انتهاكات بلا استثناء - حقوق الإنسان في العالم العربي
فيما سجل وضع حقوق الإنسان تحسنا في العالم، شهد في العالم العربي تدهورا مع اتساع دائرة الأزمات فيه. وفي أفضل الأحوال ظل الوضع على ما هو عليه. وضع حقوق الإنسان لدى العرب في صور.
حتى بعد حادثة وفاة طفلة في الثامنة من عمرها في ليلة زفافها من رجل في الأربعينات، لا تزال ظاهرة زواج القاصرات في اليمن منتشرة في ظل غياب قوانين رادعة للظاهرة.
المرأة السعودية هي الوحيدة في العالم التي لا يحق لها قيادة السيارة بمفردها. ورغم دعوات حقوقية ودولية برفع هذا الحظر، تواجه السعوديات عقوبة السجن إذا ما تمردن وقبض عليهن وراء مقود السيارة.
وُجهت انتقادات حادة للسعودية لقمعها احتجاجات الطائفة الشيعية في القطيف، وصلت ذروتها عقب الحكم بالإعدام على رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر بتهم منها "إثارة الشغب ومحاولة قلب النظام".
لأنها مزقت صورة ملك البحرين حكم عليها بالسجن لخمس سنوات. تلك هي جريمة الناشطة زينب الخواجة التي ما انفكت تطالب بالإفراج عن والدها عبد الهادي الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد بتهمة "التآمر على الدولة".
منظمات حقوقية تشبه وضعهم بوضع "العبيد"، إنهم العمال الأجانب القادمين من الدول الآسيوية الفقيرة والذين يعملون في قطر ليلا نهار لبناء الملاعب التي من المقرر أن تستضيف مباريات مونديال 2022.
حتى الإمارات لم تكن بمنأى عن انتقادات منظمة هيومن رايتس ووتش التي اتهمتها بسوء معاملة الخادمات الأجنبيات القادمات من دول فقيرة. والإمارات ترفض الاتهامات وتقول إنها "حوادث فردية".
المجتمع الدولي لا يزال في حيرة من أمره إزاء الانتهاك المستمر لحقوق الإنسان في سوريا على يد نظام الأسد وجماعات متطرفة مثل "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة".
شكلت سيطرة "الدولة الإسلامية" على مناطق واسعة من العراق وسوريا صدمة للمجتمع الدولي بسبب وحشية هذا التنظيم الذي ما انفك ينشر الرعب من خلال قطع رؤوس أبرياء وتصوير العملية لنشرها على الانترنت.
ذنبهن الوحيد أنهن نساء من أتباع أقلية غير مسلمة: إنهن الإزيديات اللواتي تناقلت وسائل الإعلام هذا العام قصص سبيهن وتزويجهن غصبا بل وحتى بيعهن كالجاريات من قبل مقاتلي "الدولة الإسلامية".
أكثر من 150 طفلا كرديا تعرضوا في كوباني للاختطاف عند عودتهم من المدرسة على يد مقاتلي "الدولة الإسلامية" الذين احتجزوهم وعذبوهم لمدة أربعة أشهر قبل أن يطلقوا سراحهم وهم بحالة صدمة نفسية...
في تقرير بعنوان "غير مرحب بهم" انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش معاملة الأردن للاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا والذين أجبرتهم السلطات الأردنية على العودة إلى سوريا حيث تدور معارك ضارية.
منظمات حقوقية تنتقد استخدام إسرائيل المفرط للقوة في حربها على غزة وتسببها في مقتل المدنيين، بينهم نساء وأطفال. كما طالت الانتقادات حركة حماس التي تطلق الصواريخ انطلاقا من مناطق سكنية.
للمرة الثالثة خلال عام يصدر القضاء المصري إعدامات جماعية آخرها الحكم بإعدام 188 شخصا بعد إدانتهم بقتل 11 شرطيا في كرداسة. الحكم أثار قلقا دوليا والاتحاد الأوروبي يرى في الحكم انتهاكا لحقوق الإنسان.
لولا الحراك الدولي والضغط على الحكومة السودانية لكان مصير الشابة السودانية مريم إبراهيم الموت بسبب اعتناقها المسيحية بعد زواجها، وكان محكمة سودانية حكمت عليها بالموت بتهمة "الردة عن الإسلام".
انتهاك حقوق الإنسان أصبح في ليبيا أمرا ممنهجا في ظل تفكك الدولة واقتتال ميليشيات مسلحة فيما بينها لبسط نفوذها. في ظل هذا الوضع المنفجر، ملايين الليبيين فروا من بلادهم خاصة إلى دول الجوار.
حتى في تونس، الاستثناء العربي الوحيد حتى الآن في الانتقال الديمقراطي، هناك اتهامات بانتهاك حقوق الانسان، آخرها اشتباه هيومن رايتس ووتش بموت سجين قبل بضعة أشهر في أحد السجون التونسية تحت التعذيب.
رغم مرور سنوات على العشرية السوداء التي شهدتها الجزائر والتي راح ضحيتها أكثر من 100 ألف شخص، لا يزال ملف المفقودين عالقا حتى اليوم، حيث تواصل عائلات المفقودين المطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم.
رغم الإصلاحات التي شهدها المغرب في السنوات الأخيرة، ما تزال قضايا عالقة مثل قانون مكافحة الإرهاب الذي يرى فيه البعض فرصة لتضييق الحريات، على غرار ما حدث للصحافي علي أنوزلا الذي حجب موقعه "لكم".
العبودية لاتزال واقعا مرا في موريتانيا في القرن الحادي والعشرين. ووفقا لتقرير لوكالة رويترز، فإن نحو 4 بالمائة من سكان هذا البلد، أي ما يعادل نحو 156 ألف شخص، هم مستعبدون.