انهيار الهدنة في عدة مناطق والأسد يؤدي صلاة العيد بدمشق
٢٦ أكتوبر ٢٠١٢ذكرت مصادر حقوقية قريبة من المعارضة السورية أن الهدنة الهشة، التي دخلت حيز التنفيذ صباح الجمعة (26 تشرين الأول/ أكتوبر 2012) في سوريا مع بداية عيد الأضحى، انهارت في مناطق عدة. لكنها اعترفت في الوقت نفسه أن مستوى العنف لا يزال أدنى من الأيام الأخرى التي سجلت في النزاع الدامي المستمر منذ أكثر من 19 شهرا. وفي هذا الإطار تحدثت مصادر المعارضة عن مقتل ما يقارب خمسين شخصا اليوم في معظم المناطق السورية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارضة) في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من لندن "انهارت الهدنة في مناطق عدة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "مستوى العنف اليوم إجمالا هو أقل مما كان عليه" خلال الأسابيع والأشهر الماضية، و"كذلك عدد الضحايا الذي نأمل ألا يرتفع. كما أن النظام لم يستخدم الطيران الحربي في القصف بعد"، أي حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
أما الجامعة العربية فكان لها رأي مخالف إذ تحدثت عن "صمود الهدنة وأنها تطبق من قبل الجانبين". فقد قال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي لوكالة فرانس برس من القاهرة: "بحسب المؤشرات الأولية، الهدنة تطبق، ويمكن أن تؤدي إلى هدنة أطول وآلية قوات حفظ سلام من الأمم المتحدة".
من جانبها قالت مصادر بالمعارضة إن قتالا اندلع في حرستا بمحافظة ريف دمشق، كما "انفجرت سيارة مفخخة في حي الزهور أو حي الشرطة بمنطقة دف الشوك بدمشق. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن خمسة أشخاص قتلوا جراء الانفجار واصيب 32 آخرون بجروح. كذلك انفجرت قذائف هاون في محيط مطار المزة العسكري". وفي مدينة حلب (شمال)، نقل مراسل وكالة فرانس برس عن سكان أن المقاتلين المتمردين حاولوا التقدم في اتجاه ثكنة المهلب في منطقة السريان، لكن الجيش النظامي صدهم. وفي مدينة حمص، تعرض حي الخالدية وأحياء أخرى محاصرة من القوات النظامية للقصف، بحسب ناشطين.
مظاهرات صباح العيد والأسد يظهر
وكانت مظاهرات عديدة مناهضة للنظام السوري قد خرجت في مناطق سورية مختلفة بعد صلاة عيد الأضحى اليوم، وذلك بعد وقت قصير على بدء الهدنة التي أعلن الجيش السوري وأبرز المجموعات المعارضة المسلحة الالتزام بها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أن تظاهرات سارت في بلدات في درعا (جنوب) وحي هنانو في مدينة حلب (شمال) وريف حلب وحي الحجر الأسود في جنوب دمشق وبلدات وقرى عدة في ريف دمشق وإدلب (شمال غرب).
من جهة ثانية، ظهر الرئيس السوري بشار الأسد على شاشة التلفزيون السوري الرسمي وهو يؤدي صلاة العيد. وكان الأسد في مقدمة المصلين، وبعد انتهاء الصلاة، سلم على عدد كبير من الموجودين في المسجد الذي لم يذكر التلفزيون اسمه.
وجاءت الهدنة بناء على اقتراح من جانب الأخضر الإبراهيمي، المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وبينما وافق الجيش السوري والمعارضة على الالتزام بوقف إطلاق النار خلال العيد، قالا إنهما يحتفظان بحق الرد على أي انتهاك من جانب الآخر. وكانت هدنة سابقة ضمن خطة سلام من جانب سلف الإبراهيمي، كوفي عنان، في 12 نيسان/أبريل قد تم انتهاكها بصفة يومية تقريبا.
يشار إلى أننا لم نتمكن من التأكد من صحة المعلومات الميدانية من مصادر مستقلة.
أ.ح/ م.س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)