Lage im Jemen
٢ سبتمبر ٢٠٠٩كثف الجيش اليمني هجماته المستمرة على المتمردين الحوثيين شمال البلاد بعدما رفض اقتراحا لإعلان هدنه وفق مصادر عسكرية يمنية. وقالت هذه المصادر إن الطيران اليمني شن عدة غارات على مواقع المتمردين جوار مدينة صعدة التي شهدت معارك عنيفة بين الطرفين. في هذه الأثناء بدأ الجيش المرحلة الثانية من عملية "الأرض المحروقة" في منطقة حرف سفيان بهدف فتح الطريق بين صنعاء وصعدة التي أغلقها المتمردون منذ ثلاثة أسابيع. واستقدمت القوات المسلحة في الأيام الأخيرة وحدات عسكرية لإشراكها في المعارك الدائر هناك.
ويأتي تجدد العنف بعدما رفضت السلطات اليمنية يوم الثلاثاء (1 سبتمبر/ أيلول 2009) عرضا تقدم به المتمردون الشيعة الذين يشن الجيش اليمني هجوما عليهم في شمال البلاد منذ 11 أغسطس/آب الماضي، واعتبرت أن اقتراحهم يتجاهل الشروط التي وضعتها الحكومة لإنهاء عملياتها العسكرية في تلك المنطقة. ورغم أن المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين، كان قد أصدر بيانا في وقت سابق ذكر فيه استعداده لإيقاف الحرب وفتح الطرقات ورفع المظاهر المسلحة، إلا أن صنعاء ترى أن اقتراح المتمردين يتجاهل الشروط التي وضعتها لإنهاء العمليات العسكرية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر مسوؤل في اللجنة الأمنية العليا التي تشرف على عملية "الأرض المحروقة" التي يشنها الجيش "أن ما أعلنته تلك العناصر مؤخرا حول ما أسمته بمبادرة لوقف إطلاق النار لم تأت فيه بأي جديد".
شروط وقف إطلاق النار
ومن أجل وقف الحرب تطالب صنعاء الحوثيين بالانسحاب من جميع المديريات وفتح الطرقات وجعلها آمنة والنزول من المخابئ الجبلية. كما تطالبهم بتسليم المعدات التي استولوا عليها والكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة والمختطفين من أبناء محافظة صعدة وغيرهم بالإضافة إلى عدم التدخل في شؤون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال وذلك حسب ما ذكره مسؤول عسكري في اللجنة الأمنية العليا.
الجدير بالذكر أن المختطفين الأجانب، وهم أسرة تضم خمسة أفراد من ألمانيا بالإضافة إلى مهندس بريطاني، تم اختطافهم في صعدة في حزيران/يونيو الماضي وتتهم الحكومة اليمنية الحوثيين في اختطافهم، بينما ينفي هؤلاء. وكان الستة من بين مجموعة من الرهائن الأجانب؛ سبعة ألمان وبريطاني وامرأة كورية جنوبية، اختطفهم مسلحون في صعدة حيث ينشط المتمردون الحوثيون. وكان قد تم العثور على جثث ثلاثة نساء من الرهائن، وهن ألمانيتان وكورية جنوبية، بعد يومين من اختطافهم.
مأساة اللاجئين
وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية يصعب على وسائل الإعلام التحقق من المعلومات عن سير العمليات العسكرية في محافظتي صعدة وعمران نظرا لحظر دخول وسائل الإعلام إليهما. لكن الاقتتال الدائر هناك تسبب في نزوح الآلاف من سكان المحافظتين الهاربين من سعير الحرب. ويتم تجميع النازحين في مخيم المرزق الذي أنشىء قبل أيام في منطقة نائية بمحافظة حجة على الطريق العام بين صعده ومنطقة حرض الحدودية مع السعودية ويبعد عن صنعاء نحو 360 كلم وعن منفذ حرض الحدودي نحو 30 كلم.
وفي حديثه لوكالة فرانس بريس قال مسؤول الاتصال والإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) نسيم الرحمن أن مخيم المزرق يضم حوالي 1500 شخص موزعين في 280 خيمة. وأوضح أن أربع منظمات من الأمم المتحدة تعمل على تقديم الخدمات لهؤلاء النازحين وهي مفوضية اللاجئين واليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى منظمات محلية. وأضاف أن "اليوينسيف سخرت كامل طاقتها البشرية والموارد المالية والتقنية للتخفيف من محنة أكثر من 150 ألف من المشردين والنازحين داخليا"، موضحا أن "محنة النزوح تتضاعف مع استمرار الحرب بين القوات الحكومية والحوثيين". وعبر المسؤول ألأممي عن قلق اليونيسيف من مشكلة النزوح الجماعي لأن "الأطفال والنساء يشكلون الجزء الأكبر من السكان المنكوبين". وأرسلت اليونيسيف خلال 46 ساعة ثلاث قاطرات محملة بالاحتياجات الضرورية للنازحين في المخيم.
(ط. أ/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: عبده المخلافي