"تقرير الاستخبارات الأمريكية لن يؤثر على التعامل الأوروبي مع إيران"
٥ ديسمبر ٢٠٠٧صرح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن تقرير وكالات الاستخبارات الأمريكية حول إيران يؤكد فعالية إستراتيجية التفاوض والضغط، التي يتبعها المجتمع الدولي مع إيران. وأضاف: "المقاربة المزدوجة التي اختارها المجتمع الدولي والمعتمدة في الوقت نفسه على التشجيع واتخاذ الإجراءات الضرورية في مجلس الأمن الدولي كانت جيدة".
كما أعلنت المتحدثة باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن تقرير الاستخبارات الأمريكية لن يؤثر على المقاربة الأوروبية المزدوجة للملف النووي الإيراني، والتي توفق بين المحادثات وممارسة الضغوط من خلال العقوبات الدولية. ونقلت وكالة رويترز عن كريستينيا غالاش قولها: "هذا يدل على أن الشفافية في أنشطة إيران النووية ونواياها أساسية. ومازلنا ندعم التعاون الذي اقترحه سولانا على إيران في حزيران/يونيو 2006 باسم الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)".
"خطر إيران لازال قائماً"
كذلك أعلنت فرنسا أنها ستواصل الضغط حتى تفرض الأمم المتحدة عقوبات على إيران، رغم التقرير الاستخباري الأمريكي. وقالت باسكال أندرياني، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي: "موقفنا لم يتغير. يبدو أن إيران لا تحترم التزاماتها الدولية.علينا أن نواصل الضغط على إيران، سنواصل العمل على اتخاذ إجراءات في إطار الأمم المتحدة".
ومن جانبها، أعربت الحكومة البريطانية عن اعتقادها أن التهديد الذي قد تمثله إيران لا يزال "قضية خطيرة للغاية" على الرغم من تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي قال إن طهران أوقفت برنامج التسلح النووي في عام 2003. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بعد اجتماع للحكومة البريطانية اليوم الثلاثاء إن بريطانيا تعتقد أن خطر حصول إيران على أسلحة نووية لا يزال قائما وأضاف: "إننا بحاجة لفحص تفاصيل هذا التقرير. لكن وبشكل عام تعتقد الحكومة أن التقرير يؤكد أننا كنا على حق عندما قلقنا من سعي إيران لتطوير أسلحة نووية". وقال إن التقرير يشير إلى أن برنامج العقوبات والضغط الدولي كان لهما بعض التأثير، مؤكداً على أن القضية الحقيقية تكمن في أن التكنولوجيا التي يعتمد عليها في برنامج تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية قد يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة نووية.
بوش يصر على أن إيران مازالت "تمثل تهديداً للسلام"
أما الرئيس الأمريكي جورج بوش فقد أصر أن إيران مازالت " تمثل تهديدا للسلام" لإمكانية استئنافها برنامج الأسلحة النووية. كما حث بوش القوى الأخرى على الاعتراف بأن إيران مازالت تمثل خطرا لأنها على حد قوله ستكتسب خبرة من تخصيب اليورانيوم ،يمكن تحويلها في أي وقت لخدمة أغراض برنامج الأسلحة. وقال بوش يجب أن يقوم التقرير الاستخباراتي الذي نشر أمس بحشد القوى الدولية للضغط على إيران لتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم.
وأضاف بوش أثناء مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض: " إيران كانت تمثل خطرا في الماضي ومازالت تمثل خطرا الآن كما ستكون في غاية الخطورة إذا اكتسبت المعرفة اللازمة لتصنيع الأسلحة النووية. ماذا سنفعل إذا بدأت برنامجا سريا آخر لتصنيع أسلحة نووية؟ مازال ينتابني شعور قوي بان إيران مازالت تمثل خطرا، لذا فلابد أن يؤخذ كونها تمثل تهديدا للسلام على محمل الجد".
إيران تطالب بتعويض
أما إيران، فقد طالبت من ناحيتها بالحصول على تعويض من الولايات المتحدة الأمريكية عن الاتهامات التي وجهتها إليها واشنطن خلال السنوات الأخيرة بشأن برنامج طهران النووي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن غلام حسين إلهام قوله إن "الامريكيين مارسوا ضغوطا كثيرة علينا وتلاعبوا بالرأي العام العالمي وأثاروه ضد إيران بتهمهم التي لا أساس لها، لذا فعليهم أن يدفعوا ثمن ذلك". وأضاف إلهام أن "العالم بأسره يعلم أن إيران لم تخطو ولو حتى خطوة واحدة تتعارض مع القوانين الدولية وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشرف على جميع المراكز النووية في إيران، لذا يتعين على الولايات المتحدة أن تبدأ في إعادة النظر في موقفها".
"التقرير أكد تحقيقات وكالة الطاقة الذرية"
ومن ناحية أخرى، قال دبلوماسيون مقربون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن تقرير الاستخبارات الأمريكية" أكد" تحقيقات وكالة الطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني. وهو ما عبر عنه مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وأضاف: "يجب أن يساعد التقرير الأمريكي في تهدئة الأزمة الحالية"، في وسيلة منه لحث كافة الأطراف المعنية بالشروع فوراً في مفاوضات دون إبطاء.
وقال الدبلوماسيون من مقرهم في فيينا إنه رغم توافق التقرير الأمريكي مع جهود مفتشي الوكالة الدولية إلا أن الحاجة مازالت تستدعي القيام بالمزيد من الإجراءات للتأكد من الموقف الإيراني، وأضافوا أنه مازال على إيران رفع مستويات الشفافية والتعاون. كان البرادعي قد تعرض للانتقاد الشديد بسبب ما تردد عن تعامله باللين مع إيران وتخطي صلاحياته من خلال التفاوض حول تقديم خطة تعاون منفصلة مع إيران.
و"التقرير الاستخباراتي القومي" الذي نشر أمس الاثنين أكد أنه في أواخر عام 2003 بدت إيران أقل عزما على تطوير أسلحة نووية مما كانت تعتقده الإدارة الأمريكية سابقا، رغم أنها واصلت تخصيب اليورانيوم وربما يكون لديها ما يكفي من مواد لتصنيع قنبلة في الفترة بين عامي 2010 و2015. وعلى أية حال فإن وكالة الطاقة الذرية لم تتوصل إلى نتيجة مفادها أن إيران كانت تسعى لتطوير برنامج الأسلحة النووية ، وقد كرر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ما صرح به سابقا في أخر تقرير له بعدم ثبوت أدلة على وجود مواد غير معلنة.