بدء فرز الأصوات بعد إقفال مراكز الانتخابات البرلمانية اللبنانية
٧ يونيو ٢٠٠٩أغلقت مراكز الانتخابات النيابية في لبنان أبوابها عند الساعة السابعة من مساء اليوم الأحد (7 يونيو/ حزيران 2009) بالتوقيت المحلي. وتنافس في هذه الانتخابات التي شهدت إقبالا كثيفا قوى "14 آذار" التي تشكل الأكثرية البرلمانية حاليا، والمدعومة من الغرب وقوى "8 آذار" المتمثلة بحزب الله وحلفائه، والمدعومة من قبل سوريا وإيران. وحسب وزير الداخلية اللبناني زياد بارود فإن نسبة الاقتراع كانت عالية وتخطت التوقعات، إذ بلغت نسبتها 52.53 بالمائة مقابل 45.8 بالمائة في انتخابات 2005. ولم يشتكي المقترعون سوى من طوابير الانتظار أمام المراكز الانتخابية. وقال بعضهم أنهم انتظروا أكثر من ساعتين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي يتوقع أن تكون نتائجها متقاربة بين الفريقين المتنافسين.
"المنافسة الفعلية كانت على ثلاثين مقعدا"
وباستثناء إصابة شخص بعيار ناري في مدينة طرابلس الشمالية، فإن عمليات الاقتراع لم تشهد حوادث أمنية خطيرة أخرى خلال سير الانتخابات التي رافقها تدابير أمنية مشددة شارك فيها 50 ألف عنصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي. كما شارك في مراقبتها نحو 2200 مراقب أجنبي. وجرى التنافس على 125 مقعدا في البرلمان اللبناني من أصل 128 بعد فوز ثلاثة مرشحين بالتزكية. ويتجاوز عدد الناخبين المسجلين ثلاثة ملايين وربع المليون، يقيم قسم كبير منهم خارج لبنان ما يجعل التكهن بعدد المشاركين في الاقتراع صعبا. لكن محللين ذكروا في نفس السياق بأن المعركة الانتخابية الفعلية تركزت على حوالي ثلاثين مقعدا فقط ستحدد الأغلبية في البرلمان. أما المقاعد الأخرى فمحسومة أو شبه محسومة بسبب الاصطفاف الطائفي، لاسيما في المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية. وتتوزع مقاعد البرلمان مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، بينما تبلغ مدة ولايته أربع سنوات.
"لدي قلق تجاه قبول الأحزاب الرئيسية للنتائج"
وقد بدأت عمليات فرز الأصوات فور انتهاء عمليات الاقتراع بحضور مندوبين عن المرشحين. ويتوقع أن تبدأ النتائج الأولية بالظهور في ساعة متأخرة من مساء اليوم. أما النتائج الرسمية فستصدر اعتبارا من صباح غد الاثنين. ومن المتوقع أن تقرر أصوات المسيحيين المنقسمين بين الفريقين الرئيسيين نتيجة الانتخابات. ويشكل هؤلاء 40 بالمائة من مجموع الناخبين. ويتنافس على أصواتهم بشكل رئيسي ميشيل عون زعيم التيار الوطني الحر وأمين الجميل زعيم حزب الكتائب وسمير جعجع زعيم القوات اللبنانية. ونقلت تقارير معلومات عن شراء أصوات، حيث عُرض على بعض المغتربين اللبنانيين تذاكر سفر مجانية للسفر إلى لبنان مقابل إعطاء أصواتهم لمرشحين معينين. ويقول محللون انه حتى لو فاز حزب الله وحلفاؤه فان النتيجة المرجحة للانتخابات ستكون تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة قد تشمل مجموعة صغيرة من المستقلين.
من جانبها أبدت بعثات مراقبة أجنبية ومحلية رضاها بشكل عام عن سير العمليات رغم ملاحظتها شوائب لم تعتبرها أساسية. ومن جانبه حث الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي يرأس فريقا من المراقبين الدوليين الأحزاب اللبنانية ومن يدعمها من الخارج على قبول نتيجة الانتخابات. وقال كارتر بعد زيارة مركز للاقتراع في بيروت "ليس لدي أي قلق تجاه سير الانتخابات. لدي قلق تجاه قبول الأحزاب الرئيسة للنتائج".
(ا.م/ ا.ف.ب/ د.ب.ا/ روتير)
تحرير: طارق أنكاي