بوتين يقول لشي: "منفتحون" على خطة الصين للسلام في أوكرانيا
٢٠ مارس ٢٠٢٣وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو، اليوم الاثنين (20 مارس/ آذار 2023)، في مستهل زيارة دولة إلى روسيا تستغرق ثلاثة أيام، بعد حوالي 13 شهرا من إطلاق الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي تسبب باضطرابات جيوسياسية واقتصادية.
ورغم علاقاتها المتميزة مع موسكو في خضم التوتر مع الغرب، عرضت بكين التي تعتبر أن نفوذها الدبلوماسي يضاهي ثقلها الاقتصادي، وساطة واقترحت الشهر الماضي مبادرة لتسوية النزاع.
وقال بوتين خلال الاجتماع مع شي: "نحن منفتحون دائما على عملية تفاوض. سنناقش بلا شكّ كل هذه القضايا بما في ذلك مبادراتكم التي نتعامل معها باحترام". من جانبه أشاد شي بـ"العلاقات الوثيقة" بين بكين وموسكو في إطار "تعاون استراتيجي شامل".
وبالنسبة لبوتين، تمثل زيارة شي دعما في ظل عزلته المتزايدة عن الغرب وإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه الأسبوع الماضي بتهمة ارتكاب "جرائم حرب".
وتتحصن الصين بدورها في تسهيل استئناف العلاقات الدبلوماسية مؤخرا بين السعودية وإيران، لتطرح نفسها في موقع الوسيط في النزاع في أوكرانيا داعية إلى مفاوضات سلام بين موسكو وكييف. لكن الغربيين يشكون في قدرتها على وقف الحرب.
ومع ذلك، قالت لندن إنها "تأمل" أن يضغط شي على بوتين "لوضع حد للفظائع" في أوكرانيا. وتتهم الولايات المتحدة الصين بالتفكير في إمداد روسيا بالأسلحة، وهو ما تنفيه بكين بشدة. أما كييف التي رحبت بخطة السلام الصينية، فحضّت شي الاثنين على "استخدام نفوذه على موسكو لإنهاء حرب العدوان".
وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن شي قد يجري كذلك محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد عودته إلى الصين.
وفي خطوة لإظهار دعمه لكييف، أعلن الاتحاد الأوروبي تزامنا مع زيارة شي الاثنين تخصيص ملياري يورو لشراء وتسليم ذخائر مدفعية إلى أوكرانيا.
وتهدف القمة أيضا إلى إظهار التفاهم بين روسيا والصين في وقت تشهد الدولتان توترات قوية مع الغرب، رغم أن ميزان العلاقات يميل إلى بكين.
إلى جانب الدعم الدبلوماسي، أعادت روسيا توجيه اقتصادها بشكل كبير نحو الصين في مواجهة العقوبات الغربية المرتبطة بالنزاع في أوكرانيا، لذلك تكتسي زيارة شي أهمية اقتصادية أيضا.
وزادت روسيا بشكل ملحوظ من صادرات المحروقات إلى آسيا وخصوصا الصين للتعويض عن الحظر الأوروبي، ويجعلها ذلك تعتمد بشكل متزايد على بكين، وفق محللين.
ووفق الكرملين، سيوقع بوتين وشي عدة اتفاقات خصوصا بشأن التعاون الاقتصادي الروسي-الصيني في أفق عام 2030.
ف.ي/ أ.ح (أ ف ب)