تعليقات لصحف ألمانية وأوروبية تتنبأ بنهاية نظام الأسد
٢٩ ديسمبر ٢٠١١صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ كتبت تحت عنوان "دموي في دمشق" تقول:
"حل طلائع مراقبي الجامعة العربية بسوريا. وسيستغرق الوقت على كل حال حتى مطلع السنة الجديدة ليتمكنوا بصفة منسقة بينهم من مباشرة عملهم. وفي الأثناء يحشد بشار الأسد أنصاره الذين هم ليسوا قلة للتظاهر، كما أنه ُسمح لبعض الصحافيين بدخول البلاد. غير أنهم لن يتمكنوا من الاطلاع على صورة حقيقية للوضع، مثل ما كان في مصر أو تونس. وفي بداية السنة الثانية للثورة العربية تتطور سوريا أكثر فأكثر إلى نقطة رئيسية في التحولات. الأسد ما يزال يعتقد أنه قادر على السيطرة على الانتفاضة. لكن القلق انتابه منذ مدة عندما بدأ شركاء موثوق بهم مثل روسيا والصين يبتعدون عنه".
صحيفة زود دويتشه تسايتاونغ سلطت الضوء على أسلوب الأسد في إدارة جهاز الدولة ومحاولة إعادة الهدوء، وكتبت تقول:
"اسم الأسد يبقى مرادفا لانعدام الحرية والفساد والعنف. دولة الأب ظلت لثلاثة عقود ضامنا لاستقرار تحت وطأة الرصاص. دولته العلمانية كانت مرتبطة بصفة وثيقة بالقهر. وحتى الإبن يكشف الوجه القبيح لنظام السلطة العربية: فمن جهة هو علماني، ومن جهة أخرى مضطهِد. وعليه فإن مخططات الأسد الإصلاحية الجديدة مكشوفة، فهي تهدف إلى إعادة تركيب الدولة من فوق مع الإرادة المصممة على الحفاظ على السلطة. ومن يقف في وجه "العرض" يقضي فترة انتظار سوريا الجديدة في أحسن الأحوال وراء القضبان. وإذا كان الرئيس يتطلع إلى بداية جديدة حقيقية وجب عليه لجم زبانيته. 16 جهازا استخباراتيا وجيش يطلقون الرصاص على مواطنين منتفضين، وشرطة تعذب وتنغص أطفالا. فبهذه البنية المذلة للإنسان لن تبني سوريا الجديدة طبقا لنموذج الأسد دولة. فالإصلاحات الناجحة باتت أيضا في الشرق الأوسط تتطلب أكثر من المسح أو الضغط على جهاز أيباد. إنها تستوجب الابتعاد عن القديم وفكرا منفتحا".
صحيفة نويه تسوريشر تسايتونغ الصادرة في زوريخ السويسرية كتبت تحت عنوان "نهاية نظام الأسد" :
" كيف يمكن تقييم حكومة تستخدم أكبر عنف ضد متظاهرين في المحافظات، لكنها تبدو غير قادرة على منع وقوع اعتداءات إرهابية في العاصمة. فعندما انفجرت الجمعة الماضية سيارتان ملغومتان بالتزامن أمام مقرات تابعة لجهاز الاستخبارات، ُوجهت اتهامات سريعة لتنظيم القاعدة، ولجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وللنظام نفسه. وبغض النظر عن المنفذين فان هذا الاعتداء المزدوج سيسجل في كتب التاريخ نهاية نظام الأسد، لأن من لم يعد يقدر حتى على ضمان سلامة النخب من الجيش والاقتصاد والسياسة في العاصمة قد انتهى. وكون الرئيس الأسد سيسقط، هذا يدركه على ما يبدو هو بنفسه. فبعد أسابيع أو أشهر سيصبح في خبر كان".
صحيفة إلباييس الإسبانية اهتمت بموقف المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في سوريا، وكتبت تقول:
"طالما أن الرئيس بشار الأسد موجود في السلطة لن يكون هناك حل في سوريا. رئيس الدولة يعتمد في أمله على أن الانتصار الانتخابي للإسلاميين في تونس ونجاحا إسلاميا متوقعا في مصر قد يدفع المجتمع الدولي إلى مراجعة دعمه للمتظاهرين السوريين. لا يحق أن تنجح هذه العملية الحسابية في التفكير. رفض النظام في سوريا لا يحق أن يضعف تخوفا مما قد يحصل بعد سقوط الأسد. فالعالم ملزم ليس فقط سياسيا، وإنما أيضا أخلاقيا بدعم معارضي النظام في سوريا".
إعداد: (م أ م)
مراجعة: منصف السليمي