برلين تقول نظام الأسد فقد الشرعية والمراقبون يحاولون دخول القبير
٨ يونيو ٢٠١٢طالبت الحكومة الألمانية بموقف أكثر صرامة من مجلس الأمن إزاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مطالبة الأسد بالتخلي عن السلطة. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت خلال مؤتمر صحافي اليوم الجمعة في برلين: "القيادة التي تسمح بهذه الجرائم في بلدها، فقدت أي نوع من الشرعية. لا يمكن التفكير حقا في التوصل إلى حل سياسي وإنهاء العنف والأسد على قمة السلطة في سوريا". وطالب المتحدث مجلس الأمن الدولي بتبني موقف موحد تجاه سوريا، مشيرا في ذلك إلى مسؤولية روسيا الخاصة تجاه هذا الأمر. وقال سايبرت إن الحكومة الألمانية "مصدومة لهذه المجزرة الجديدة"، في إشارة إلى مجزرة القبير التي اتهمتالمعارضة ومنظمة سورية غير حكومية القوات النظامية بارتكابها، لكن السلطات السورية نفت وقوع مجزرة. أضاف المتحدث الألماني "هناك مجددا عدد كبير من الأشخاص يرجح بان يكون ثمانين على الأقل قتلوا بينهم نساء وأطفال. علينا القول إن البعض قتل بوحشية".
بينما أعلن دبلوماسي روسي رفيع المستوى الجمعة في ختام مباحثات مع وفد من وزارة الخارجية الأمريكية في موسكو أن روسيا لا علم لديها بأي خطط من قبل الرئيس بشار الأسد للتنحي عن السلطة تحت ضغط الغربيين. وصرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة أنباء ريا نوفوستي ردا على سؤال عما إذا كان الأسد ينوي التنحي "لا علم لدي بان لدى الرئيس السوري خططا من هذا القبيل". ومن جهتها رفضت الصين الجمعة دعم نداء كوفي عنان لمضاعفة الضغط على الحكومة السورية، مكتفية بتأكيد ضرورة التزام النظام ومجموعات المعارضة على حد سواء، بوقف إطلاق النار.
مراقبو الأمم المتحدة يحاولون الوصول إلى القبير
وميدانيا، أرسل مراقبو الأمم المتحدة، الذين يسعون إلى الوصول إلى منطقة القبير التي أفادت تقارير بأنها شهد مذبحة الأربعاء، تعزيزات إلى المنطقة اليوم الجمعة بعد أن تمت إعادتهم وتعرضوا لإطلاق الرصاص أمس. وقال عضو ببعثة المراقبين إن فريقا ثانيا يتجه من العاصمة دمشق إلى قرية مزرعة القبير حيث يقول نشطاء معارضون إن 78 شخصا قتلوا أو طعنوا أو احرقوا حتى الموت يوم الأربعاء الماضي. واذا تأكد سقوط القتلى في مزرعة القبير فإن هذه ستكون ثاني مذبحة خلال أسبوعين، بعد مذبحة الحولة. وقال نشطاء إن دبابات الجيش قصفت مزرعة القبير ثم اقتحمها مسلحون في ملابس مدنية وقتلوا أكثر من نصف سكان القرية البالغ عددهم 150 نسمة وأحرقوا جثثا كثيرة. ويصعب التحقق من الأحداث على الأرض لأن الحكومة تفرض قيودا على دخول وسائل الإعلام العالمية.
وأجرى التلفزيون السوري الذي كان يقدم تغطية من مزرعة القبير فيما يبدو مقابلات مع عدة أشخاص غطوا وجوههم وقالوا إن 500 من مقاتلي المعارضة هاجموا قريتهم. وصاحت امرأة قائلة "ذبحوا رجالا ونساء وأطفالا. شيء بشع." وعرض التلفزيون السوري لقطات لمبنى خرساني تغطيه ثقوب الأعيرة النارية وآثار قذائف مورتر فيما يبدو.
وحاول مراقبو الأمم المتحدة دخول مزرعة القبير على بعد 20 كيلومترا شمال غربي مدينة حماة امس لكن تم إيقافهم عند نقاط التفتيش التابعة للجيش كما أوقفهم مدنيون بالمنطقة. وقال مراقبو الأمم المتحدة إنهم يتعشمون دخول القرية في وقت لاحق اليوم لكنهم لن يعلقوا على ما إذا كانوا تلقوا أي ضمانات من السلطات بشأن المرور الآمن.
ضحايا جدد وتفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين
وقد دعا نشطاء اليوم الجمعة إلى خروج مظاهرات للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس الأسد على غرار كل يوم جمعة منذ انطلاق الاحتجاجات في سوريا، في ما أطلق عليه معارضون اسم "ثوار وتجار معا يدا بيد"، في محاولة لإقناع الطبقة البورجوازية ورجال الأعمال في سوريا بالانضمام إلى "الثورة".
وتواصلت أعمال العنف اليوم، وقال قال نشطاء إن سيارة ملغومة انفجرت في إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق اليوم الجمعة ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل من قوات الأمن. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التفجير الذي وقع في ضاحية القدسية استهدف حافلة كانت تقل أفرادا من قوات الأمن وأعقب التفجير إطلاق كثيف للنار.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، (مقره لندن) في وقت سابق اليوم أن سبعة أشخاص بينهم أربعة عناصر على الأقل من قوات النظام، قتلوا اليوم الجمعة في انفجارين استهدفا مركزا امنيا في محافظة ادلب (شمال غرب) وحافلة في قدسيا في ريف دمشق.
ومن جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم إن القتال الدائر بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الذي يجتاح سوريا دفع المزيد من السكان إلى النزوح عن ديارهم. وقالت اللجنة وهي المنظمة الدولية الوحيدة التي تنشر عمال إغاثة في سوريا إن الجرحى والمرضي يجدون صعوبة في الحصول على الخدمات الطبية وشراء الغذاء. وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة "الموقف شديد التوتر فيما يتعلق بالقتال في الكثير والكثير من المناطق في سوريا."
(م.س/ د ب أ، رويترز، أف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي