برلين وباريس متفقتان على تقاسم عبء إعادة هيكلة شركة ايرباص
٢٣ فبراير ٢٠٠٧احتضن اليوم (23 فبراير/شباط 2007) مقر الضيافة الجديد للحكومة الألمانية قرب مدينة برلين ميسبارغ أول ضيوفه، حيث اجتمع الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إطار قمة فرنسية ألمانية غير رسمية. المشاورات التي أجراها قادة البلدين والتي تدخل في إطار التحضير للقمة الأوروبية المقبلة تناولت عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وقضايا أخرى أوروبية ودولية. واحتلت أزمة الملف النووي الإيراني بعد انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن لطهران من أجل تعليق أنشطتها النووية بالإضافة إلى أزمة ايرباص الأخيرة حيزا مهما من المناقشات التي جرت بين الزعيمين.
ايرباص تملك حرية اتخاذ قراراتها
أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي جاك شيراك عقب اجتماعيهما اليوم أنهما يدعمان شركة ايرباص الأوروبية لصناعة الطائرات وتعهدا بأن يتركا لإدارة الشركة اتخاذ قرار بشأن تخفيضات الوظائف. كما أشار المسؤولين إلى أن تلك التخفيضات يجب أن تكون متوازنة بعد خلاف بين مالكي أسهم ايرباص حول حصة العمل في مشروع الطائرة الجديدة المتوسطة الحجم ايه350، الأمر الذي تسبب في تأجيل عملية إعادة هيكلة مهمة في الشركة.
وقالت المستشارة الألمانية في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي أنه "هناك التزام سياسي واضح بهذا المشروع الأوروبي وخصوصا من ألمانيا وفرنسا". وأضافت قائلة: "لا نريد أن نضطر الي مواجهة مثل هذه القرارات الصعبة مرة أخرى في المستقبل القريب"، منبهة إلى مدى أهمية دعم القدرة التنافسية للشركة. وقال شيراك وميركل في هذا الإطار أيضا أنهما ملتزمين بتقاسم متوازن لتخفيضات الوظائف بين بلديهما. في حين أشار شيراك إلى أنه يجب ألا يكون هناك تسريح إجباري للعاملين في ايرباص وأنه يتعين منح تعويضات مالية للذين سيتأثرون بإغلاق أي موقع من مواقع الإنتاج.
والجدير ذكره أنه من المنتظر الاستغناء عن آلاف الموظفين في مصانع ايرباص في كلا البلدين بعد مشاكل تقنية في طائرة ايرباص العملاقة ايه380 تسببت في تأجيل تسليم الطائرة إلى شركات الطيران، الأمر الذي تسبب في تكبيد الشركة خسائر كبيرة وأجبرها على إعادة تقييم عملية الإنتاج.
مجلس الامن قد يبحث مجددا في الملف النووي الإيراني
أما فيما يخص الملف النووي الإيراني لم تستبعد الرئاسة الألمانية الدورية للاتحاد الاوروبي إمكانية أن يبحث مجلس الأمن مجددا قضية هذا الملف الشائك والمثير للجدل. وفي هذا السياق قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوضح أن إيران لم تمتثل لطلبات وقف تخصيب اليورانيوم ولذلك فإنه من الجيد استكمال الطريق عبر مجلس الأمن حيث سيصير من الضروري استئناف المفاوضات هناك.
وفي الوقت ذاته شددت ميركل على أن باب المفاوضات لا يزال مفتوحا أمام إيران، مشيرة إلى أنه كان من الأفضل أن تستغل إيران الوقت وتستجيب للعروض الكثيرة للمفاوضات بدلا من أن "تضطرنا مرة أخرى للجوء لمجلس الامن" على حد تعبيرها. فضلا عن ذلك أكدت ميركل أن الشعب الإيراني يجب أيضا أن يصبح في استطاعته استغلال "فرص القرن الحادي والعشرين وهو ما يشترط وجود قيادة سياسية تعمل لصالح الشعب"، فيما اكتفى شيراك بالتعبير عن تأييده المبدئي لموقف ميركل من القضية.