بوندسليغا: ثلاثة أسباب لتألق الصغار وتقهقر الكبار
٨ ديسمبر ٢٠١٠حُسم أمر بطل خريف الدوري الألماني لكرة القدم/ بوندسليغا، وانتزع دورتموند صدارة القائمة للشطر الأول من الموسم، في حين احتلت فرق واعدة، كماينز وباير ليفركوزن وهانوفر وفرايبورغ، المراكز الخمس الأولى من الترتيب العام. وهي ذات الفرق التي كانت تصارع في الماضي القريب من أجل البقاء في دوري الأضواء. ويعود النجاح الملفت لهاته الفرق وعلى رأسها دورتموند إلى ثلاثة أسباب جوهرية:
غياب روح الفريق لدى الكبار
قد يكون الفريق البافاري لكرة القدم يتوفر على أفضل خط وسط داخل الدوري الألماني/ البوندسليغا، وشالكه على أسماء رنانة في خط الهجوم، والشيء نفسه بالنسبة لهامبورغ وفولفسبورغ. بيد أن أي من هذه الفرق لم تنجح، في تحقيق نجاح يذكر في الشطر الأول من الموسم الذي سيختتم في التاسع عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2010. أسماء تحبس الأنفاس، لكنها لم تساعد دينصورات البوندسليغا على الرفع من مستوى أداءها، الذي غاب عنه العمل الجماعي وروح الفريق. ففي هامبورغ مثلا، يغني كل نجم "على ليلاه"، سواء تعلق الأمر بملادين بيتريش أو باول غيريرو أو إلخيرو إليا.
والشيء نفسه نلحظه لدى الفريق البافاري؛ علما أن المدرب الهولندي لويس فان خال لا زال عاجزا عن إيجاد بدائل تعوض النقص الهائل الذي تركه الهولندي آريين روبين المصاب، وزميله العائد مؤخرا إلى الملاعب، الفرنسي فرانك ريبري. وغياب اللاعبين معا بداية الموسم كشف جليا، إلى من يعود الفضل في اللعب المتألق والفعال الذي أظهره البايرن الموسم الماضي.
في المقابل، انقلبت الأمور بشكل متسارع داخل نادي شالكه، الذي تحول من فريق متكامل وناجح، إلى مجموعة من اللاعبين وجدوا أنفسهم فجأة في قاع الترتيب العام. مع العلم أن فيلكس ماغات، مدرب ومدير نادي شالكه، قام نهاية الموسم الماضي بحل خط الدفاع والتخلي عن حوالي ثلاثة عشر لاعبا. وعوض ذلك، تعاقد مع الإسباني راؤول والهولندي كلاس فان هونتلر مقابل مبالغ خيالية، كما أنه استعان بلاعبين جدد. وكل هذه التغييرات لم يتحملها الفريق على مستوى البوندسليغا وتدحرج إلى القاع، وبقي ملاذه الوحيد بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث ضمن بطاقة التأهل إلى الدور الـ16 .
فرق منسجمة:
وإذا كان غياب روح الفريق هو ما بات يميز الفرق العتيدة داخل الدوري الألماني، فالعكس تماما هو ما نجده لدى الفرق الأخرى. فمدرب دورتموند يورغن كلوب، نجح مثلا في تشكيل فريق متكامل ومنسجم، اعتمادا على عناصر شابة ومتعطشة بشكل جماعي إلى الفوز، ومن تم يساعد كل عنصر داخل الفريق، العناصر الأخرى، بغض النظر إلى الاعتبارات الفردية.
الروح القتالية
لا يقدم دورتموند، أو ماينز أو ليفركوزن كرة قدم جذابة ينبهر لها عشاق كرة القدم، لكنهم يلعبون بطريقة فعالة وبروح قتالية عالية. الأمر الذي ضمن لدورتموند فوزا مبكرا بلقب بطل الخريف، وباير ليفركوزن وماينز بالمركز الثاني والثالث قبل مرحلتين فقط، تفصلنا عن الأسبوع الأخير من الشطر الأول من الموسم.
ويأتي هذا رغم أن ماينز واجه بعد سبعة انتصارات انتكاسة قوية بعدما مني بأربع هزائم في خمس مباريات جعلت الجميع يرجح تقهقر النادي إلى ما لا عودة، غير أن الفريق نجح في التقاط أنفاسه. والفضل في ذلك يعود بالأساس إلى المدرب توماس توخل الذي أوقد لدى اللاعبين الشباب كالمقدوني نيكولسي نوفيسكي والسلوفاكي ميروسلاف كارهان والكولومبي إلكين سوتو شعلة الروح القتالية والإصرار على النجاح، خدمة لروح الفريق.
وفاق بنكيران
مراجعة: طارق أنكاي