تزاوج الموسيقى الغربية والشرقية يفتح الباب أمام تفاهم ثقافي أكبر

أجد أن مفهوم الموسيقى الأوروبية الكلاسيكية يشكله الوعي الموجود لدى طبقات المجتمع المتلقي، وهذا الوعي يتكون من خلال المعرفة بالثقافة الأوروبية عموماً. لكن على الرغم من ذلك توجد هناك طبقة اجتماعية غير موسيقية. والفهم الموسيقي لدى هؤلاء الأشخاص لم يصل إلى ذروته، وهذا يرجع إلى أن دروس الموسيقى لم تكن موجودة في مدارسنا في العراق. غير أنه من المهم هنا الإشارة إلى أن ذلك لا يجب أن يعني أن من لا يعرف عن النظريات والأعمال الموسيقية، ليس بإمكانه فهم الموسيقى الكلاسيكية إطلاقاً. وبشكل عام فإن فهم الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية لدى غير الموسيقيين يكون بشكل بسيط، وذلك لاستماعهم الموسيقي السهل Easy Listening. كما أن الاختلافات بين الموسيقى الشرقية والغربية من الناحيتين النظرية والعملية تؤثر هي الأخرى على نوعية الفهم الشرقي للموسيقى الغربية.

الموسيقيون العراقيون عملوا كثيراً على إيجاد أرضية لتلقي الموسيقى الغربية وأبدعوا في ذلك على الرغم من العديد من المشاكل والعوائق. ويمكن أن نلمس ذلك في المعاهد والكليات الموسيقية التي تعنى أيضاً بنشر مفاهيم الموسيقى الغربية. لكن نظراً للأوضاع التي يمر بها العراق الآن بات من الصعب على هذه المؤسسات الأكاديمية تلبية هذه المهمة، لذلك فإن من الضروري أن يقدم الدعم لها.

أرى أن تزاوج ثقافتنا الموسيقية بالثقافة الموسيقية الأوروبية يمكن أن يقدم نموذجاً جميلاً، يمكن أن عاملاً مهماً في تفاهم ثقافي أوسع، فالموسيقى تبقى في النهاية مكوناً من مكونات الثقافة بصورة عامة. وهذا التفاهم يمكن أن يبدأ بالمكونات القومية والدينية في بلدي قبل كل شيء. إذ أعتقد أن مئات الاجتماعات بين قادة الأحزاب الكردية والعربية لا يمكن أن يساوي ما يقدمه "رباعي وتري"، يجمع بين الثقافتين الكردية والعربية وفتح أبواب الجمال والصفاء الروحي، الذي يمكن أن يجمع مختلف الثقافات، في عالم يسوده السلام.

هيلغورد سلطان

مراجعة: حسن زنيند