تصعيد بيلاروسي: مئات المهاجرين يتجهون لحدود الاتحاد الأوروبي
٨ نوفمبر ٢٠٢١يتأزم الوضع عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، فيما حذرت الحكومة البولندية من عبور مئات المهاجرين غير النظاميين إلى بولندا عن طريق بيلاروسيا.
وتحاول مجموعة كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من الشرق الأوسط، عبور الحدود، حسبما أظهر ذلك مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي التقطت بالقرب من بلدة كوزنيكا بيالوستوكا البولندية.
ونقلت وكالة "بيلتا" البيلاروسية، وهي وكالة تابعة للحكومة، قول حرس الحدود البيلاروسي، إن "جنوده يفعلون ما بوسعهم لتثبيت الأمن".
بيد أن وجهة نظر الحكومة البولندية مختلفة بهذا الشأن. إذ كتب منسق المخابرات ستانيسلاف زارين على تويتر "وفقا لأحدث المعلومات، فإن هذه المجموعة الضخمة من المهاجرين تخضع لسيطرة وحدات بيلاروسية مسلحة تقرر أين يمكنهم الذهاب". وتحدث عن "عمل عدائي آخر من قبل الدولة المجاورة ضد بولندا".
ونتيجة لهذا، فقد تم تشكيل فريق أزمة من قبل الحكومة البولندية. وصرح المتحدث باسم الحكومة البولندية، بيوتر مولر، لوكالة أنباء PAP البولندية، أن أصعب موقف منذ بداية تصرفات لوكاشينكو ضد بولندا، يتمثل فيما يحدث حالياً على الحدود مع بيلاروسيا.
ليتوانيا تتأهب لمواجهة تدفق المهاجرين!
وفي سياق آخر أرسلت ليتوانيا قوات عسكرية إلى حدودها مع بيلاروسيا، استعدادا لتدفق محتمل للمهاجرين. وأعلنت وزيرة الداخلية الليتوانية أغني بيلوتايت اليوم الاثنين (الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021) في مؤتمر صحفي، أن مجلس الوزراء سيناقش ما إذا كان سيتم إعلان حالة الطوارئ في المنطقة الحدودية.
ولم تحدد السلطات عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى المنطقة وأين سيتم نشرهم بالضبط، وذكرت الأسباب الأمنية فقط. وقد بدأت ليتوانيا مؤخرا في بناء جدار على الحدود، على خلفية العدد المتزايد من المهاجرين الذين يرغبون في الوصول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي عبر بيلاروسيا.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، أبلغت الدولتان المنتميتان للاتحاد الأوروبي، بولندا وليتوانيا، عن آلاف المعابر السرية على الحدود مع بيلاروسيا.وتعتبر ألمانيا وجهة رئيسية للمهاجرين القادمين عبر الجمهورية السوفيتية السابقة.
جهود ألمانية للحد من أضرار الأزمة!
ووفقا للمعلومات الواردة من وزارة الداخلية الاتحادية في ألمانيا، فإن حوالي 170 مهاجرا يأتون إلى ألمانيا يوميا عبر بولندا. وقال ستيف ألتر المتحدث باسم الوزارة، إنه "لا يستبعد زيادة في العدد، لكن عدد طلبات اللجوء لم يرتفع حتى الآن".
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تقدم 11586 شخصا بطلب للحصول على اللجوء للمرة الأولى في ألمانيا، أي أقل بنسبة 4.6 في المائة عن الشهر السابق، دون احتساب أطفال المتقدمين بالطلبات، الذين ولدوا في ألمانيا.
وقال ستيف ألتر لوكالة الأنباء الألمانية "هذه المعطيات تجعلنا نستنتج أن إجراءاتنا فعالة جزئياً، على الأقل". من جهته، يرى وزير الداخلية الاتحادي في حكومة تصريف الأعمال، هورست زيهوفر، أن الهجرة غير النظامية "ستظل مشكلة كبيرة".
ويرغب الاتحاد المسيحي المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي CDU والحزب المسيحي الاجتماعي CSU تقديم اقتراح إلى البوندستاغ يوم الخميس بشأن الوضع على الحدود الألمانية البولندية. وقد اقترح زيهوفر على بولندا تكثيف العمل الثنائي لعمليات مراقبة الحدود.
ويواجه الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو انتقادات أوروبية حادة، بسبب نقل مهاجرين من مناطق الأزمات وتهريبهم إلى الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا رداً على العقوبات المفروضة على بلاده من قبل الاتحاد الأوروبي. فقد أعلن لوكاشينكو، أنه لن يوقف الناس وهم في طريقهم إلى حياة أفضل في "الغرب المريح".
يذكر أن عددا من المهاجرين لقوا حفتهم خلال محاولاتهم عبور الحدود أو بين صفوف المهاجرين المحصورين في المنطقة الحدودية.
ولم يعترف الاتحاد الأوروبي بلوكاشينكو رئيسا لدولة بيلاروسيا منذ الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي وعرفت خروقات كثيرة. ويحظى "الديكتاتور الأخير في أوروبا"، كما يسميه منتقدوه، بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. إذ رحب الكرملين بإجراءات السلطات البيلاروسية المتعلقة بالمهاجرين.
م. ب/ ع.خ/ ص.ش (أ ف ب/ د ب أ/ رويترز)