تطعيمات المراهقين على مائدة اجتماع ميركل مع رؤساء الولايات
٢٧ مايو ٢٠٢١بدأ الضوء يبرز تدريجياً في نهاية نفق كورونا في ألمانيا، حيث أفاد معهد روبرت كوخ المختص أمس الأربعاء أنه ولأول مرة منذ أكتوبر من العام الماضي، سُجلت أقل من 50 إصابة جديدة لكل 100 ألف شخص في غضون أسبوع.
وبعد أن كان التطعيم ضد الفيروس بطيئًا إلى حد ما في الأشهر الأولى، تسارعت الوتيرة حوالي 40 بالمائة من السكان جرعة لقاح واحدة على الأقل، فيما بدأت المطاعم فتح مناطقها الخارجية أمام الزبائن، وهو ما قد يمهد لجوّ إجازات أفضل هذا العام لدى الألمان.
خطة لتطعيم المراهقين
وتتجه أنظار الألمان اليوم الخميس 27 أيار/ مايو صوب برلين حيث ستجتمع المستشارة ميركل مع رؤساء وزراء الولايات الفيدرالية الـ 16 لمناقشة موضوع اللقاحات، حيث ينصب التركيز على الشباب وتلاميذ المدارس الذين لا يزالون غير قادرين على الحصول على اللقاح. وتعرضت الحكومة للانتقادات في السابق بسبب تركيزها على كبار السن فقط مع بداية الوباء.
ويريد وزير الصحة الألماني ينس شبان وضع خطة لتطعيم الشريحة العمرية بين 12 و16 عاما، وبالرغم من عدم وجود لقاح معتمد حاليًا في ألمانيا للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا، فقد وعد بتقديم عرض تطعيم لجميع المراهقين بحلول نهاية شهر آب/ أغسطس.
لجنة التطعيم مترددة
بيد أن الامر لا يخلو من مخاطر، إذ أن وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) لم توافق بعد على أية لقاحات تخص هذه الفئة العمرية، كما ان لجنة التطعيم الدائمة في ألمانيا والتي يرمز لها Stiko لم تصدر أية توصية بشأن هذا الإجراء.
ولا يزال أعضاء اللجنة الثمانية عشر مترددين في الامتثال لطلب الحكومة والتوصية باللقاحات للشباب، وحجتهم في ذلك أنه من غير الواضح بعد ماهية العواقب المترتبة على إعطاء اللقاح لهذه الشريحة. وبالرغم من افتراض البعض أن المراهقين نادرًا ما يصابون بأعراض خطيرة نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، تنصّ دراسات جديدة على أن المراهقين لا يزالون يشكون من الآثار الجانبية الشديدة إثر تعرضهم لحالات عدوى خفيفة.
عالم الأوبئة رودغير فون كريز وهو عضو في Stiko أكد في تصريحات لإذاعة RBB الألمانية أن اللجنة لا تعمل بناء على طلب الوزارة، بل إنهم يتخذون القرار بناء على الدراسات وتقييم المخاطر والفوائد. ويتابع الخبير الألماني أن "عواقب التطعيم بالنسبة للمراهقين ليست معروفة بعد، لذلك من الأفضل حاليا تطعيم البالغين الذين لم يتلقوا جرعة بعد".
بدون تصريح
بيد أن وزير الصحة الألماني قال في تصريحات نشرتها كل من NTV وRTL يريد الشروع في خطة تطعيم المراهقين، وإذا لزم الأمر دون انتظار قرار لجنة Stiko ، ويمكن للوالدين إعطاء الموافقة للأطباء في حال رغبوا في أخذ أبنائهم اللقاح من عدمه. في المقابل قالت لجنة Stiko أنه قد يكون بالإمكان تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا والذين يعانون من أمراض مزمنة.
التلقيح غير إلزامي
وعلى أية حال لا يريد الخبراء في لجنة Stiko الانجراف وراء قرار شبان، حيث قال رئيس اللجنة، توماس ميرتنز ، على موقع "دويتشلاند فونك" إن العودة إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية لا يمكن أن تكون سببا كافيا لفرض اللقاح.
وتلاقي هذه التصريحات الدعم من رئيس الجمعية الطبية العالمية والرئيس السابق للجمعية الطبية الألمانية، فرانك أولريش مونتغمري، حيث أوضح لصحيفة "راينشه بوست" أنه "لا توجد حاليًا بيانات كافية للسماح بتصريحات حول مخاطر تطعيمات كورونا عند الأطفال".
وأعرب ثلثا الألمان أنهم يرون خطة الحكومة لتطعيم الأطفال والمراهقين ضد كورونا بحلول نهاية عطلة الصيف "غير واقعية". بينما، يرى في استطلاع نُشرت نتائجه أمس الأربعاء، 23 بالمائة منهم، أنه يمكن تنفيذ هذه الخطة. ولم تحدد النسبة المتبقية موقفها من الأمر.
وحتى الآن لم يتم السماح في أوروبا بتطعيم الأطفال والمراهقين ضد كورونا. وتقوم هيئة الصحة الأوروبية "إيما" حاليا باختبار لقاح "بيونتيك/ فايزر" لهذا الغرض.
غينز ثوراو/ علاء جمعة/و.ب