تميم والسيسي ولقاء متوقع في ميونيخ.. فهل عُقد؟
١٧ فبراير ٢٠١٩عندما أعلن مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن عن قائمة مبدئية للاجتماعات والندوات التي ستتخلله على مدى ثلاثة أيام، كان من المخطط تنظيم ندوة اقتصادية تجمع بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير المالية الألماني أولاف شولتس. لكن هذه الندوة لم تُجر رغم معلومات حصلت عليها DW عربية من منظمي المؤتمر بموافقة جميع الأطراف على الحضور.
فرصة حوار أجهضت؟
لا يخفى على الجميع الأزمة الخليجية بين قطر وعدد من الدول المجاورة، لاسيما السعودية والإمارات، اللتان فرضتا مقاطعة اقتصادية وسياسية على الإمارة الخليجية، ويتهمانها بدعم الإرهاب الإسلاموي. الرئيس السيسي انضم في هذه الأزمة إلى الجانب السعودي الإماراتي. منذ ذلك الحين لا تقيم مصر علاقات رسمية مع قطر، وانبرى إعلامها لانتقاد الإمارة ومهاجمتها في كل فرصة ممكنة.
لذلك، عندما أعلن مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن في نسخته هذا العام عن حضور كل من السيسي وآل ثاني بصفتهما الرئيسين العربيين الوحيدين في المؤتمر، انتعشت بعض الآمال بأن ذلك قد يكون مقدمة لانفراج في العلاقات بين الدولة العربية الأكبر والإمارة الخليجية.
وبعد حصول DW عربية على برنامج أولي للمؤتمر لم يتم نشره علناً يضم ندوة تجمع الرئيسين ووزير المالية الألماني، الذي يشغل أيضاً منصب نائب المستشارة أنغيلا ميركل، بات الترقب سيد الموقف.
لكن الندوة لم تحصل، ولم يلق الأمير تميم بن حمد آل ثاني كلمته التي كانت مرتقبة يوم أمس السبت. وبدلاً من ذلك، غادر الأمير ميونيخ ليلة السبت بحسب وسائل إعلامية حكومية قطرية، بينما غادرها الرئيس المصري ظهر اليوم الأحد.
برنامج حافل للسيسي
في العام الماضي كان الأمير تميم هو „نجم" المؤتمر، فقد حضره للمرة الأولى وألقى كلمة وجلس في الصف الأول إلى جانب المستشارة ميركل. أما في نسخة هذا العام، فقد كان الاهتمام منصباً على الرئيس السيسي، الذي كان في الصف الأول وتلقى ترحيباً حاراً من زعيمة الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي.
السيسي جاء إلى ميونيخ والاقتصاد على رأس برنامجه، فبحسب البرنامج المعلن عنه، كانت له اجتماعات مع رجال أعمال ورؤساء شركات ألمانية كبرى. ويلمح البعض إلى أن هذه اللقاءات، بالإضافة إلى لقاءاته الثنائية مع رؤساء الدول والحكومات، تأتي تمهيداً لقمة شرم الشيخ العربية الأوروبية في الرابع والعشرين من فبراير/ شباط، والتي من المتوقع أن تشهد حضور عدداً من الزعماء العرب والأوروبيين.
حوار خلف حجاب؟
حاولت دولة قطر مجدداً الدعوة إلى حوار مع ما أسمتها „دول الحصار"، في إشارة إلى الإمارات والسعودية، إذ قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر ميونيخ الأمني: „لا يوجد حوار بيننا وبين السعوديين والإماراتيين، ودعونا دول الحصار كثيراً إلى الحوار، ولا توجد لدينا أي موانع من الاستجابة لمساعٍ في سبيل ذلك".
هذه الرغبة في الحوار، إذا لم تكن فقط مجرد التفاتة دبلوماسية من وزير الخارجية القطري، قد تترجم إلى حوار في مؤتمر ميونخ. فمكان انعقاد المؤتمر – فندق بايريشه هوف – يحوي العديد من الغرف المنزوية بعيداً عن أعين الصحفيين والمصورين، والمهيأة لعقد اجتماعات ثنائية وجانبية بكل سرية.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الطرفين القطري والمصري على مثل هذا الحوار الجانبي، إلا أن ذلك لا يعني أن هذا الحوار ربما قد جرى، وأن مصر تتولى لعب دور الوسيط بالنيابة عن السعودية والإمارات في ملف الأزمة الخليجية، خاصة وأن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، اعتذر عن حضور نسخة هذا العام من المؤتمر.
لا يمكن الجزم بحدوث مثل هذا اللقاء بين الرئيس السيسي والأمير تميم آل ثاني، إلا أن تطورات هذا الملف في الأيام والأسابيع المقبلة ستكون مؤشراً على نتائج هذا اللقاء… إن عُقد.
ياسر أبو معيلق – ميونيخ