Hadsch Schweinegrippe- Impfaktionen für ägyptische Pilger begonnen
١٥ نوفمبر ٢٠٠٩تتجمع أثناء أداء شعائر فريضة الحج التي تستمر حتى أواخر الشهر الحالي، أعداد هائلة من البشر في مكان محصور نسبياً، الأمر الذي يسبب مخاوف العديد من الدول من أن يعود الحجاج من رحلة الحج حاملين معهم فيروس مرض أنفلونزا الخنازير الخطير. ولهذا السبب قامت بعض تلك الدول مثل تونس بمنع الحج هذا العام، وأخرى ومنها مصر اكتفت بالحد من أعداد الحجاج وركزت بشكل أكبر على جهود التوعية بالسبل الكفيلة لتجنب العدوى. كما انطلقت في مصر في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر حملة لتطعيم الراغبين في التوجه لأداء مناسك الحج ضد فيروس اتش 1 أن 1.
إجراءات أثارت قلق الحجاج
تعتبر وكالة مايا للسفر والسياحة في مصر من أشهر الوكالات العاملة في مجال تنظيم رحلات الحج. وتوفر الوكالة كل متطلبات رحلات الحج والعمرة ابتداء بتأشيرة الدخول وبتذاكر الطائرة والإقامة وانتهاءً بالملابس اللازمة لأداء شعائر الحج. ولكن هذا العام بدا الأمر مختلفا بعض الشيء عن الأعوام السابقة، كما يقول مدير الوكالة ناصر عبد الله، إذ إن تسعين في المائة من الزبائن يتساءلون هذا العام عما إذا كان بإمكانهم السفر إلى مكة للحج، وعن التطعيم ضد أنفلونزا الخنازير وما إذا كان خاليا من المحاذير. ويضيف ناصر أن هذا الأمر ينطبق بشكل خاص على الزبائن الميسورين من رجال الأعمال الذين يطلبون خدمات من الدرجة الأولى، فهؤلاء كما يقول ناصر أغنياء بما فيه الكفاية للوفاء بهذه الفريضة الدينية، لكنهم لا يرغبون في تعريض أنفسهم لخطر المرض.
الحج و"البزنس"
إن الحج الذي يشكل أحد أركان الإسلام الخمسة، يمثل في الوقت نفسه مصدراً تجارياً يدر أموالاً طائلة. فرحلة الحج التي تنظمها وكالة مايا على سبيل المثال، تكلف ثمانية آلاف يورو وتشمل مصاريف الإقامة والتنقل وتقديم وجبات الطعام. وهذا ليس بالمبلغ اليسير مقارنة بالرحلات السياحية، فالرحلة الدائرية على متن سفينة إلى جزر الكاريبي تكلف ربع هذا المبلغ تقريباً. إن تناقص عدد المعتمرين في شهر رمضان الماضي من 500.000 إلى 130.000 أصاب وكالات الحج والعمرة بالقلق، كما يعبر عبد الله. ويعلق عبد الله عن ذلك قائلاً: "منيت شركات السفر بخسائر كبيرة فهي دفعت للحجوزات في الفنادق، لكن عدد المسافرين كان أقل من المتوقع، والمنظمين للرحلات لم يستعيدوا المبالغ التي دفعوها." ويتهم ناصر الحكومة المصرية بإثارة الرعب، ويقول بأنها صورت أنفلونزا الخنازير التي لا تشكل في حد ذاتها خطرا كبيرا على أنها تهديد للحياة. والآن تسعى وزارة السياحة إلى تقليل الأضرار التي ترتبت على هذا الموقف.
القاهرة تحاول تدارك الخسائر المادية
وفي هذا الإطار قام وفد من وزارة السياحة المصرية للمرة الثالثة بالسفر إلى مكة والمدينة. وتهدف هذه الزيارات إلى تبادل المعلومات مع الجانب السعودي وتكوين صورة أوضح عن الوضع هناك كما يقول وكيل وزارة السياحة أسامة العشري. وتوصل العشري إلى نتيجة ايجابية في المحصلة، فمن بين 130000 معتمر في شهر رمضان الماضي، كان هناك فقط خمس حالات يشتبه فيها باحتمال الإصابة بعدوى أنفلونزا الخنازير، ولم تتأكد صحة تلك الشكوك فيما بعد. ويثني العشري على وعي الحجاج المصريين وعلى الإجراءات المتخذة من قبل السلطات السعودية وخاصة الكاميرات التي وضعتها السلطات السعودية في المطارات المختلفة داخل البلاد، وهي تتمتع بقدرة على رصد حرارة أجسام المسافرين، وبذا تتم مراقبة الحجاج الوافدين لكن بشكل غير ملحوظ بحيث لا تثير حالة من القلق بين الناس، كما يقول أسامة العشري، وهو يضيف بأنه في حالة ثبوت ارتفاع درجة حرارة الجسم لدى أحد المسافرين فإنه ينقل إلى غرفة معزولة، وأن هناك الكثير من المستشفيات المجهزة للتعامل مع هذه الحالات.
إن عشرات الآلاف من الحجاج يقفون بشكل متلاصق أثناء الصلاة في المسجد الحرام في مكة، كما أنهم في السجود تلامس أيديهم وجباهم الأرض. ومن الصعب هنا الالتزام بإجراءات التعقيم الصحية الضرورية. ويقول أسامة العشري: "يحصل كل حاج الآن على سجادة خاصة للصلاة، وتوجد في كل فندق قائمة مكتوبة تحوي النصائح الضرورية لتجنب العدوى بالمرض وفي كل تجمعات الحجاج هناك عدد كاف من الأطباء للاعتناء بالمرضى في حالة الإصابة."
قيود خاصة على الحج هذا الموسم
ويبلغ عدد الحجاج المصريين الذين يحصلون على تأشيرة الحج سنويا، حوالي 80000 شخص. ويقوم الحجاج بالإجراءات اللازمة للسفر قبل أشهر عديدة من موعد الحج، لكن السلطات المصرية أعلنت هذا العام عن عدد من القيود، تتمثل بحسب وكيل وزارة الصحة عمر قنديل في تحديد الفئات العمرية للحجاج بين 25 و65 عاما، ولا يسمح لكل من هو خارج هذه الفئة وكذلك للنساء الحوامل بالحصول على تأشيرة الحج. وبالإضافة إلى هذا يتوجب على كل حاج استخراج شهادة صحية تثبت عدم إصابته بأمراض القلب أو الجهاز التنفسي أو السكري. وعلى المصابين بهذه الأمراض تأجيل رحلة الحج.
تقبل محدود في الأوساط الشعبية
لكن يصعب على الكثيرين تفهم تلك القيود، ويبدي محمد الذي يعمل كسائق تاكسي استياءه منها ويجد أنها غير عادلة، فمرتبات الموظفين كما يقول محدودة للغاية وعليهم الادخار لعقود طويلة حتى يتمكنوا من توفير مصاريف رحلة الحج. ويضيف محمد بالقول: "وهذا يعني بالطبع أن يتجاوز المرء في هذه الحالة الخامسة والستين من العمر." ولا يتفهم محمد القلق من مرض أنفلونزا الخنازير، فحتى في حالة إصابة الحاج بالعدوى وقدر له الموت في بيت الله الحرام فتلك بركة، ومن يموت في مكة يعتبر شهيدا.
واستبق رجال الدين المسلمين ذلك بقولهم إن من يأخذ رحلة الحج على أنها مغامرة، ويخاطر بحياته عن عمد ويلتقط العدوى عن سابق قصد، فهو في حكم المنتحر وليس شهيدا كما أعلن العلماء المسلمون. لكن هذا القول غير مقنع بالنسبة لمحمود الذي يقول: "من يموت في سبيل عقيدته فهو شهيد، لكن الله وحده أعلم."
الكاتبة: استر صعوب/ نهلة طاهر
مراجعة: عماد مبارك غانم