تقرير أمني: جماعات إسلامية تسعى لتطبيق الشريعة في ألمانيا
١٩ مايو ٢٠٠٩أكد وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله أن الإسلاميين "الذين لديهم استعداد للعنف" يشكلون تهديدا حقيقيا للأمن في ألمانيا. وقال شويبله اليوم الثلاثاء (19 أيار/ مايو) خلال استعراضه للتقرير السنوي لهيئة حماية الدستور لعام 2008: "إن الخطر الذي يهدد ألمانيا ينبع من الإسلاميين الذين لهم صلة ببلادنا". وأكد الوزير الألماني أن "معسكرات الإرهاب" الموجودة في خارج ألمانيا، والتي يتدرب فيها إسلاميون نشأوا في ألمانيا تمثل "خطراً حقيقياً على الأمن في ألمانيا".
سعي لتطبيق الشريعة والإنترنت وسيلة هامة للترويج
وكشف التقرير الجديد لهيئة حماية الدستور أن جماعات إسلامية ناشطة في ألمانيا مثل "ميلي جوروس" و"الإخوان المسلمون" تريد تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وجاء في التقرير الذي نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية مقتطفات منه في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن الكثير من الإسلاميين، خاصة من مهاجري الجيل الثاني وأولئك الذين اعتنقوا الإسلام بتشدد، يسافرون من ألمانيا إلى باكستان، حيث يمول تنظيم القاعدة وتنظيمات مشابهة "معسكرات الإرهاب".
وحذر التقرير الذي جاء تحت عنوان "ألمانيا في مرمى نيران الإسلاميين" من أن المصالح الألمانية معرضة للخطر في الداخل والخارج، مشيراً إلى أن الإنترنت ما يزال من أهم أدوات الاتصال والدعاية التي يستخدمها الإسلاميون وأن طرق الترويج لأفكارهم أصبحت أكثر احترافاً. كما جاء في التقرير أن المشاركة الألمانية في أفغانستان أصبحت مستهدفة بشدة من قبل الإرهابيين الإسلاميين.
قلق إزاء تزايد معدلات جرائم العنف العنصري
من ناحية أخرى أعرب شويبله عن قلقه إزاء تزايد نشاط التيار اليميني المتطرف في البلاد. وفي هذا السياق قال الوزير الألماني: "إن عدد النازيين الجدد ارتفع مجدداً وهو أمر مثير للقلق". وفي المقابل أشار إلى أن عدد أعضاء الحزب القومي اليميني المتطرف تراجع، إلا أنه رفض فكرة تقديم طلب جديد للمحكمة الدستورية العليا في ألمانيا بحظر الحزب لعدم ضمان نجاح هذا الإجراء. كما رصد التقرير ارتفاعاً ملحوظاً في معدل الجرائم ذات الدوافع اليمينية المتطرفة، إذ بلغت 19894 جريمة عام 2008، بينها أكثر من ألف جريمة عنف، بزيادة قدرها 15.8 بالمائة مقارنة بعام 2007.
وأشار التقرير إلى أن من أخطر مرتكبي جرائم يمينية متطرفة "القوميون المستقلون"، الذين يرتدون ملابس سوداء أثناء التظاهر ويدخلون في اشتباكات حادة مع متظاهرين يساريين. وفي الوقت نفسه رصد التقرير ارتفاعاً ملحوظاً لجرائم العنف من جانب العناصر اليسارية المتطرفة، إذ بلغ عدد اليساريين المتطرفين الذين لديهم استعداد للعنف 6300 شخص من بينهم 5800 شخص ممن يطلق عليهم مستقلين. وأشار التقرير إلى أن الحزب القومي اليميني المتطرف وحزب "اليسار" يلعبان دوراً أساسياً في زيادة التطرف اليميني واليساري في ألمانيا.
(ع.غ/ د ب أ)
تحرير: عبده جميل المخلافي