بعد واقعة منبج ـ تركيا وروسيا تتفقان على التنسيق ميدانيا
٢٩ ديسمبر ٢٠١٨أدّى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا إلى تبدّل مواقع الأطراف المشاركين في الحرب السورية المعقدّة. وإزاء المخاوف من هجوم تركي محتمل عليهم نتيجة الموقف الأميركي المفاجئ، طلب المقاتلون الأكراد السوريون المساعدة من الجيش السوري الذي دخل بعض المواقع قرب مدينة منبج الشمالية.
وهي المرّة الأولى منذ ستّ سنوات التي تدخل فيها قوات النظام منطقة قرب منبج، مدفوعة بسلسلة انتصارات عسكرية حقّقتها خلال الفترة الأخيرة، وبخطوات توحي بفكّ العزلة الدبلوماسية المفروضة على دمشق. وفي حين نددت تركيا بانتشار القوات السورية قرب منبج، معتبرة أنّه لا يحق للقوات الكردية توجيه الدعوة لها، وجد الكرملين فيه خطوة "إيجابية" تساهم في "استقرار الوضع" في هذه المنطقة.
هذا الوضع الجديد دفع باتجاه التشاور بين البلدين، فزار وفد تركي موسكو السبت (29 كانون الأول/ ديسمبر 2018) وأجرى محادثات جمعت وزراء الخارجية والدفاع في البلدين، إضافة إلى عدد من المسؤولين عن أجهزة الاستخبارات.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام المحادثات "اتّفقنا على مواصلة قيام الممثّلين العسكريين الروس والأتراك بتنسيق تحركاتهم بما ينسجم مع الوضع الجديد، بهدف استئصال الخطر الإرهابي في سوريا". كما أعرب لافروف عن "تفاؤله"، بعد هذه المحادثات، التي شارك فيها بشكل خاص وزيرا دفاع البلدين التركي خلوصي آكار والروسي سيرغي شويغو.
من جهته قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو "لقد ناقشنا سبل تنسيق عملنا المشترك في إطار" رحيل القوات الأميركية، مضيفاً "لدينا الرغبة المشتركة بتنظيف الأراضي السورية من أي تنظيم إرهابي". وأضاف جاويش أوغلو "كما كنّا نفعل حتى الآن سنواصل العمل النشط والتنسيق مع زملائنا الروس والإيرانيين لتسريع التسوية السياسية في سوريا".
والمعروف أنّ روسيا وإيران وتركيا أطلقت مسار أستانا في كانون الثاني/يناير 2017 في محاولة لتسوية النزاع السوري، بغياب واشنطن. وقد همّش هذا المسار بشكل كبير عملية جنيف التي كانت تجري تحت إشراف الأمم المتحدة. ولا يبدو أنّ مسار أستانا يحقّق تقدماً نحو إنهاء النزاع السوري الذي أوقع أكثر من 360 ألف قتيل منذ العام 2011.
وكانت موسكو أكّدت في وقت سابق أنّ قمّة ثلاثية ستجمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا مطلع العام 2019 في روسيا من دون تحديد موعدها بعد.
أ.ح/ح.ع.ح (أ ف ب)