بيلوسي: جولتي الآسيوية لم تكن لتغيير الوضع الراهن في تايوان
٥ أغسطس ٢٠٢٢أشادت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي اليوم الجمعة (الخامس من آب/أغسطس 2022) بتايوان وتعهدت بتضامن واشنطن معها وقالت إن جولتها الآسيوية، التي دفعت الصين إلى إجراء تدريبات عسكرية غير مسبوقة، لم تكن تتعلق قط بتغيير الوضع الراهن في تايوان أو المنطقة.
وزارت بيلوسي ووفد من الكونغرس اليابان في المحطة الأخيرة من جولة آسيوية تضمنت مرورا قصيرا ومفاجئا بتايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي تعتبرها بكين تابعة لها، الأمر الذي أثار غضب الصين ودفعها إلى إجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في المياه المحيطة بتايوان، سقطت خلالها خمسة صواريخ في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
وكانت زيارة بيلوسي لتايوان أرفع زيارة لأحد المسؤولين الأمريكيين للجزيرة منذ 25 عاما. وجاءت بينما تشعر طوكيو، أحد أقرب حلفاء واشنطن، بقلق متزايد إزاء تنامي قوة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي وإمكانية إقدام بكين على عمل عسكري ضد تايوان.
وقالت بيلوسي خلال مؤتمر صحفي في طوكيو عقب اجتماعها مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا "قلنا من البداية إن تمثيلنا هنا لا يتعلق بتغيير الوضع الراهن في تايوان أو المنطقة". وأضافت "الحكومة الصينية ليست سعيدة لأن صداقتنا مع تايوان صداقة قوية". وتابعت "إن الدعم الجارف للسلام والوضع القائم في تايوان شيء مشترك بين الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ".
ونددت الصين بجولة بيلوسي التي شملت زيارة الوفد كلا من سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية إضافة إلى تايوان واليابان. وقال تلفزيون الصين المركزي إن المناورات العسكرية التي بدأت أمس الخميس، بعد يوم من مغادرة بيلوسي تايوان، ومن المقرر أن تنتهي يوم الأحد ستكون أكبر مناورات تجريها الصين في مضيق تايوان. وشملت التدريبات إطلاق ذخيرة حية على المياه والمجال الجوي حول الجزيرة.
وقالت اليابان إن خمسة من بين تسعة صواريخ أطلقت نحو أراضيها سقطت في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها. وقدمت طوكيو احتجاجا دبلوماسيا على الواقعة التي وصفها وزير الدفاع نوبو كيشي بأنها "غير مسبوقة".
وأشادت بيلوسي بديمقراطية تايوان ونجاحاتها الاقتصادية وأيضا سجلها في مجال حقوق الإنسان، في انتقاد ضمني لبكين. وقالت "الحقيقة هي، كما قلت مرارا وتكرارا، أننا إذا لم نتكلم صراحة دفاعا عن حقوق الإنسان في الصين بسبب المصالح التجارية، فإننا نفقد أي سلطة أخلاقية للتحدث بصراحة عن حقوق الإنسان في أي مكان بالعالم".
"صواريخ صينية حلقت فوق تايوان"
وذكرت وسائل إعلام رسمية صينية الجمعة أن صواريخ صينية حلقت فوق تايوان خلال التدريبات العسكرية الأخيرة. ولم تؤكد بكين رسميا حتى الآن ما إذا كانت الصواريخ قد حلقت فوق الجزيرة أثناء التدريبات بينما رفضت تايبيه تأكيد أو نفي ذلك لأسباب تتعلق بالاستخبارات. لكن وزارة الدفاع اليابانية قالت إنه من بين تسعة صواريخ رصدتها "يعتقد أن أربعة صواريخ حلقت فوق جزيرة تايوان الرئيسية".
ونشرت وسائل إعلام رسمية صينية وسما بصيغة سؤال "ماذا يعني مرور لصواريخ تقليدية لجيش التحرير الشعبي فوق جزيرة تايوان؟"، جذب حوالى 43,7 مليون مشاهدة على موقع ويبو المعادل الصيني لتويتر.
وقال مينغ شيانغتشينغ الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني الصينية التابعة للجيش لقناة التلفزيون الحكومية "سي سي تي في" إن "تدريباتنا شملت هذه المرة اختبارات لإطلاق ذخيرة حية وهذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها جزيرة تايوان"، مشيدا بقدرات بكين. وأضاف أنها مرت عبر مجال جوي يتم فيه نشر صواريخ باتريوت بكثافة - وهو نظام صاروخي أرض-جو يفترض أن يشكل دفاعا حاسما ضد الطائرات الحربية الصينية. وقال مينغ إن التدريبات الأخيرة مثلت أيضًا أقرب مناورات لجيش التحرير الشعبي من الجزيرة وتطويقها للمرة الأولى وإقامة ميدان للرماية في شرق تايوان.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الجيش "أطلق أكثر من مئة طائرة حربية بينها مقاتلات وقاذفات قنابل" خلال التدريبات، بالإضافة إلى "أكثر من عشر مدمرات وفرقاطات".
رئيسة تايوان: المناورات "غير مسؤولة"
وأعلن الجيش التايواني أن "طائرات وسفنا حربية صينية" عبرت "الخط الأوسط" لمضيق تايوان الجمعة، مؤكدا أن المناورات التي تجريها بكين ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي "استفزازية للغاية".
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان "اعتبارا من الساعة الحادية عشرة صباحا، أجرت مجموعات عدة من طائرات حربية وسفن حربية الصينية تدريبات حول مضيق تايوان وعبرت الخط الأوسط للمضيق". وأضافت أن "هذه التدريبات العسكرية الصينية سواء كانت إطلاق صواريخ بالستية أو عبورا متعمدا للخط الأوسط للمضيق، هي عمل استفزازي للغاية".
والخط الأوسط هو حدود غير رسمية لكن يتم الالتزام بها إلى حد كبير وتمتد على طول منتصف المضيق الفاصل بين تايوان والصين. ومن النادر أن تعبر طائرات وسفن حربية الخط الأوسط على الرغم من التوغلات الصينية التي أصبحت تتكرر منذ إعلان بكين في 2020 أن الحدود غير الرسمية لم تعد موجودة.
وعبور الخط الأوسط مسألة حساسة لأن مضيق تايوان ضيق ولا يتجاوز عرضه 130 كيلومترًا (81 ميلاً) في أضيق نقطة فيه، وتزيد عمليات التوغل من مخاطر وقوع حوادث عسكرية.
ومن جانبها، وصفت رئيسة تايوان تساي إنج-ون ليل الخميس المناورات بـأنها "غيرمسؤولة ليس فقط لتايوان، ولكن أيضا للمجتمع الدولي". وقلت تساي في خطاب عبر الفيديو إن تايوان لن تسعى لتصعيد المزيد من التوتر مع الصين، ولكنها شددت على أنها سوف تدافع عن سيادتها في الوقت الذي يستمر فيه جيش التحرير الشعبي الصيني في سلسلة من المناورات باستخدام الذخيرة الحية حول الجزيرة والتي من المقرر أن تستمر حتى يوم الأحد، مطالبة بكين بأن تكون" منطقية وأن تتحلى بضبط النفس". وأضافت أن حكومة تايوان تعمل على ضمان تشغيل آمن وسلس لموانئ ومطارات الجزيرة، كما تعمل في نفس الوقت على استقرار الأسواق المالية.
خ.س / ع أ ج (رويترز، أ ف ب ، د ب أ)