تدريبات كالينينغراد .. تقارير ترجح سعي روسيا لـ "التضخيم"
٥ مايو ٢٠٢٢أعلنت موسكو أنّ الجيش الروسي أجرى في جيب كالينينغراد محاكاة لعملية إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، في وقت تواصل فيه القوات الروسية حملتها العسكرية في أوكرانيا. ويأتي الإعلان عن هذه المحاكاة في اليوم السبعين لبدء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا والذي خلّف آلاف القتلى وتسبّب بأكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية إذ بلغ عدد المهجّرين من ديارهم أكثر من 13 مليون شخص.
وبعدما أرسلت قوات إلى أوكرانيا في أواخر شباط/فبراير الماضي، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديدات شبه صريحة باستعداده لنشر أسلحة نووية تكتيكية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّه خلال مناورات عسكرية في كالينينغراد، الجيب الروسي المطلّ على بحر البلطيق والواقع بين بولندا وليتوانيا، الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي، أجرى الجيش الروسي الأربعاء (الرابع من أيار/مايو 2022) محاكاة لـ"عمليات إلكترونية لإطلاق" منظومات إسكندر الصاروخية البالستية المتنقلة القادرة على حمل رؤوس نووية.
وبحسب البيان فإنّ القوات الروسية نفّذت ضربات فردية ومتعدّدة على أهداف تحاكي قاذفات صواريخ ومطارات وبنى تحتية محميّة ومعدّات عسكرية ومراكز قيادة لعدو وهمي. وبعد تنفيذها هذه الطلقات "الإلكترونية"، أجرت القوات الروسية مناورة لتغيير مكانها من أجل تجنّب "ضربة انتقامية محتملة"، بحسب وزارة الدفاع.
كما نفّذت الوحدات القتالية محاكاة لـ"عمليات في ظلّ ظروف تلوث إشعاعي وكيميائي". وشارك في هذه التدريبات أكثر من 100 عسكري، بحسب البيان.
وكانت روسيا وضعت قواتها النووية في حالة تأهب قصوى بعد انطلاق ما أسمتها "العملية العسكيرة" في أوكرانيا. وهدّد بوتين بالانتقام "بسرعة البرق" إذا ما حدث تدخل غربي مباشر في النزاع الأوكراني.
محاولات لتضخيم المخاطر؟
ويقول مراقبون إنّ التلفزيون الحكومي الروسي حاول في الأيام الأخيرة جعل استخدام الأسلحة النووية أكثر قبولاً لدى الجمهور.
من جهته قال ديمتري موراتوف، وهو رئيس تحرير صحيفة روسية مستقلة حائز على جائزة نوبل للسلام، إنّه "منذ أسبوعين، نسمع على شاشات التلفزيون أنّه ينبغي فتح الصوامع النووية".
في الوقت نفسه أفاد تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، بأنه جرت ملاحظة نشر قوات برية بيلاروسية من وحداتها العسكرية إلى الميادين القتالية لإجراء تدريبات. وأقر التقييم بأن هذا النشر يأتي تماشيا مع الأعراف الموسمية، حيث تدخل بيلاروسيا ذروة دورة تدريباتها الشتوية في شهر أيار/مايو. وأوضح التقييم، الذي نشرته الوزارة على صفحتها على موقع تويتر، أن روسيا ستسعى على الأرجح لتضخيم التهديد الذي تشكله هذه التدريبات على أوكرانيا، من أجل إجبار أوكرانيا على إبقاء قوات في الشمال، ومنعها من التركيز على معركة دونباس. واستبعد التقييم أن تنحرف التدريبات عن نشاطها الطبيعي بشكل يمثل تهديدا للحلفاء والشركاء.
من جهته استبعد السياسي الألماني المنتمي لحزب الخضر، أنتون هوفرايتر، إمكانية وصول الوضع إلى حرب بالسلاح النووي محذرا من "بروباغندا الخوف التي يبثها الكريملن" وأضاف السياسي الألماني الذي يترأس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني، أن الحكومة الروسية تتعمد إذكاء مشاعر الخوف لدى الأوروبيين من الهجمات النووية.
ا.ف/ و.ب (أ.ف.ب، د.ب.أ)