بورصة فرانكفورت ترحب بإقالة مدير دويتشه تليكوم
١٣ نوفمبر ٢٠٠٦بعد أربع سنوات على توليه منصبه على رأس أكبر شركة اتصالات أوربية، كان على كاي اوفي ريكه، المدير العام لشركة الاتصالات الالمانية/ دويتشه تليكوم Deutsche Telekom، ان يستقيل من منصبه بناء على قرار مجلس الرقابة في الشركة لإفساح المجال أمام مدير جديد. وقد استقبلت الأوساط الاقتصادية هذا القرار بارتياح على أساس إن الخسائر التي منيت بها دويتشه تليكوم مؤخرا تهدد وجودها. وفي بورصة فرانكفورت ارتفع سعر سهم الشركة بسرعة نحو الأعلى، إذ وصلت نسبة الارتفاع إلى أكثر من 3 بالمئة بعد ظهر اليوم. وتعد هذه أعلى نسبة شهدتها أسهم مؤشر داكس الألماني الذي يضم أهم 30 شركة ألمانية.
نجاحات ريكه لم تشفع له
عندما تولى ريكه منصبه كانت دويتشه تليكوم تعاني من تراكم الديون والخسائر. وخلال السنوات الأربع من إدارته استطاع تخفيض ديون الشركة الى النصف. كما مكنها من تحقيق أرباح جيدة مقارنة مع ما كانت تعانيه من خسائر سابقاً. وبلغت قيمة الأرباح المحققة خلال العام الماضي 5.6 مليار يورو.
لكن النجاح الذي حققته الشركة لم يدم طويلاً، إذ عاد شبح الخسائر ليخيم عليها من جديد. ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى تخلي 1.5 مليون من زبائنها عنها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري. وعلى ضوء ذلك تراجعت قيمة سهم الشركة بنسب زادت على 10 بالمئة. وتعاني دويتشه تليكوم هذه الأيام من مشاكل كبيرة في السوق على ضوء المنافسة الشديدة من قبل الشركات الجديدة التي دخلت إليه مؤخرا.
بدأت الأزمة بين المدير ومجلس إدارة الشركة خلال الصيف الماضي حين تبين أن توقعات أرباح هذا العام والعام القادم مبالغ فيها. ومنذ ذلك الحين بدأت بوادر أزمة تلوح في الأفق حيث اتهمه البعض بعدم تقديم إستراتيجية واضحة لتصحيح أوضاع الشركة.
حاول المدير تجاوز الأزمة من خلال استراتيجية جديدة أطلق عليها اسم "تليكوم 2010". وتتضمن هذه الاستراتيجية تقليص النفقات بقيمة 5 مليارات يورو وتحقيق أعلى رقم من المبيعات في أوروبا مع حلول عام 2010، وهو الأمر الذي لقي الاستحسان والتأييد من مجلس الرقابة، إلا أن أداء الشركة مؤخرا جاء على عكس الوعود التي بقيت حبراً على ورق.
مدير جديد أثبت جدارته
حين فكر المجلس بإقالة أوفي ريكه (45 عاما) كان البديل جاهزاً وهو رينه اوبرمان البالغ من العمر 43 عاما. ويعد اوبرمان من المقربين جداً إلى المدير المقال. وهذه هي المرة الثانية التي يخلفه في منصبه حين تم تعيينه عام 2002 مديراً لشركة تي موبايل العالمية T- Mobile International للهاتف الجوال خلفاً لـ ريكه الذي عين حينها مديراً عاماً لـدويتشه تليكوم.
ويعود السبب الرئيسي في اختيار اوبرمان الى كونه ليس غريباً عن الشركة كونه تولى إدارة تي موبايل التابعة لدويتشه تليكوم. وخلال فترة إداراته أثبت نجاحاً تمثل في جعلها الأولى في سوق الهواتف الجوالة على مستوى ألمانيا. كما عزز من مكانتها في أمريكا والنمسا وبولندا، وهو الأمر الذي حقق لها النمو والأرباح.
كما عزز من حظوظ أوبرمان لقيادة أكبر شركة اتصالات أوروبية كذلك أصله الألماني لأن ذلك يلعب دورا هاما في نجاحها حسب جريدة فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ. فأصل المدير حسب الجريدة يحدد مدى تعاون الحكومة الألمانية مع الإدارة كونها ما تزال تملك ثلث أسهم الشركة رغم خصخصتها، فبدون هذا التعاون يصعب تحقيق الأهداف المتعلقة بإعادة الهيكلة وتحقيق الأرباح حسب العديد من المراقبين.
دويتشه فيله/ إعداد عارف جابو