باراك يزور تركيا لترميم العلاقات وإحياء الصفقات ومطالب باعتقاله
١٧ يناير ٢٠١٠التقى وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك اليوم الأحد مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بعد زيارة قبر مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة. ومن المقرر أن يلتقي باراك بنظيره التركي وجدي غونول وبقائد الجيش التركي ويعقد مؤتمرا صحفيا في ختام زيارته التي تستغرق يوما واحدا.
يأتي هذا في الوقت الذي نقلت فيه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن تقارير تركية قولها "إن الرئيس عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لا يرغبان في لقاء الوزير الإسرائيلي بعد المعاملة التي تعرض لها السفير التركي في إسرائيل قبل أيام، وأنهما كانا يفكران في إلغاء الزيارة لولا الاعتذار الإسرائيلي".
ورغم أنه من المتوقع أن يعلن باراك ونظيره التركي، وجدي غونول، عن إتمام صفقة بملايين الدولارات طال انتظارها تسلم إسرائيل بموجبها عشر طائرات بدون طيار إلى تركيا، إلا أن مسؤولا أمنيا إسرائيليا أكد للإذاعة الإسرائيلية صباح الأحد أن السبب الفعلي للزيارة هو "إعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها". واعتبر أن "التحالف الإسرائيلي التركي له أهمية إستراتيجية متبادلة." وأضافت الإذاعة أن المباحثات ستتركز على موضوعات أمنية وسياسية، لاسيما سبل دفع عملية السلام قدما والتهديدات الإقليمية، بما في ذلك الملف النووي الإيراني والإرهاب.
وعلى الرغم من الخلاف الدبلوماسي قال مسؤولون من الجانبين إن تركيا تحاول إتمام صفقة شراء الطائرات من طراز (هيرون) قيمتها 180 مليون دولار من إسرائيل. وقال مصدر دفاعي إسرائيلي إن تركيا تنتظر أيضا تسلم أنظمة كاميرات للطائرات الحربية قيمتها 141 مليون دولار من إسرائيل.
دعوات لمحاكمة باراك
وقبل يومين من الزيارة ذكرت وكالة الأناضول للإنباء أن نشطا أتراك في مجال حقوق الإنسان طلبوا من المدعي العام إصدار مذكرة اعتقال بحق وزير الدفاع الإسرائيلي بتهمة الإبادة في حرب غزة. والشكوى التي رفعتها جمعية مظلوم-در لحقوق الإنسان الإسلامية التوجه، تتهم أيهود باراك بالإبادة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية أثناء حرب غزة في كانون الأول/ديسمبر 2008 واستمرت ثلاثة أسابيع. وكانت قد رفضت من قبل دعاوى مماثلة رفعتها منظمات ضد العديد من المسؤولين الإسرائيليين، من ضمنهم باراك، في شباط/فبراير الماضي.
وفي أواخر العام الماضي رفضت تركيا مشاركة إسرائيل في مناورة لحلف شمال الأطلسي بسبب مشاعر جماهيرها تجاه الحملة التي تعرضت لها غزة. ومنذ ذلك الحين عقد اردوغان اجتماعات رفيعة المستوى مع رئيسي سوريا وإيران عدوي إسرائيل. وتراقب واشنطن ميل تركيا نحو طهران بقلق.
كما غضب الإسرائيليون بسبب مسلسلين تلفزيونيين تركيين يصوران جنودهم على أنهم قتلة للأطفال الفلسطينيين ويظهران دبلوماسييهم على أنهم العقول المدبرة لعصابة للخطف. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تركيا كانت تنحاز لدول إسلامية معادية لإسرائيل مثل إيران حتى قبل الحرب في غزة. وتوسط اردوغان في محادثات للسلام لم تستمر طويلا بين سوريا وإسرائيل في عام 2008. ويشكك بعض المسؤولين الإسرائيليين الآن في قدرته على لعب دور الوسيط.
تركيا وإسرائيل: تعاون عسكري وثيق
كانت عقود التسلح والمناورات العسكرية المشتركة في صلب علاقات التبادل بين تركيا وإسرائيل إلى أن تراجعت هذه الروابط وباتت أنقرة تأخذ على إسرائيل عدم بذل جهود كافية لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وكان البلدان وقعا اتفاق تعاون عسكري في العام 2006 أثار استياء دول عربية وإيران وأعطى إشارة الانطلاق لما وصف بأنه "شراكة إستراتيجية" ما أدى إلى حصول إسرائيل على عقود بيع أسلحة وصيانة تجهيزات لتركيا. وكلفت شركات إسرائيلية تحديث حوالي مئة مقاتلة من نوع "اف-4" و"اف-5" تركية في عقد بلغت قيمته حوالي 700 مليون دولار كما باعت تركيا صواريخ وتجهيزات الكترونية.
وفي العام 2002 فازت الصناعات العسكرية الإسرائيلية بعقد بقيمة 668 مليون دولار لتحسين 170 دبابة من طراز "إم-60" يفترض أن يتم تسليمها في شباط/فبراير المقبل بحسب وكالة صناعات الدفاع التركية. وهناك عقد آخر قيمته 183 مليون دولار يتعلق بتسليم عشر طائرات بدون طيار وتجهيزات مراقبة في إطار تعاون تقوم به صناعات الطيران الإسرائيلية. ووقعت عقود أخرى بشكل سري فيما قدر خبراء في مجال الدفاع بأن عقود الأسلحة في العام 2007 فقط شكلت 69 في المائة من قيمة التبادل التجاري بين البلدين البالغ 6,2 مليار دولار. وقدمت تركيا من جهتها للطيران الإسرائيلي فرصة التدرب في صحراء الأناضول الشاسعة في إطار مناورات مشتركة. ويعتقد أن تركيا، الدولة المسلمة ذات النظام العلماني, سمحت أيضا لإسرائيل باستخدام راداراتها لمراقبة إيران والعراق فيما حصل تبادل خبرات في مجال حماية الأسلحة الكيميائية.
(ع.ع/ د ب أ / أ ف ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي