اولريش فيكرت: "اختلاف الثقافات لا يعني التفاضل بينها"
٢٩ مايو ٢٠٠٧ولد في طوكيو عام 1942 وتوزعت سنوات شبابه بين عدة مدن وعواصم عالمية نظرا لان والده كان يعمل في السلك الدبلوماسي. فقد نشأ في مدينتي هايدلبرج وباريس، ودرس في كل من بون والولايات المتحدة الأمريكية. وكان لهذا التنقل أثرا كبيرا على تكوين شخصيته وطريقة تفكيره، إذ تعرف على معنى "الاختلاف" كما قال هو نفسه في لقاء مع مجلة اس بي تست: "لقد تعلمت أن هناك اكثر من وسيلة لأداء الأمور، وأنه ليست هناك طريقة صحيحة وأخرى خاطئة، فالشخص عندما يقضي عمره كله في مكان ما، يعتاد على النظام القائم فيه، وبالتالي لا يتوقع أن هناك غيره" لقد أدركت ـ يضيف فيكرت ـ خلال تنقلي بين المانيا وفرنسا أن هناك نظاماً ديمقراطياً في ألمانيا يختلف عن النظام الديمقراطي الفرنسي تماماً، لكن لا يمكن القول بأن أحدهما أفضل من الآخر. "هما فقط نظامان مختلفان".
الصحافة من الهواية إلى الاحتراف
بدأ فيكرت عمله الصحفي بمقال نشره في جريدة راين نيكار عام 1956، ولم يكن سنه قد تجاوز بعد 14 عاماً. لكنه دائماً ما يؤكد أن العمل الصحفي كان بالنسبة له هواية، قبل أن يتحول إلى مهنة يحترفها. وبالرغم من أنه درس القانون والعلوم السياسية في كل من جامعتي بون وجامعة ويسليان في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه اختار مجال الصحافة، حيث عمل في بداية الأمر كصحفي حر في إذاعة إيه.أر.دي (القناة الألمانية الأولى) في عام 1968. ومنذ عام 1969 حتى عام 1977 تولى تقديم البرنامج التلفزيوني الشهير "مونيتور" في القناة نفسها.
كيف تعبر الشارع في ميدان الكونكورد؟
وكما قضى فيكرت فترة طفولته في التنقل من مدينة إلى أخرى، قضى أيضاً فترة عمله الصحفي كمراسل من واشنطن إلى باريس، إلى نيويورك. على مدى حوالي 15 سنة ظل فيكرت يتنقل من دولة لأخرى، فتعرف على عدد أكبر من الثقافات وبالتالي من "الاختلافات".
أصبح فيكرت فيما بعد أشهر مذيعي القناة الألمانية التلفزيونية الأولى إيه ار دي، والمقدم الرئيسي لنشرة الإخبارية الرئيسة اليومية، حيث تميز بأسلوب تقديم فريد ومتميز. أما عن أطرف المواقف التي حدثت لفيكرت اثناء عمله الصحفي في باريس فكان كم يروي هو تقرير عن كيفية عبور الشارع في ميدان الكونكورد الشهير والمزدحم جداً. إذ انه اتبع أسلوب المغامرة في ظل الازدحام الشديد ليجبر سائقي السيارات على التوقف، حيث عبر الشارع دون ان يلتفت يمينا او يسارا. وبذلك أنجز تقريره الصحفي عن عبور الشوارع في ميدان الكونكورد.
فيكرت المؤلف والكاتب الملتزم
أصدر أولريش فيكرت أيضاً عدداً من الكتب التي جمع فيها الكثير من خبراته الإعلامية. من بين مؤلفاته سلسلة كتب تضمنت لقاءات أجراها مع كبار الشخصيات السياسية مثل "هيلموت كول في حديث مع أولريش فيكرت" و"شرودر في حديث مع أولريش فيكرت". وقد تناول في بعض كتبه الأوضاع السياسية في ألمانيا مثل كتابي "ألمانيا تحت الاختبار" و"الخوف من ألمانيا". تناول فيكرت في كتبه أيضاً قضايا عالمية وإنسانية عامة كما ظهر في كتبه "حول الأوضاع الأخيرة للأمور" و"الحرية التي أخشاها" و"كتاب الفضائل".
"عاشق باريس" يتفرغ للكتابة بدل الحديث عن الكتب
من ناحية أخرى كان لسفريات فيكرت الكثيرة أثرها الواضح على طبيعة مؤلفاته، مثلما ظهر في كتاب "نيويورك، طوكيو، باريس"، لكن تأثير فرنسا عليه كان الأقوى الى حد انه عشقها وتغزل بباريس وحتى في الجبنه الفرنسية. فكتب عدة كتب مثل: "وخلق الله باريس"، و"من الحظ أن تكون فرنسياً" و"كل شيء عن باريس"، حتى أن روايته البوليسية الأخيرة حملت أيضاً اسم "القاضي من باريس".
ويبدو أن اهتمامه قد تحول بشكل كبير إلى الأدب، حتى أنه أيضاً تحول إلى تقديم برنامج تحت اسم "كتب فيكرت"، كان يقدم فيه الأعمال الأدبية الألمانية المختلفة ويناقشها على الشاشة الصغيرة. استمر فيكرت في تقديم هذا البرنامج لفترة قصيرة من أغسطس/آب 2006 وحتى 20 مايو/آيار من هذا العام، فقد فضل الإعلامي الألماني المتميز أن يتفرغ للكتابه، مؤكداً في حديث لصحيفة فرانكفورتر الجماينه إن "التفرغ للكتابة أفضل من الحديث عن الكتب".
سمر كرم