ترحيب دولي بفوز أوباما وتذكير بالتحديات القديمة الجديدة
٧ نوفمبر ٢٠١٢
هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرئيس الأميركي المنتخب وأشادت بالتعاون بينهما في مواجهة الأزمة المالية العالمية. وكتبت ميركل في رسالة نشرها مكتبها "لقد ثمنت كثيرا لقاءاتنا العديدة ونقاشاتنا حول كل القضايا المتعلقة بتطوير العلاقات الأمريكية الألمانية وكذلك حول تجاوز الأزمة المالية والاقتصادية العالمية".
وذكرت المستشارة الألمانية أن من بين المواضيع الأخرى، التي تم التطرق إليها معا، تعزيز العلاقات الألمانية-الأمريكية والعلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة وكذلك الالتزام المشترك في أفغانستان والبرنامج النووي الإيراني. وأضافت "أنا سعيدة للتمكن من مواصلة هذا التعاون لكي يتمكن بلدانا من تجاوز معا جنبا إلى جنب التحديات الكبرى في المجال الاقتصادي وفي مجال السياسة الخارجية".
وذكر الرئيس الألماني يواخيم غاوك في خطاب التهنئة لأوباما أن الولايات المتحدة وألمانيا يحملنا مسؤولية مشتركة في العالم كشريكين في نفس القيم والقناعات، وقال: "إننا مطالبون بقبول التحديات ومواجهة التهديدات العالمية من أجل الحرية والسلام والرخاء ومن أجل بيئتنا". كما أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن أمله في حدوث دفعة جديدة في نزع السلاح النووي عقب فوز أوباما.
من جانبه، هنأ الاتحاد الأوروبي أوباما بفوزه. وأكد كل من رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان مشترك على "الشراكة الإستراتيجية" بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لاسيما في مواجهة التحديات الشاملة خصوصا في مجالي الأمن والاقتصاد".
ردود الفعل الإسرائيلية والفلسطينية
من ناحيته، أعرب الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن رغبته في مواصلة العمل مع الرئيس أوباما "لضمان المصالح الحيوية" لأمن البلدين. أما وزير الدفاع ايهود باراك فليس لديه "أدنى شك" بأن الرئيس أوباما "سيواصل سياسته القائمة على دعم إسرائيل". وإن كان نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم قد أعترف بأن هناك "فجوة" بين البلدين حول "الجدول الزمني" المتعلق بالطريقة التي يجب التعامل فيها مع الملف النووي الإيراني، لكنه "واثق من إمكانية التغلب على الخلافات بين البلدين في حال ظهورها".
على الجانب الآخر، تمنى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أن يواصل أوباما جهوده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، فيما أعرب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات عن أمل القيادة الفلسطينية في أن يتحقق خلال الولاية الثانية لأوباما "مبدأ حل الدولتين، وانسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967" وأن "يقف إلى جانب "الحق الفلسطيني" في الأمم المتحدة.
أما حكومة حماس المقالة فترى أن هناك فرصة أمام أوباما للتخلي عن سياسة الولايات المتحدة "المنحازة" وأن يبني سياسة أخلاقية توقف ازدواجية المعايير في قضايا المنطقة وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني.
الأزمة المالية والوضع في سوريا
وعدد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند القضايا المشتركة بين بلاده والولايات المتحدة، معتبرا فوز أوباما بفترة ولاية ثانية بمثابة "لحظة مهمة ليس فقط للولايات المتحدة بل للعالم أجمع". ورأى أولاند في برقية تهنئة لأوباما حسب قصر الإليزيه أن إعادة انتخاب أوباما "قرار واضح من أجل أمريكا منفتحة متضامنة مع العالم وتبذل مساعيها من أجله". وقال أولاند إنه يراهن على تعزيز الشراكة بين فرنسا وأمريكا، موضحا أن من الأهداف المشتركة بين البلدين تحقيق المزيد من النمو الاقتصادي ومكافحة البطال وحل النزاعات خاصة في الشرق الأوسط.
أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد قال إن "هناك الكثير من الأمور التي نحتاج لإنجازها: نحتاج لإعطاء دفعة للاقتصاد العالمي وأرغب في رؤية تحقيق اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة". وأضاف أنه في مقدمة القضايا التي يود التحدث بشأنها مع أوباما مسألة كيف يتعين "علينا بذل المزيد من الجهد لحل الأزمة" السورية.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية أيضا أعرب المجلس الوطني السوري المعارض عن الأمل في أن تشكل سوريا أولوية لأوباما في ولايته الجديدة، وذلك بعد "التقصير" في السعي لحل النزاع، حسب مدير مكتب العلاقات الدولية في المجلس رضوان زيادة لوكالة فرانس برس. فيما يأمل رئيس المجلس عبد الباسط سيدا في أن تكون إعادة أوباما "مقدمة لتعامل جدي ومسؤول مع الملف السوري".