ترحيب أممي وألماني بالإستراتيجية النووية الأميركية الجديدة
٧ أبريل ٢٠١٠أشاد وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله، بالإستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي باراك أوباما والخاصة بالأسلحة النووية واصفا إياها بـ"الشجاعة". وطالب فيسترفيله الذي يشغل منصب نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باتخاذ "خطوة أخرى جريئة نحو نزع السلاح النووي". وأضاف، في حديث أجراه معه اليوم الثلاثاء الموقع الالكتروني لصحيفة "بيلد" الألمانية أن "ثمة إمكانيات جديدة تنفتح لخفض ما يسمى بالأسلحة النووية التكتيكية في أوروبا ومن ثم سحب هذا النوع من الأسلحة من ألمانيا". وأكد الوزير الألماني اعتزامه تحويل قضية نزع السلاح النووي إلى "موضوع محوري" في سياسته الخارجية، مشيرا إلى أن حلفاء ألمانيا يعرفون "أننا نعتزم تحقيق نتائج في هذا الصدد".
وطبقا للخبراء فان الولايات المتحدة تنشر نحو 10 إلى 20 رأسا نووية في ألمانيا. ويعتبر سحب هذه الأسلحة من ألمانيا واحدا من الأهداف الرئيسية لسياسة الحزب الديمقراطي الحر الذي يتزعمه فيسترفيله.
"تحرك في الوقت الناسب"
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن إصدار تقرير مراجعة الوضع النووي الأمريكي جاء "في الوقت المناسب"، حيث انه من شأنه خلق قوة دفع باتجاه المزيد من حالات نزع السلاح النووي. ورحب كي مون "بإعادة تأكيد الرئيس الأمريكي على التزامه بإقامة عالم خال من الأسلحة النووية". وقال الأمين العام للمنظمة الدولية في بيان" في أعقاب الختام الناجح مؤخرا للمفاوضات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة بشان اتفاق يخلف المعاهدة الخاصة بالخفض والحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية (ستارت)، كان إصدار التقرير الجديد الخاص بمراجعة الوضع النووي "مبادرة جاءت في الوقت المناسب في هذا الاتجاه". وأضاف كي مون أن تقرير مراجعة الوضع النووي الأمريكي سيساعد مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي المقرر بمقر الأمم المتحدة، والذي يعقد مرة كل خمس سنوات، في محاولة لدعم جهود حظر الانتشار في أنحاء العالم. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن تطلعه في قيادة الولايات المتحدة للتعاون مع الدول الأخرى، التي تملك أسلحة نووية، باتجاه تحقيق المزيد من الخفض في الأسلحة النووية والقضاء علي دورها في السياسات الأمنية، مضيفا أن مثل هذا الموقف سيسهم في نزع السلاح، وحظر الانتشار النووي.
تقيد استخدام الأسلحة النووية
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد كشف رسميا الثلاثاء عن سياسة جديدة تحد من الاستخدام الأمريكي للأسلحة النووية، لكنه وجه رسالة قوية بأن الدول التي تتخذ "موقفا متحديا" فيما يخص برامجها النووية مثل كوريا الشمالية وإيران، ستظل أهدافا محتملة.
ووضعت إدارته، في بداية أسبوع محموم بالنسبة لبرنامج أوباما النووي، إستراتيجية للمراجعة تتخلى بموجبها عن تطوير أسلحة ذرية جديدة وتنطوي على مزيد من الخفض في الترسانة الأمريكية.
وستلتزم الولايات المتحدة في الإستراتيجية الجديدة ولأول مرة بعدم استخدام الأسلحة النووية ضد دول غير نووية في خروج على تهديد يرجع إلى عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بالرد بأسلحة نووية إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم بأسلحة بيولوجية أو كيماوية.
ولكن هذا التعهد يأتي مقترنا بشرط رئيسي يتمثل في أن تكون الدول التي ستعفى من رد نووي أمريكي دولا غير نووية ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي، وهو ما يعني استثناء إيران وكوريا الشمالية.
من جانبه، ذكر وزير الدفاع الأمريكي، روبرت جيتس، أن الرسالة التي تبعث بها تلك المراجعة واضحة، آلا وهي إنه في حال لم تتبع إحدى الدول القواعد الموضوعة، وإذا كانت هذه الدولة من المساهمين في الانتشار النووي، فإن "كافة الخيارات ستكون مطروحة حينئذ فيما يتعلق بكيفية التعامل" معها.
يشار هنا إلى أن الكشف عن "مراجعة الوضع النووي" للولايات المتحدة جاء عشية توجه أوباما إلى العاصمة التشيكية براغ ، لتوقيع معاهدة جديدة مع روسيا للحد من الأسلحة النووية. ويلزم الاتفاق خصمي الحرب الباردة السابقين بخفض جديد لترسانتيهما النوويتين ويأمل أوباما أن يعطي الاتفاق زخما لدعوته لجعل العالم خال من الأسلحة النووية.
(ي ب / د ب ا / ا ف ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي