بعد "الربيع العربي" كيف يمكن لأوروبا أن تساعد المنطقة؟
١ أبريل ٢٠١١نسي المرء في ألمانيا ثورتي تونس ومصر تقريبا رغم أن الصور القادمة من تونس ومن ميدان التحرير في القاهرة هيمنت على مدى أسابيع عدة على نشرات الأخبار المتلفزة وعلى النقاشات. ولكن منذ سقوط بن علي ومبارك تقلص حجم تلك الصور مع امتداد الثورة إلى الجارة ليبيا وأشعلت فيها حربا أهلية دموية.
رباني: ضرر التدخل العسكري أكبر من النفع
ومع بدء التدخل الغربي هدد التحول الحاصل في العالم العربي بالتحول إلى نزاع دولي طويل الأمد، على الأقل حسب السيناريو الذي عرضه الخبير السياسي الأردني معين رباني الذي تفهم النداء الذي وجهه المتمردون الليبيون في ساعة الشدة إلى الأوروبيين للتدخل لنجدتهم. وأضاف أنه يعتقد أن ضرر التدخل هذا سيكون أكبر من النفع في النهاية لافتا إلى أن على المرء "عدم النظر إلى نتائج التدخل القصيرة المدى، وإنما إلى البعيدة المدى منها". وتابع أنه سيندهش كثيرا في "حال عدم تحوّل التدخل إلى احتلال طويل الأمد لليبيا، ما سينتج عنه آثار لا يمكن التكهن بها حاليا". ورأى رباني أنه كان بالإمكان مساعدة المتمردين بصورة أخرى من خلال توفير السلاح لهم لمقاتلة القذافي.
موفق: لسنا موجودين للحفاظ فقط على استقرار أوروبا
وشاركت الصحافية والكاتبة الجزائرية غنية موفق رأي رباني قائلة إنها ترفض بدورها التدخل العسكري الغربي لافتة إلى أن ألمانيا رفضت ذلك. وأضافت أنها لا تريد التدخل في النقاش الداخلي الجاري حول الموضوع في ألمانيا، لكنها تعتقد أن الموقف هذا كان حذرا فيما كانت أميركا الجنوبية ضد التدخل بالكامل، إضافة إلى روسيا والصين. وتمثل هذه الدول في رأيها "مليارات عدة من البشر قالوا لا لهذه الحرب، ومع ذلك يقول البعض هنا إن الأمر يتعلق بتدخل دولي".
وأضافت أنها كانت تتمنى من الغرب "مساعدة أخرى للحركات الديمقراطية في شمال أفريقيا، وأن يأخذ المرء سكان جنوب المتوسط بجدية أكبر ويسأل عن آمالهم ورغباتهم، لا أن يرى فيهم مجرد تهديد لأوروبا كما حصل في فرنسا". وذكرت أن النقاشات كانت تتركز "حول استقرار أوروبا الذي قد يتهدد، وحول خطر الإسلاميين الذي قد يتزايد، وحجم التهديد الذي ستواجهه إسرائيل، وعما إذا كان النفط سيواصل تدفقه إلى الغرب، ما أعطى الانطباع بأن وجود الناس خارج الغرب هو للحفاظ فقط على استقرار الغرب". وشبّهت موفق النقاش الدائر حاليا حول ما إذا كان سكان الشرق الأوسط مهيئين للديمقراطية بالفترة الاستعمارية حين كان المستعمرون البيض في أفريقيا يتناقشون حول ما إذا كان الأفارقة بشرا مثلهم.
أسّبورغ: علينا مطالبة إسرائيل بما نطالب به العرب
وهذا ما رددته أيضا موريل أسّبورغ من مؤسسة العلوم والسياسة في برلين التي تمنت بدورها مساندة أكبر للحركات الديمقراطية في المغرب الكبير والشرق الأوسط. وقالت إن ما قدّم حتى الآن أقل بكثير من مما يمكن القيام به على صعيد توفير فرص النمو والتطور وتعزيز الديمقراطية، وحذرت من الاكتفاء بالإشارة إلى القلق والخوف من التحولات التي تحدث.
وفي لفتة إلى الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني لفتت أسّبورغ النظر إلى ضرورة أن يحافظ الغرب على صدقيته من خلال "رفعه إلى إسرائيل أيضا ذات المطالب التي يرفعها إلى الحكام العرب".
بيتينا ماركس/اسكندر الديك
مراجعة: يوسف بوفيجلين