تأسيس جمعية جديدة لدعم العلاقات العربية الألمانية
١٠ يوليو ٢٠٠٧يوم الثالث من شهر يوليو/تموز الجاري تم الإعلان في برلين عن تأسيس "جمعية الصداقة العربية الألمانية" لتصبح ثاني جمعية تُعنى بالعلاقات الألمانية العربية المشتركة، إلى جانب "الجمعية العربية الألمانية" التي تأسست عام 1966 وتحتفل يوم 28 و29 من شهر يوليو/تموز الجاري في مدينة بون بعيد ميلادها الحادي والأربعين.
في هذا الإطار قام موقعنا بإجراء حوار مع حسام معروف نائب رئيس الجمعية الجديدة "جمعية الصداقة العربية الألمانية" حول دوافع تأسيس هذه الجمعية وأهدافها، خاصة وأن هناك تشابها ملحوظا بين أهداف وخطة عمل الجمعيتين.
جمعية جديدة تتماشى مع التطورات الجديدة
حول الأسباب التي دفعت عددا من أعضاء "الجمعية العربية الألمانية" إلى الاستقالة منها وتأسيس جمعية جديدة، خاصة وأن الجمعية القديمة لا تزال تمارس نشاطاتها بصفة عادية، يقول حسام معروف نائب رئيس "جمعية الصداقة العربية الألمانية" وهو رجل أعمال ألماني من أصل فلسطيني، يقول إنه نظرا للتطورات والتحديات الجديدة التي تمر بها العلاقات العربية الألمانية خاصة على ضوء الأحداث العالمية الأخيرة، تحتم القيام بإجراءات هامة للتماشي مع هذه التطورات الجديدة مثل تكثيف العلاقات مع السياسة الألمانية عن طريق مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) ومع صناع القرار السياسي الألماني، وكذلك دعم صلات التعاون مع الجمعيات الألمانية الثنائية التي تقتصر على علاقة دولة عربية معينة مع ألمانيا، مثل جمعية الصداقة المصرية الألمانية أو الإماراتية الألمانية وغيرها.
ويضيف نائب رئيس جمعية الصداقة العربية الألمانية أنه بعد فشل المحاولات في إعادة هيكلية "الجمعية العربية الألمانية"، قرر عدد من أعضاء مجلس الإدارة ومجلس المستشارين ورئيس الجمعية القديمة المستقيل أوتو فيسهوي تأسيس جمعية جديدة لها أهداف وخطة عمل واضحين وتتجاوب مع المعطيات السياسية والاقتصادية الجديدة، وتخرج بالعلاقات العربية الألمانية من فترة الركود التي عانت منها في السنوات الأخيرة.
الجمعية العربية الألمانية في مرمى سهام المنتقدين
وامتدت هذه الفترة منذ الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 التي ساهمت في شحن العلاقات العربية الأوروبية بصفة عامة. وفي عام 2002 تعرضت "الجمعية العربية الألمانية" لانتقادات شديدة، على إثر تصريحات السياسي الألماني الراحل يورغين موليرمان، الذي كان يرأسها في ذلك الوقت. وكان موليرمان الذي كان ينتمي للحزب الألماني الليبرالي، قد قال في حديث صحفي حول وضع الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية عقب اندلاع الانتفاضة إنه لو كان في مكانهم، فإنه "سيدافع عن نفسه حتى من خلال استعمال العنف".
كما أثار السياسي الألماني جدلا واسعا بعد أن انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أريال شارون ورئيس المجلس المركزي اليهودي في ألمانيا السابق ميشائيل فريدمان، وقال إنهما ساهما بسياستهما في تزايد عدد المعاديين للسامية في ألمانيا. على إثر هذه التصريحات التي ألقت بظلالها على "الجمعية العربية الألمانية" خاصة لدى الرأي العام الألماني، استقال منها عدد من السياسيين.
الهدف تجاوز المصالح الثنائية الضيقة
ويقول حسام معروف إن "جمعية الصداقة العربية الألمانية" لا تسعى إلى الخروج عن ماضي الجمعية العربية الألمانية المثقل بالأخطاء فقط، وإنما تريد إعطاء العلاقات الألمانية العربية بصفة عامة أهمية أكبر، وتجاوز الأهداف ذات النطاق العربي الضيق مثل دعم قيام دولة فلسطينية الذي يعتبر من بين أهداف الجمعية "العربية الألمانية". ويشير في هذا الصدد إلى أن هناك العديد من القضايا العالقة في العالم العربي مثل الوضع المتأزم في العراق وفي الصومال وبالتالي فإنه يتعين على جمعية الصداقة العربية الألمانية أن تولي اهتمامها كل القضايا العربية وألا تقتصر على قضية واحدة فحسب.
كما أن الجمعية تسعى إلى دعم عملية اندماج المهاجرين العرب في المجتمع الألماني من خلال تقديم الدعم والمساندة للجمعيات الثنائية العربية الألمانية وكذلك من خلال إعطاء الجاليات العربية المقيمة في ألمانيا فرصة التواصل والتعاون. هذا ورحب نائب رئيس "جمعية الصداقة العربية الألمانية" الجديدة بإمكانية التعاون مع الجمعية القديمة إذا أقرت "الجمعية العربية الألمانية" بمبادئ وأهداف الجمعية الجديدة.