تباطؤ الاقتصاد الألماني وسط خشية انكماش الناتج المحلي
١٤ يناير ٢٠٠٩أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني اليوم الأربعاء (14 كانون ثان/يناير) أن النمو الاقتصادي للبلاد تباطأ إلى 1.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الماضي. وذلك بعد أن كان الاقتصاد الألماني قد سجل نموا قويا عام 2007 نسبته 2.5 في المائة قبل دخوله في مرحلة ركود خلال الربع الثالث من العام الماضي. وأظهر فيض من البيانات أن التباطؤ في أكبر اقتصاد في أوروبا قد بدأ يستجمع قوته سريعا مع اقتراب العام الماضي على نهايته. كان اقتصاد ألمانيا قد سجل نموا خلال الربع الأول من العام الماضي بمعدل 1.4 في المائة قبل أن ينكمش بمعدل 0.4 في المائة خلال الربع الثاني ثم ينكمش بمعدل 0.5 في المائة خلال الربع الثالث.
خشية انكماش الناتج الإجمالي المحلي خلال 2009
ويخشى الخبراء من احتمالات انكماش الناتج المحلي لألمانيا خلال العام الحالي بنسبة 2.2 في المائة في ضوء تدهور أداء الاقتصاد إلى أدنى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية. كان مكتب الإحصاء الاتحادي قد أعلن الأسبوع الماضي تراجع الصادرات الألمانية خلال تشرين ثان/نوفمبر الماضي بنسبة 10.6 في المائة وهو ما يؤثر بشدة على أداء الاقتصاد بشكل عام نظرا لآن الصادرات هي قاطرة نمو الاقتصاد الألماني.
ميركل تدافع عن خطة الإنعاش الاقتصادي الجديدة
وفي سياق موازٍ قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن خطة الإنعاش الاقتصادي الجديدة التي تصل ميزانيتها إلى 50 مليار يورو هي "الرد الوافي على الأزمة الاقتصادية والمالية" الراهنة. وقالت ميركل اليوم أمام البرلمان الألماني أثناء إلقاء بيان الحكومة حول خطة تنشيط الاقتصاد: "نعتزم الاستفادة من هذه الأزمة كفرصة" مشددة على ضرورة أن تخرج ألمانيا من هذه الأزمة وهي أقوى، دون إنكار أن هذا "العام عصيب"؛ فألمانيا -حسب تعبيرها- تعيش في واحدة من أصعب المراحل منذ عقود طويلة على الرغم من أن البعض لا يشعر بهذا حيث أن الأزمة تضر ببعض القطاعات تحديدا بشكل كبير.
كثير من الألمان متفائل بعام 2009
والجدير بالذكر أن العام الماضي شهد انكماشا حادا في الاقتصاد الألماني لم تشهده البلاد منذ عام 1987. ويتوقع الخبراء تراجعا في أداء الاقتصاد الألماني في عام 2009 بمعدل 2 في المائة. غير أن استطلاع حديث للرأي، أجراه معهد "فورسا" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من مجلة "شتيرن" الألمانية وقناة "أر.تي.إل" التليفزيونية، كشف أن ألمان كثيرين أصبحوا ينظرون إلى التطورات الاقتصادية في مطلع العام الجديد بتفاؤل أكثر مقارنة باستطلاع مماثل أجري منتصف كانون أول/ديسمبر الماضي.