انتقادات دولية لانسحاب كندا من بروتوكول كيوتو المناخي
١٣ ديسمبر ٢٠١١قال وزير البيئة الكندي بيتر كينت للصحفيين في اوتاوا "كما قلنا، كيوتو بالنسبة لكندا هي أمر من الماضي....إننا نستخدم حقنا القانوني للانسحاب رسميا من كيوتو". وجاء إعلان كينت بعد محادثات ماراثونية حول المناخ اختتمت في مدينة ديربان الساحلية في جنوب أفريقيا. وبذلك تكون كندا، وهي من كبار منتجي الطاقة في العالم، أول دولة تعلن انسحابها من بروتوكول كيوتو.
وبرر وزير البيئة الكندي قرار بلاده بأن : "بروتوكول كيوتو لا يشمل الدولتين صاحبتي أكبر قدر من الانبعاثات، الولايات المتحدة والصين، ولذلك فهو غير فعال. لقد أصبح واضحا الآن أن كيوتو ليس الطريق الصحيح بالنسبة لحل دولي للتغير المناخي بل يمثل عقبة".
تقويض للجهود الدولية لحماية المناخ؟
ومن شأن انسحاب كندا من المعاهدة توجيه صفعة أخرى إلى بروتوكول كيوتو الذي ضعف بالفعل وينتهي سريانه في كانون أول/ ديسمبر 2012. ولوحت كل من كندا وروسيا واليابان بالفعل العام الماضي بأنها لن توقع على تمديد المعاهدة. وقال الخبراء إن كندا، بانسحابها قبل نهاية العام، سوف تتفادى توقيع عقوبات عليها لعدم الوفاء بتعهداتها الملزمة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة. يذكر أن كندا وقعت على بروتوكول كيوتو في عام 1998 في عهد رئيس الوزراء الأسبق جان كريتيان. لكن الحكومات المتعاقبة لم تتخذ إجراء للوفاء بالأهداف المتعلقة بخفض انبعاثات الغازات.
وانتقد كينت بشدة الحكومات الليبرالية السابقة لامتناعها عن تنفيذ اتفاقيات كيوتو. وقال كينت إن عدم تحرك الحكومات السابقة جعل بلوغ أهداف كيوتو أمرا غير واقعي. واستطرد كينت يقول "إن تلبية الأهداف لعام 2012 سيعادل إما منع سير كافة السيارات وعربات الإسعاف والشرطة والمركبات من كافة الأنواع على الطرق الكندية أو إغلاق القطاع الزراعي بالكامل وقطع التدفئة عن جميع المنازل والمكاتب والمستشفيات والمصانع والمباني في كندا". وأكد كينت في نفس الوقت أن كندا تحرز الان "تقدما هائلا" نحو خفض غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 17 في المئة بحلول عام 2020 مقارنة بمستويات عام 2005 وهو هدف طوعي وقعت عليه عقب قيام الولايات المتحدة بالاعلان عن التزام مماثل. وقال إن كندا ترغب في رؤية اتفاق جديد يتضمن تعهدات ملزمة قانونا بالنسبة لكبريات الدول المسؤولة عن الانبعاثات.
انتقادات داخلية ودولية
من ناحيتها اتهمت أحزاب المعارضة الكندية الوزير البيئي بإشاعة روح الخوف بين صفوف الشعب. وأثناء محادثات المناخ الأخيرة في جنوب إفريقيا واجهت كندا انتقادات دولية في ظل تقارير عن اعتزامها الانسحاب من بروتوكول كيوتو . في حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين في إفادة صحفية "من المؤسف والمناقض لجهود المجتمع الدولي أن تنسحب كندا من بروتوكول كيوتو في وقت أحرز فيه اجتماع دربان مثلما يعرف الجميع تقدما مهما بضمان مرحلة ثانية من الالتزام بالبروتوكول، معربا عن أمله أن تضطلع كندا بمسؤولياتها وواجباتها وتواصل التقيد بالتزاماتها وتتبنى نهجا ايجابيا وبناء نحو المشاركة في التعاون الدولي للاستجابة للتغير المناخي.
وبينما اعتبرت الحكومة الألمانية على لسان وزير البيئة الألماني أن القرار الكندي لم يكن مفاجئا، طالب حزب الخضر باتخاذ اجراءات ضد هذا القرار. ودعا خبير الحزب في شؤون الطاقة هانز جوزيف فيل إلى مقاطعة إمدادات النفط الكندية التي تشكل الحقول التي يستخرج منها ضررا بالبيئة.
من جانبه وصف وزير البيئة الياباني جوشي هوسونو القرار بالمؤسف وحث كندا على الاستمرار في الاتفاقية قائلا أن إطار كيوتو يشمل "عناصر مهمة" يمكن أن تساعد في مكافحة التغير المناخي. وقال أيضا مسؤول هندي إن قرار كندا يمكن أن يهدد بفقد أي مكاسب تحققت في اجتماع دربان. أما منظمة السلام الأخضر الناشطة في مجال حماية البيئة فوصفت القرار الكندي بـ "إهانة سياسية للمجتمع الدولي".
(ط.أ/ رويترز/ د ب أ)
مراجعة: أحمد حسو