تراجع معدلات البطالة في ألمانيا إلى أدنى مستوياتها منذ 12عاما
٢٧ سبتمبر ٢٠٠٧شهد سوق العمل الألماني خلافا لجميع التوقعات انتعاشا ملحوظا خلال الشهر الجاري، ما ساهم في انخفاض معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 12 عاما.
ولعل ما ساهم في تقليص نسبة البطالة هي مواصلة أرباب العمل الألمان في تعيين المزيد من الموظفين الجدد على خلفية خروج الاقتصاد الألماني من دائرة الركود وتحقيقه نموا قويا خلال العام الماضي.
وذكر مكتب العمل الاتحادي ومقره مدينة نورنبرغ يوم الخميس 27 سبتمبر/أيلول 2007 أنه مع مراعاة العوامل الموسمية، فإن عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا انخفض بواقع 50 ألف شخص خلال الشهر الحالي ليصل العدد إلى 3.69 مليون عاطل.
وأدى تراجع عدد العاطلين في أيلول/ سبتمبر إلى انخفاض معدل البطالة إلى 8.4 بالمائة مقابل 8.9 بالمائة في شهر آب/ أغسطس. وكان محللون اقتصاديون يتوقعون أن تظهر البيانات تراجع عدد العاطلين خلال الشهر الحالي بمقدار 20 ألف شخص مع الأخذ في الاعتبار العوامل الموسمية وهو ما يراه المحللون بأنه إشارة إلى قوة سوق العمل وحالة الانتعاش التي يشهدها.
نقص العمالة الماهرة
وقال رئيس مكتب العمل الاتحادي فرانك يورجين فايسا بمناسبة صدور البيانات إن التراجع التقليدي في معدل البطالة خلال فصل الخريف كان أقوى خلال هذا العام.
لكن بيانات اليوم تساهم أيضا في إبراز مشكلة نقص الأيدي العاملة المؤهلة التي تواجه ألمانيا وعلى الأخص في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والصناعات الهندسية.
وعلى الرغم من تراجع عدد الوظائف الشاغرة خلال هذا الشهر مقارنة بالشهر السابق، إلا أن العدد قفز بنسبة 1.4 بالمائة ليصل إلى 629090 وظيفية شاغرة مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي.
وكانت حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد وافقت الشهر الماضي على البدء في تشرين ثان/نوفمبر المقبل بإلغاء القيود المفروضة على عمال دول شرق أوروبا التي ظلت سارية منذ عام 2004 كجزء من جهود تجنب حدوث أزمة نقص في العمالة الماهرة التي تلقي بظلالها على اقتصاد البلاد.
ووفقا للبيانات التي تحظى بأهمية سياسية كبيرة، فإن عدد العاطلين في أيلول/ سبتمبر تراجع بشكل أكبر من المتوقع بمقدار 162 ألف شخص ليصل العدد إلى 3.54 مليون شخص وهو أدنى مستوى منذ 12 عاما.
كما أن هذا العدد يقل بمقدار 694 ألف شخص عن بيانات أيلول/ سبتمبر من العام الماضي. ومع أخذ العوامل الموسمية في الحسبان، فإن معدل البطالة خلال الشهر الحالي يكون قد تراجع من 8.8 بالمائة في آب/ أغسطس إلى 8.4 بالمائة. في حين كان يبلغ في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي 10.1بالمائة.
انتعاش سوق العمل
وكان محللون اقتصاديون يتوقعون أن يتراجع عدد العاطلين في البلاد دون وضع المتغيرات الموسمية في الحساب إلى أكثر من 100 ألف شخص. وقال مكتب العمل الاتحادي في تقرير منفصل اليوم الخميس إن معدل التوظيف في ألمانيا خلال آب/ أغسطس الماضي سجل أيضا أعلى مستوى له خلال 16 عاما بعد أن وصل عدد العاملين إلى 39.17 مليون شخص.
ودفع ذلك الاقتصاديين مؤخرا إلى تعديل توقعاتهم بالانخفاض بشأن نمو الاقتصاد الألماني بعد أن بدأت آفاق نمو الاقتصاد تفقد بريقها. ومن المتوقع حاليا أن يتباطأ نمو الاقتصاد الألماني إلى 2.3 بالمائة أو أقل من 2 بالمائة خلال العام القادم بعد أن يكون قد حقق معدل نمو عند حوالي 2.6 بالمائة هذا العام.
وكان نمو الاقتصاد قد وصل إلى ذروته في العام الماضي عندما بلغ 2.9 بالمائة. يضاف على ذلك أن ارتفاع قيمة اليورو قد يفرض في نهاية الأمر تهديدا آخر على سوق الوظائف مع تراجع أرباب العمل عن تعيين موظفين إضافيين على خلفية المخاوف بشأن تزايد المنافسة العالمية والحاجة إلى وضع سقف للنفقات.
وتزامناً مع صدور بيانات البطالة، قفز اليورو إلى 1.4166 دولار ليسجل أعلى مستوى قياسي جديد على الإطلاق مع توقع الكثير من المحللين الآن بأن العملة الأوروبية المشتركة سوف تسجل مستوى 1.45 دولار بنهاية العام الجاري.