بعد الولايات المتحدة وبريطانيا- معلومات عن تعاون بين الاستخبارات الألمانية ونظام القذافي
٤ سبتمبر ٢٠١١ذكرت صحيفة "بيلد ام سونتاغ" الالمانية الاحد (4 أيلول/ سبتمبر) ان برلين، على غرار لندن وواشنطن، تلقت معلومات من اجهزة استخبارات معمر القذافي من دون المشاركة في عمليات مشتركة مع النظام الليبي. وصرح برند شميدباور، المسؤول عن تنسيق جهاز الاستخبارات الالماني بين عامي 1991 و 1998 للصحيفة: "الامر يتعلق اولا بمعلومات مرتبطة بمكافحة الارهاب لحماية المصالح الامنية الالمانية". ونفت برلين ان تكون تعاونت بشكل وثيق اكثر مع الاستخبارات الليبية، مؤكدة "لم نتجاوز هذا الخط". وقال متحدث باسم الحكومة الالمانية لوكالة فرانس برس: "كالعادة لا تعليق لدينا بشأن القضايا الاستخباراتية".
من جهة أخرى، كشفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، عن أنها كانت قد أجرت محادثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن، بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بالعملية العسكرية في ليبيا، حول امتناع بلادها عن التصويت على هذا القرار. وقالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، في عددها الصادر غدا الاثنين (5 أيلول/ سبتمبر)، إن ميركل ألقت كلمة أمام السفراء الألمان الأربعاء الماضي تحدثت خلالها عن هذه الواقعة. وقالت ميركل إنها أبلغت أوباما أن هناك الكثير من المنتقدين داخل البرلمان الألماني (بوندستاج) يؤيدون موافقة ألمانيا على قرار مجلس الأمن، لكنهم يعارضون مشاركة جنود ألمان في المهمة العسكرية على ليبيا. وذكرت ميركل أن أوباما رد بقوله: "سيكون هراء، ففي حال موافقة ألمانيا على القرار، فلابد أن تشارك في العملية".
مفاوضات لدخول بني وليد
ميدانيا، اجرى شيوخ قبائل من بلدة بني وليد المحاصرة مفاوضات اليوم الأحد مع مقاتلين ممثلين للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، يقولون انهم مستعدون لشن هجوم على البلدة. وكان مفاوض من المجلس الوطني الانتقالي قال، في وقت سابق اليوم الأحد، لمراسل من رويترز في المكان، ان المحادثات انهارت وان قوات المجلس على وشك مهاجمة البلدة. ولكن بعد عدة ساعات وصل شيوخ قبائل من البلدة إلى نقطة تفتيش، عند خط المواجهة الأمامي على بعد نحو 60 كيلومترا شمالي بني وليد، واجروا محادثات مع مفاوضين من المجلس الوطني الانتقالي. وقال ابو سيف غنية المفاوض عن المجلس الوطني لرويترز عند الخط الأمامي ان المجلس لا يريد حل المشكلة عسكريا، ولا يريد حتى اطلاق رصاصة واحدة، ولا اراقة دماء.
وقال عبدالله كنشيل لفرانس برس: "نتفاوض عبر زعماء قبائل يحاولون اقناعهم". وأوضح ان بني وليد لا تزال تضم ما بين ثلاثين وخمسين مقاتلا موالين للقذافي"، مسلحين بشكل جيد، ومزودين بمدافع رشاشة وقاذفات صواريخ وبنادق. وعلى الارض لا يزال الوضع هادئا، واكد الثوار ان آخر مواقعهم يبعد عشرة كلم من بني وليد.
وتعتبر بني وليد، بالإضافة إلى سرت مسقط رأس القذافي وسبها في عمق الصحراء، من المناطق الرئيسية الأخيرة غير الخاضعة لسيطرة المجلس الوطني الانتقالي رغم ان قواته تحتشد على مقربة منها. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي قال أمس، إن الثوار مستعدون لدخول المدن التي لم تلتحق بعد بالثورة، في حال امتناع أتباع القذافي عن تسليمها طوعا بانقضاء المهلة المحددة لها. وأضاف أنه تم إعطاء مدن سرت وبني وليد والجفرة وسبها مهلة إضافية أسبوعا، بعد أن كانت مهلة سابقة إلى سرت قد انتهت يوم أمس.
"القذافي في ليبيا"
وأعرب قيادي بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، اليوم الاحد، عن اعتقاده ان العقيد معمر القذافي مازال موجودا في ليبيا، وأنهم سيلاحقونه هو ورجاله حتى النهاية. وقال عبد المجيد سيف النصر، رئيس المجالس المحلية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، في تصريح لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا: "فيما يتعلق بالقذافي وبأبنائه ورجال حكمه فنحن وراءهم حتي آخر لحظة". وأضاف: "لقد كان هدفنا إسقاط النظام، وسقط بالفعل والآن دورنا القبض علي هؤلاء، وبالطبع اذا جاءت للقذافي الفرصة للهرب فسيهرب، ولكن اذا ضاق الخناق حوله فسيضطر لتسليم نفسه".
وذكر سيف النصر بأن القذافي حاول الهرب عبر الحدود الجزائرية، عند سقوط طرابلس وفشل، ولذا نحن نعتقد أنه لا يزال في ليبيا وربما يكون في منطقة ما بين بني وليد والجفرة. ونقل مراسل لتلفزيون الجزيرة اليوم الاحد (4 أيلول/ سبتمبر) عن عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس، التابع للمجلس الوطني، قوله ان قوات المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا حددت مكان الزعيم المخلوع معمر القذافي. لكن الجزيرة لم تحدد المكان.
(ف. ي/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: حسن زنيند