامون بالقرب من قاعدة عوفدا العسكرية.
أول مزود أسلحة لأذربيجان
ووفق قاعدة بيانات المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، مثلت إسرائيل على مدار السنوات الخمس الماضية، أول مزود أسلحة أجنبياً معروفاً لأذربيجان بين 2017 و2019 مع مبيعات تجاوزت قيمتها 740 مليون دولار.
لكن وزارة الدفاع الإسرائيلية تتحفظ عن نشر تفاصيل حول مبيعاتها من الأسلحة وأسماء عملائها. وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قد أعلن في العام 2016 أن بلاده اشترت معدات دفاعية من الدولة العبرية بقيمة 4,85 مليارات دولار.
إسرائيل تأسف لاندلاع الصراع
وأفاد مكتب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بإجراء اتصال بينه وبين نظيره الأرميني آرمين سركيسيان. وبحسب بيان المكتب جاء الاتصال بناء على طلب من سركيسيان. ووفقا للبيان، "أعرب ريفلين عن أسفه إزاء اندلاع أعمال عنف بين أرمينيا وأذربيجان في منطقة ناغورني كاراباخ وتسجيل خسائر في الأرواح بين الجانبين".
وأضاف أن العلاقات الطويلة الأمد مع أذربيجان "لم تكن ضد أي من الجانبين". وأشار ريفلين إلى استعداد إسرائيل لإرسال مساعدات إنسانية إلى أرمينيا كما أعرب عن أمله في عودة السفير الأرميني "قريبا". وفي خطوة تضامنية، رفع السكان في حي الأرمن في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، الأعلام الأرمنية على نوافذ المنازل.
علاقات تعود لأوائل التسعينات
ويقول رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن إفرايم إنبار إن أذربيجان تعتبر "بلداً مهماً بالنسبة لنا (...) نحاول دائما أن نكون موردا جيدا حتى في أوقات التوتر". ويضيف "على سبيل المثال، زودنا الهند (بالأسلحة) خلال حرب الكارجيل" مع باكستان.
وبحسب إنبار فإن على إسرائيل "احترام" عقودها، وهي "ليست منخرطة بشكل مباشر" في النزاع في كاراباخ. وتعود العلاقات بين الدولة العبرية وأذربيحان ذات الغالبية الشيعية، إلى تفكك الاتحاد السوفياتي في أوائل التسعينات. ويقيم البلدان علاقات دبلوماسية وتجارية، إذ تسعى إسرائيل إلى بناء الجسور مع الدول الإسلامية لتوسيع علاقاتها.
ع.ش/ أ.ح (أ ف ب)