تظاهر الآلاف من أنصار موسوي ورفسنجاني يقول إن إيران في أزمة
١٧ يوليو ٢٠٠٩بعد أربعة أسابيع من الهدوء النسبي في طهران، خرج الآلاف من أنصار زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي إلى اليوم (17 يوليو/تموز) الشوارع للتظاهر مجّددا. يأتي ذلك عقب انتهاء صلاة الجمعة التي أمّها الرّئيس الإيراني السّابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في جامعة طهران. وكان المتظاهرون، الذين انتشروا في الحرم الجامعي وحوله، يحملون الأعلام الخضراء أو لفّوا معاصمهم بأشرطة خضراء، وهو اللّون الذي اتخذه موسوي رمزا لحملته.
اعتقال شخصيّات سياسية بارزة
وفي سياق متّصل، أفاد شهود عيان أن الشّرطة انتشرت بصفة مكثّفة في المكان كما استخدمت العيارات المطّاطية والغاز المسيل للدّموع لتفريق المتظاهرين، الذين أطلقوا هتافات التكبير وردّدوا شعارات مُؤيّدة لموسوي وأخرى مناوئة للحكومة قائلين: "الموت للدّيكتاتور" و"يا نجاد استقيل! استقيل!". وأكّد الشّهود أن الشّرطة اعتقلت "الكثيرين" من بين المتظاهرين، دون الإدلاء بمزيد من التّفاصيل.
وفي تطوّر آخر، أفاد موقع حزب اعتماد ملي الإصلاحي، الذي يتزعّمه مهدي كروبي أن رجالا باللّباس المدني اعتدوا على المرشّح الخاسر في الانتخابات الرئاسية أثناء توجّهه لأداء صلاة الجمعة في جامعة طهران. ونقلت وكالة فرنس بريس عن الموقع تصريحات لحسين كروبي، نجل مهدي كروبي، الذي قال إنّه "عندما ترجّل والدي من سيارته عند مدخل الجامعة، هاجمه رجال بالّلباس المدني وأهانوه وأوقعوا عمامته أرضا." ووفقا لوكالة فرنس بريس فقد تم أيضا اعتقال المحامية الإيرانية شادي صدر، المتخصصة في الدّفاع عن حقوق النساء، عندما كانت تحضر خطبة الجمعة، التي ألقاها الرّئيس السابق رفسنجاني في طهران.
رفسنجاني يطالب باستعادة ثقة الإيرانيين وإزالة الشكوك في الانتخابات
من جهته، دعا رفسنجاني في خطبته الأولى منذ الانتخابات الرّئاسية إلى الإفراج عن مئات النّاشطين، الذين اُعتقلوا خلال الحركة الاحتجاجية على نتائج الانتخابات الرّئاسية الشهر الماضي، مؤكّدا أن ثقة الإيرانيين قد تزعزعت بعد الانتخابات ومطالبا باستعادتها، بحيث قال:"إنّ مهمّتنا الأولى تكمن في استعادة الثقة، التي كانت لدى الشعب والتي فقدت اليوم إلى حدّ ما". ولفت إلى أن هناك شكوكا في نزاهة نتائج الانتخابات، مطالبا "بالعمل من أجل الردّ على هذه الشّكوك". وذلك في إشارة إلى المظاهرات الاحتجاجية لأنصار موسوي، والذين يشكّكون في فوز الرئيس أحمدي نجاد. كما دعا رفسنجاني الإيرانيين إلى توحيد صفوفهم، واصفا ما يجري في البلاد "بالأزمة" السياسية. يشار في هذا السّياق إلى أنّ رفسنجاني يعدّ من أبرز الداعمين لموسوي وخصم للرّئيس محمود أحمدي نجاد، الذي فاز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 حزيران/يونيو وطعنت المعارضة في نزاهتها.
تغييرات في الحقائب السياسية المهمّة
في غضون ذلك أدخل الرّئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تغييرات على عدد من المناصب الحكومية المهمّة، فقد تم الإعلان عن تعيين إسفنديار رحيم مشائي، في منصب نائب الرّئيس، وذلك بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرّسمية. ويصف مراقبون مشائي، الذي كان يشغل منصب نائب الرّئيس للشؤون السّياحية، بأنّه يعتبر شخصية مقرّبة جدا من محمود أحمدي نجاد. ويتزامن ذلك مع إعلان تعيين علي أكبر صالحي في منصب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بعد استقالة رئيسها الذي تولى المنصب لمدة 12 عاما. وكان صالحي يشغل من قبل منصب مبعوث إيران لدى الوكالة الدّولية للطّاقة الذريّة.
(ش.ع / أ.ف.ب / رويترز / د.ب.أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي