تقدم مثير للحوثيين نحو مأرب ومقتل العشرات في معارك ضارية
٢٥ أبريل ٢٠٢١قال مسؤولون في القوات الموالية للحكومة اليمنينة اليوم الأحد (25 أبريل/ نيسان 2021) إن المتمردين استكملوا السيطرة على الكسارة شمال غرب المدينة وانتقلت المعارك الى أطراف منطقة الميل على بعد أقل من ستة كلم عن وسط مدينة مأرب. وأصبحت الجبال المحيط بمنطقة الميل خط الدفاع الأهم عن المدينة من جهتها الغربية.
ويسعى الحوثيون لوضع يدهم على كامل الشمال اليمني. وبهدف تحقيق ذلك يشنون هجمات متواصلة لدخول مدينة مأرب الواقعة في محافظة غنية بالنفط تحمل الاسم ذاته، تحت تهديد غارات تحالف عسكري بقيادة السعودية يدعم القوات الحكومية.
منذ عام ونيّف يحاول الحوثيون المدعومون من إيران السيطرة على مدينة مأرب. وبعد فترة تهدئة، استأنف الحوثيون في الثامن من شباط / فبراير الماضي هجومهم على القوات الحكومية المدعومة من التحالف العسكري منذ بدء عملياته في اليمن في آذار/ مارس 2015.
وقُتل مئات الأشخاص من الطرفين في المعارك التي تدور بالقرب من المدينة التي تبعد نحو 120 كلم شرق العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014. وفي الساعات الـ 48 الماضية، لقي 26 من القوات الموالية للحكومة بينهم أربعة ضباط و39 في صفوف المتمردين مصرعهم، وفقا للمسؤولين العسكريين. ولا يعلن الحوثيون عادة عن خسائرهم.
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي. ودفع الحوثيين بمئات المقاتلين خلال اليومين الماضيين الماضية لحسم المعركة. ورغم ضربات الطيران، إلا أن مقاتليهم "لا يتوقفون عن التدفق والقتال لتحقيق مزيدا من التقدم"، بحسب أحد المصادر العسكرية.
واضطر الحوثيون وفقاً للمصدر ذاته "لاستخدام الدراجات النارية في هجماتهم بعدما بات الطيران يستهدف معظم مركباتهم العسكرية". ويتواصل هجوم المتمردين على مأرب رغم الدعوات من أجل هدنة في البلد الذي تمزّقه الحرب منذ 2014.
وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3,3 ملايين شخص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.
في آذار/ مارس، رفض الحوثيون دعوة السعودية إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، إذ إنهم يطالبون برفع كامل للحظر الجوي والبحري الذي تفرضه السعودية. وبدلاً من ذلك، صعّدوا الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية نحو عمق المملكة التي توفر الدعم الجوي للقوات الموالية للحكومة في معارك مأرب. وبقيت مأرب في منأى من الحرب في بدايتها. ويُعتبر موقع المدينة الصغيرة مهماً ليست فقط لقربها من صنعاء، بل لانّها تعتبر منطلقاً نحو مناطق الجنوب والشمال على حد سواء بفضل مفترق الطرق الرئيسي الذي تتوزع منازلها على جوانبه.
وكان يقطن في مأرب بين 20 و30 ألف شخص في فترة ما قبل اندلاع النزاع في 2014، لكن عدد سكانها تضاعف إلى مئات الآلاف بعدما لجأ إليها نازحون من كل مناطق اليمن وباتت تضم نحو 140 مخيما للنازحين.
وبحسب مجلس الأمن الدولي، فإنّ معركة مأرب "تعرّض مليون نازح داخليا لخطر كبير وتهدد جهود التوصل إلى حلّ سياسي، في وقت يتحد المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع". واتّهم مسؤول في القوات الحكومية الحوثيين هذا الشهر بالدفع بموجات من المجندين الشبان، وبينهم أطفال حتى، بهدف إضعاف القوات الموالية واستنفاد ذخيرتها.
ح.ز/ ع.غ (أ.ف.ب)