برلين تودع إيلي باينهورن ـ أول امرأة تقود طائرة وتجوب بها أجواء العالم
١٧ ديسمبر ٢٠٠٧وري اليوم الاثنين في برلين جثمان رائدة الطيران إيلي باينهورن الثرى بعد عمر حافل بالمغامرات والمخاطر والانجازات في عالم الطيران. فقد كانت باينهورن أول سيدة تقود طائرة حول العالم في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي عندما بدأت أولى رحلاتها إلى أفريقيا وتبعتها برحلة طويلة إلى بيونس إيرس واستراليا. وستدفن باينهورن بجانب زوجها بطل سباقات السيارات بيرند روزماير الذي توفي عام 1938 أثناء قيادته للسيارة بسرعة 450 كيلومترا في الساعة في محاولة لتحقيق رقم قياسي جديد في السرعة.
يذكر أن إيلي باينهورن احتفلت في 30 أيار/مايو الماضي ببلوغها مائة عام ودأبت على القول بأن البطلة الحقيقية هي الأم التي تعمل في منزلها وتدير أمور أسرتها وتعمل على تربية أطفالها دون كلل أو ملل.
الانطلاقة الأولى نحو القارة الأفريقية
يذكر أن رائدة الطيران باينهورن، ابنة عائلة اشتهرت بالتجارة، كانت تطمح في الانطلاق نحو الآفاق البعيدة وهي لازالت في سنوات سبابها الأولى. غير أن الأمر الذي زاد من حماسها هو أنها حضرت محاضرة لرائد الطيران الألماني ارنست أوديت، الأمر الذي بعث في نفس الشابة الألمانية حلما كان يراودها، حيث بادرت إلى تعلم الطيران الرياضي رغم معارضة أهلها لها.
رحلتها الأولى التي خاضتها في الجو وحدها وبجرأة منقطعة النظير كانت إلى القارة الأفريقية عام 1931. هذه الرحلة قامت بها بطائرة صغيرة غير مزودة بنظام توجيه ملاحي حديث، واستغرقت 70 ساعة طيران قطعت خلالها باينهورن سبعة آلاف كيلو متر، حيث هبطت في ما يعرف اليوم بغينيا بيساو. ومع أن رحلة الذهاب كانت في حد ذاتها مغامرة كبيرة، إلا أن رحلة العودة كانت محفوفة بالمخاطر التي واجهتها السيدة الألمانية الشابة (آنذاك 24 سنة) بكل تحد وعزيمة. فقد اضطرت باينهورن أثناء رحلة العودة إلى الهبوط الاضطراري في الصحراء بسبب خلل فني في طائرتها، ومن ثم ظلت أربعة أيام تائهة في الصحراء، حيث مشت على الأقدام حوالي 50 كيلو مترا حتى بلغت مدينة تومبوكتو في مالي.
التحليق حول العالم
وفي نهاية 1931، انطلقت باينهورن في رحلة طيران أخرى أكثر مخاطرة جابت من خلالها ثلاث قارات، حيث انطلقت بطائرتها من نوع (كليم ـ ارجوس 26 )عبر منطقة الشرق الأوسط إلى كالكوتا، ثم عبر أجواء جبال الهمالايا فبانكوك وبالي وبرت داروين في استراليا. وقطعت المحيط الهادئ بالسفينة إلى باناما، حيث انطلقت بطائرتها مرة أخرى عابرة الأجواء لتصل إلى بيونيس ايريس في الأرجنتين، بعد أن قطعت مسافة 31 ألف كيلو مترا اضطرت خلالها للهبوط الإجباري ثلاث مرات.
هذا وقد حصلت إيلي في حياتها على العديد من جوائز الطيران واتسمت على الرغم من ذلك بالتواضع، كما أنها كتبت عددا من الكتب عن حياتها كقائدة طائرات وزوجة لسائق سيارات سباق.