تقرير: إسرائيل تؤجل هجومها البري على غزة بسبب الطقس
١٥ أكتوبر ٢٠٢٣أرجأ الجيش الإسرائيلي توغله المقرر في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس لعدة أيام بسبب الظروف الجوية السيئة، وفقا لما ذكره تقرير إعلامي أمريكي في وقت متأخر مساء أمس السبت (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2023).
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن ثلاثة ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، لم تكشف عن هويتهم، أنه كان من المفترض أن يبدأ الهجوم البري عطلة نهاية هذا الأسبوع، ولكن تم تأجيله جزئيا بسبب السماء الملبدة بالغيوم التي كانت ستجعل من الصعب على الطيارين الإسرائيليين ومشغلي الطائرات بدون طيار توفير غطاء جوي للقوات البرية.
وتستهدف إسرائيل القضاء على القيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس - التي تصنفها ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ودول أخرى كمنظمة إرهابية - بعد أن بدأت السبت (السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023) بإطلاق آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل في الوقت الذي نفذ فيه المئات من عناصرها عملية اختراق للدفاعات الحدودية في هجوم مفاجئ غير مسبوق قبل أسبوع أسفر عن سقوط أكثر من 1300 قتيل في إسرائيل.
وردت إسرائيل بشن غارات جوية انتقامية على القطاع الساحلي، ما أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 2200 شخص، وتزايدت الدلائل على أن إسرائيل على وشك تنفيذ هجوم بري على غزة.
وذكرت نيويورك تايمز أن العملية العسكرية المتوقعة قد تورط إسرائيل في حرب مدن على مدى أشهر. وأضافت أنه يعتقد أن هناك عشرات الآلاف من إرهابيي حماس متحصنون في مخابئ ومئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض في شمالي قطاع غزة.
وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تحاول حماس إعاقة تقدمه عن طريق تفجير الأنفاق في الوقت الذي تقترب فيه القوات البرية منها. وذكرت الصحيفة أن حماس تخطط أيضا للوصول إلى المنطقة خلف الخطوط الإسرائيلية باستخدام نظام الأنفاق المعقد، مضيفة أن المعضلة الاستراتيجية تكمن في أن قوات الحركة يمكن أن تكون فعالة بشكل خاص في تحصين نفسها مع الرهائن تحت الأرض.
وذكرت الصحيفة الأمريكية نقلا عن المسؤولين أنه من المتوقع أن يتضمن الهجوم الإسرائيلي استخدام وحدات مشاة بالإضافة إلى دبابات وخبراء متفجرات. ومن المتوقع أن تحصل القوات البرية على غطاء من الطائرات المقاتلة والمروحيات والمسيرات والمدفعية التي يتم إطلاقها من الأرض والبحر.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس الإسلاموية المسلحة ردا على الهجوم الذي اقتحم فيه مقاتلو الحركة بلدات إسرائيلية في مطلع الأسبوع الماضي وأطلقوا النار واحتجزوا رهائن في أسوأ هجوم على المدنيين في تاريخ البلاد.
في غضون ذلك حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من زعماء العالم من قيام أي دولة بتوسيع نطاق الصراع. ودعت المنظمات الدولية وجماعات الإغاثة إلى الهدوء، وتضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
واتصل بايدن أمس السبت برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبينما أكد دعمه "الراسخ" لإسرائيل، ناقش التنسيق الدولي لضمان حصول المدنيين على الماء والغذاء والرعاية الطبية. وتحدث بايدن أيضا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي شدد على الحاجة الملحة للسماح بايجاد ممرات المساعدات الإنسانية العاجلة في غزة.
بدورها قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات أيزنهاور ستبدأ التحرك نحو شرق البحر المتوسط للانضمام إلى مجموعة حاملة طائرات أخرى موجودة بالفعل. وفي هذا السياق قال وزير الدفاع لويد أوستن إن ذلك "جزء من جهودنا لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع هذه الحرب في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل".
وطلب الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي من سكان النصف الشمالي من قطاع غزة، الذي يضم مدينة غزة، أكبر مدينة في القطاع، التحرك جنوبا بشكل عاجل. وقال أمس السبت إنه سيضمن سلامة الفلسطينيين الفارين على طريقين رئيسيين حتى الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي (الواحدة بتوقيت غرينتش). واحتشدت القوات الإسرائيلة مع انقضاء المهلة.
وطلبت حماس من الناس عدم المغادرة، قائلة إن طرق الخروج غير آمنة. وأضافت أن عشرات الأشخاص قتلوا في ضربات على سيارات وشاحنات تقل لاجئين يوم الجمعة، وهو ما لم تتمكن رويترز من التحقق من صحته بشكل مستقل.
وتقول إسرائيل إن حماس تمنع الناس من المغادرة لاستخدامهم كدروع بشرية، وهو ما تنفيه حماس. والطريق الوحيد للخروج من غزة ولا يخضع للسيطرة الإسرائيلية هو معبر رفح الذي يفصل القطاع عن مصر. وتقول مصر رسميا إن جانبها مفتوح، لكن حركة المرور متوقفة منذ أيام بسبب الضربات الإسرائيلية.
وأعلنت مصادر أمنية مصرية أنه يجري تعزيز تأمين الجانب المصري وأن القاهرة ليس لديها نية لقبول تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تعمل على فتح المعبر للسماح لبعض الأشخاص بالخروج وإنها على اتصال بأمريكيين من أصل فلسطيني يريدون مغادرة غزة. وقالت واشنطن في وقت لاحق إنها طلبت من مواطنيها محاولة الوصول إلى المعبر.
وتقول إسرائيل إن أمر الإخلاء هو لفتة إنسانية بينما تعمل على التخلص من مقاتلي حماس. وتقول الأمم المتحدة إنه لا يمكن نقل عدد كبير من الأشخاص بشكل آمن داخل غزة دون التسبب في كارثة إنسانية.
وفي نيويورك طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي التصويت غدا الاثنين على مشروع قرار بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ويدين العنف ضد جميع المدنيين وأعمال الإرهاب.
ع.غ/ ع.أ.ج (رويترز، د ب أ)