تراجع كبير في أداء البورصات الأوروبية والأنظار تتجه إلى السبع الكبار
١٠ أكتوبر ٢٠٠٨بدأت البورصات الأوروبية تعاملات اليوم الجمعة بتراجع حاد بسبب عمليات البيع الهستيري للأسهم من جانب المستثمرين بعد التراجع الكبير لأسعار الأسهم الآسيوية وخسائر الأسهم الأمريكية مساء أمس مما عزز المخاوف من تداعيات الأزمة المالية الراهنة.
وانعكس هذا القلق على بورصة فرانكفورت الألمانية، ليفقد مؤشر داكس نحو 11 في المائة من قيمته اليوم، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 2005. في حين سجلت بورصة لندن النسبة ذاتها وأما بورصة باريس فوصل الهبوط إلى أكثر من 9 في المائة.
اجتماع الدول الصناعية السبع الكبرى
في هذه الأثناء ينظر بترقب شديد إلى النتائج التي سيتمخض عنها اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الذي يبدأ اليوم الجمعة العاشر من تشرين أول/ أكتوبر والذي ينعقد على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين غداً السبت في واشنطن. ويتزامن هذا الاجتماع مع توجه وزراء مالية ومحافظي بنوك مركزية من مختلف أنحاء العالم إلى العاصمة الأمريكية للبحث في مخرج للأزمة المالية العالمية والتي أشعلت فتيلها أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة وأدت إلى تقييد عمليات الإقراض بشدة في أمريكا وأوروبا وتراجع حاد في أسواق المال العالمية.
ويأتي اجتماع مجموعة السبعة (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة) وسط دعوات واسعة لتوسيع الكتلة، حيث دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الشهر الماضي لضم الاقتصادات الصاعدة إلى المجموعة وأيده في دعوته هذا الأسبوع روبرت زوليك رئيس البنك الدولي. كما من المنتظر أن يناقش الاجتماع النقاط التي طرحها وزير المالية الألماني بير شتاينبروك لحل الأزمة كشفافية التعامل بين البنوك أو إحداث نظام إنذار مبكر لاستشعار الأزمات قبل فوات الأوان.
"الأزمة الحالية أزمة ثقة"
من ناحيته صرح وزير الخزانة الأمريكي، هنري باولسون، الذي سيستضيف الاجتماع بمقر وزارة الخزانة الأمريكية الملاصق للبيت الأبيض بأن الاجتماع يهدف إلى مراجعة خطوات اتخذت بالفعل، فضلاً عن إيجاد سبل لدعم الجهود الجماعية بشكل أكبر، غير أن الوزير الأمريكي لم يلمح إلى مزيد من الخطوات. فيما صرح سيمون جونسون الخبير الاقتصادي السابق بصندوق النقد الدولي بأن إصدار بيان قوي يعد بالتعاون في المستقبل ربما يكون كافيا لدعم الثقة في الأسواق المالية. وقال جونسون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "الأزمة بشكل مطلق أزمة ثقة حالياً مما يجعل إنهاءها يتم بسرعة كبيرة".
توقعات ضعيفة بانتعاش الدول الصناعية
وفي السياق ذاته توقع صندوق النقد الدولي أن الدول الصناعية الكبرى لن تنتعش قبل نهاية العام المقبل، فيما سيكون الوضع في بعض الدول النامية أكثر تأزماً خاصة في ظل ارتفاع أسعار الغذاء والوقود الذي ألقى بملايين المواطنين في براثن الفقر، إذ سيصل عدد من يعانون من سوء التغذية في العالم سيبلغ 967 مليونا هذا العام، حسبما ذكر البنك الدولي أول أمس الأربعاء، مما روبرت زوليك رئيس البنك الدولي إلى انتقاد الدول الصناعية متهماً إياها عدم اهتمامها بالدول الفقيرة.