بدعم ألماني ... سينما جنين تعود بعد غياب طويل
٥ أغسطس ٢٠١٠ظلت "سينما جنين"، أكبر دار صالات العرض السينمائية في الضفة الغربية والوحيدة في مدينة جنين، مغلقة منذ عام 1987، قبل أن تفتح أبوابها مجددا الخميس ( 5 أغسطس/آب). وساعد على ظهور هذا المشروع إلى النور، التعاون الذى تم بين جمعية "سينما جنين"، التى أسسها المخرج اﻷلمانى ماركوس فيتر، وبين وزراة الخارجية اﻷلمانية بالإضافة إلى عدد من المؤسسات اﻷلمانية.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد مولت المشروع في إطار مبادرة "فلسطين نحو المستقبل" التي تشرف عليها الخارجية الألمانية، بأكثر من ثلاثمائة ألف يورو، ساعدت في إعادة بناء السينما بسقف من ألواح شمسية وشاشة مسطحة بتقنية الثنائيات اللونية. وأوضحت الخارجية الألمانية في بيان أن عشرات المتطوعين الألمان شاركوا ضمن الفريق، حيث ساعدوا في عمليات إتمام ترميم الدار التي أغلقت غداة اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقام فريق فلسطيني دولى خلال العامين الماضيين بإعادة بناء السينما لتصبح "مشروعاً ثقافياً ضخماً"، كما يوضح ماركوس فيتر في حديث للدويتشه فيلله. ويضيف فيتر أن الخطة تشمل تأسيس شركة توزيع تجلب أفلاماً أوروبية إلى العالم العربي، وبناء استوديو لدبلجة الأفلام.
مشروع يعيد الحياة لجنين
يرى المشرفون على المشروع أنه سيضمن لسكان جنين عددا من الوظائف المستدامة. ويرى فيتر أن بناء صناعة صغيرة في جنين، يمكن أن تنمو وتتطور إلى "شركة سلام"، في حال توفر التعاون والعمل بشكل مهني.
الصحافي الفلسطينيي حكم عبد الهادي يصف المنطقة بالمهملة ويرى في هذا المشروع "بقعة ضوء" لسكان جنين، مضيفا ـ في مقابلة مع دويتشه فيله ـ بالقول "أعتقد أن هذا المشروع سيكون بداية لمشاريع أخرى ستكون مفيدة لأهالي المنطقة باعتبار أنها منطقة فلاحية ولا تتوفر على مشاريع كثيرة".
من جهته قام معهد جوته الألماني بدعم الشروع السينمائي، من خلال إنشاء مكتبة متخصصة فى السينما تعمل على توفير مجلات وكتب بلغات عديدة، وكذا وسائل سمعية وبصرية وأجهزة كمبيوتر متصلة بشبكة الإنترنت، بالإضافة إلى المساعدة التنظيمية.
"قلب جنين"
ويستقبل مهرجان جنين السينمائي، والذي سيستمر ثلاثة أيام، جمهوره بعرض فيلم " قلب جنين" للمخرج الألماني ماركوس فيتر والفيلم الوثائقي " ديب بلو" من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) والفيلم المصري "حسن ومرقص" بطولة عمر الشريف.
ويروي فيلم "قلب جنين" قصة الطفل "أحمد" الذي توفي برصاص الجيش الإسرائيلي عند ما ظن أن اللعبة التي كان يحملها بندقية، فقرر بعدها والده "إسماعيل" التبرع بأعضاء إبنه للأطفال الإسرائيليين المرضى. القصة أثارت المخرج الألماني ماركوس فيتر فقرر نقلها للمشاهد، ليحصد الفيلم بعد ذلك مجموعة من الجوائز في محافل دولية.
أمينة اسريري
مراجعة: عبده جميل المخلافي