تسمم الدم ـ مرض خطير أعراضه الأولية تشبه أعراض الزكام
٢٠ أبريل ٢٠١٤"كان الأمر شبيها بالزكام، وكان الخمول يسيطر عليّ، كما شعرت بنزلة برد، ولم أكن أتصور أنني سأقضي يومين في غرفة العناية المركّزة". هكذا تذكرت شتيفاني هيبنر الوعكة الصحية التي كادت تودي بحياتها، معتقدة أنها حالة زكام عابرة.
وكانت شتيفاني هيبنر قد شعرت في صباح أحد الأيام بتعب شديد. وفجأة ساءت حالتها، وشعرت بقشعريرة برد ونبضات قلبها باتت ضعيفة، ما استوجب نقلها إلى المستشفى. وأثرت هذه الحالة على قوة إدراكها، كما أنها أصيبت بضيق في التنفس. وأكدت الفحوصات الأولية للأطباء أن هيبنر تعرضت لحالة من حالات تسمم الدم.
يقول الطبيب جوزيف بريغل بخصوص حالة هيبنر: "تتجلى الصعوبة في التعرف مبكراً على هذا المرض الذي يطلق عليه تعفن أو تسمم الدم، والذي كان في السابق يحدث غالبا أثناء تعرض الجسم لجرح، حيث تنتقل المكروبات عبر الجلد إلى باقي الجسم، فتتحول إلى التهاب جسدي. أما اليوم فتلك الالتهابات تحدث داخل الجسم".
ويحدث تسمم الدم عندما تغادر مسببات المرض أو الجراثيم مكان الجرح وتنتشر في عموم الجسم. بعد ذلك تتسرب السموم إلى الدورة الدموية وتعيق عملية التمثيل الغذائي. ونتيجة لذلك تبدأ أعضاء الجسم تباعاً في التوقف عن العمل بشكل الصحيح.
التهاب خارج عن السيطرة
الصدمة التي يشعر بها المريض هي الشكل الخارجي لتسمم الدم، ويتعلق الأمر بالتهاب خارج عن السيطرة في الجسم. ولا يخطر ذلك المرض على بال المريض رغم ظهور أعراضه الأولية. وفي حال عدم علاجه في غرفة العناية المركزة وعلى الفور، فغالبا ما تكون النتيجة موت المريض. ويوضح جوزيف بريغل أن "تسمم الدم هو مرض الشفاء منه غير مضمون مئة بالمئة. واحتمالات الشفاء تكون جيدة كلما عُرف المرض مبكراً واستخدم العلاج المناسب".
وفي المختبر تم التعرف على العامل المسبب للمرض عند شتيفاني هيبنر. فقد تسلل الفيروس الزاحف إلى رئتها. وتبقى الرئة هي العضو الأكثر تسببا في تسمم الدم، حيث يمكن أن تتعرض أجزاء كبرى من الرئة للانسداد، لدرجة أن المصاب بالكاد يستطيع التنفس، ويختنق تماما ولا يمكن مساعدته سوى بالتنفس الصناعي.
ع.ش/ ع.خ (DW)