بلدية ميونخ تعلن الحرب على جحافل النمل المرعب
١٠ سبتمبر ٢٠١٣أثار النمل الزاحف في كل مكان في ساحات اللعب بمدينة ميونخ الألمانية موجة من الرعب لدى الأطفال وآبائهم الذين فروا بعيدا بسبب صعود النمل بسرعة على أجزاء من أجسادهم كالساق والذراع والشعر وحتى الأذن، فيما يبدو أنه أشبه بفيلم رعب.
ونظرا لأن حشرات النمل تهوى أيضا التربة الرملية فإن ساحات لعب الأطفال المشمسة تعد من بين الأماكن المفضلة لدى هذه الحشرات المزعجة، بل "ويصبح الأمر حقا مثل فيلم رعب ... إذ يمكن لهذه الحشرات أن تغطي جميع أنحاء جسمك في دقائق معدودة"، بحسب وصف عالم الأحياء فولكر فيت لهذه الظاهرة.
ويعتقد العلماء أن أنواع النمل، التي يطلق عليها "فورميكا فوسكوسينيريا" وموطنها الأصلي جبال الألب القريبة من ميونخ وسفوحها، لا تزال تتزايد وتنتشر، بل و"لدى هذه الحشرات القدرة على الانتشار في جميع أنحاء وسط وشمال أوروبا"، بحسب تحذيرات الخبير فيته.
ورسخت هذه الجحافل حشرات النمل ذات الستة أرجل لنفسها بالفعل موطئ قدم في بلدة توبنغن الجامعية الواقعة على بعد نحو 200 كيلومترا شمال غرب ميونخ، وقد جاء هذا النمل مع الحصى (حصى جبال الألب) المستخدم في بناء حرم الجامعة إلى هذه المدينة، وفق ما يقول برنهارد سيفرت من متحف زنكنبيرغ للتاريخ الطبيعي، مضيفاً: "ومن هناك انتشر الآن ليصل إلى مركز المدينة بأكمله".
وقد جربت ميونخ لعدة سنوات طرقا غير كيميائية للسيطرة على النمل لكنها لم تنجح، وأخيرا تحول مكافحو النمل لمساحيق كيميائية أدت إلى تطهير ما يقرب من 80 في المائة من المناطق المستهدفة. لكن النمل عاد بعد ثلاث سنوات. ويقول الخبراء إنه "مهما كانت المستحضرات أو الإجراءات الرامية للسيطرة على النمل بشكل نهائي فلن يتم تحقيق ذلك أبدا بكل تأكيد".
من جانب آخر يعد النمل عاملا مفيدا للمزارعين، كما أنه يلعب أيضا دورا إيجابيا في النظم البيئية فهو يساعد على الحفاظ على الغابات لاسيما دوره في تسريع تحلل الأشجار الميتة ومكافحة بعض الآفات الحشرية.
ع.م/ط.أ (د ب أ)