تنصيب تشارلز رسمياً والاستعداد لجنازة تاريخية للملكة الراحلة
١٠ سبتمبر ٢٠٢٢تعهد الملك تشارلز اليوم السبت (العاشر من سبتمبر/ أيلول 2022) بأن يسير على درب والدته الراحلة مع إعلانه رسميا ملكا جديدا لبريطانيا في مراسم تاريخية في قصر سانت جيمس اتسمت بالأبهة وشهدت تقاليد عمرها قرون وهتافات "حفظ الله الملك".
وخلف تشارلز (73 عاما) والدته على الفور يوم الخميس لكن مجلس الخلافة اجتمع لتنصيبه اليوم السبت في قصر سانت جيمس -القصر الملكي الأبرز في المملكة المتحدة والذي بني من أجل هنري الثامن في ثلاثينات القرن السادس عشر.
ويضم مجلس الخلافة، المؤلف من هيئة مستشارين خاصة تتمثل مهمتها منذ قرون من الزمن في تقديم المشورة للملوك، النجل الأكبر للملك الجديد وريث عرشه الأمير وليام وأيضا زوجته كاميلا ورئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس، الذين وقعوا على بيان الخلافة.
وخلال إعلان تنصيب الملك، هتف ستة من رؤساء الوزراء السابقين وأساقفة بارزون وعدد من الساسة "حفظ الله الملك".
وقال تشارلز "إنني أدرك تماما هذا الإرث العظيم والواجبات والمسؤوليات الجسيمة للسلطة التي انتقلت إلى الآن". وأضاف "في تحمل هذه المسؤوليات، سأعمل جاهدا لاتباع المثال الملهم الذي ضُرب لي في دعم الحكومة الدستورية والسعي لتحقيق السلام والوئام والازدهار لشعوب هذه الجزر ودول ومناطق الكومنولث في أنحاء العالم".
وأصبح تشارلز الملك رقم 41 الذي يعتلي عرش بريطانيا من سلسلة تعود أصولها إلى الملك النورماندي وليام الأول الفاتح الذي استولى على عرش إنجلترا عام 1066. وتعكس مراسم اليوم تقاليد تنصيب الملوك والملكات المتبعة منذ مئات السنين.
والمراسم هي الأولى التي ينقلها التلفزيون لتنصيب ملك بريطاني. وهي الأولى في حياة معظم البريطانيين الحاليين الذين لم يعرفوا سوى الملكة إليزابيث. وكان عمر تشارلز نفسه ثلاثة أعوام عند تنصيب والدته ملكة.
أول جنازة دولة منذ 1965
في غضون ذلك يخطط مسؤولو الأمن البريطانيون لـ"أكبر عملية لضبط الأمن والحماية" في تاريخ المملكة المتحدة التي تستعد لتنظيم أول جنازة دولة منذ نحو ستة عقود في 19 أيلول/سبتمبر.
وتستعين الشرطة بخطط وضعت قبل وقت طويل للمحافظة على سلامة المشاركين في جنازة الملكة إليزابيث الثانية التاريخية التي ستحضرها شخصيات سياسية وملكية رفيعة من مختلف أنحاء العالم، فضلا عن ملايين الأشخاص الذين يتوقع أن يتوجّهوا إلى لندن تزامنا مع المناسبة.
وأعلن قصر باكينغهام السبت أن مراسم جنازة الملكة اليزابيث الثانية ستقام في كنيسة ويستمنستر في قلب لندن بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر وستكون الأولى منذ جنازة ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
ويتوقع قبل ذلك أن يسجى جثمان الملكة في قاعة ويستمنستر، أقدم مبنى في مقر البرلمان البريطاني، بعد موكب رسمي في شوارع لندن.
وستستدعي الفعاليات، وخصوصا الجنازة، مجموعة إجراءات أمنية واسعة النطاق.
وسيصل مئات قادة العالم والشخصيات البارزة إضافة إلى ملايين الأشخاص إلى لندن. من بين هؤلاء الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين وقادة دول حيث يعد ملك بريطانيا رئيسا للدولة أو المنضوية في منظمة الكومونولث التي تضم 56 بلدا.
ومن بين الشخصيات الملكية التي ستحضر الجنازة إمبراطور اليابان ناروهيتو، بحسب تقارير، في أول رحلة له إلى الخارج منذ اعتلائه العرش عام 2019 خلفا لوالده.
وقال المنسّق السابق لشرطة مكافحة الإرهاب الوطنية نك ألدوورث لـ"ذي إنديبيندنت" "ستكون هذه على الأرجح أكبر عملية لضبط الأمن والحماية تطلقها المملكة المتحدة في تاريخها".
وأعلنت شرطة لندن الكبرى (أي لندن وضواحيها) "متروبوليتان" الجمعة أنها بدأت بالفعل وضع خطط "تم التدرب عليها بشكل جيد" لفترة الحداد الرسمية التي تستمر عشرة أيام وستبلغ ذروتها مع جنازة الملكة الأطول عهدا في البلاد.
وقالت الشرطة "سنبقي الناس في أمان ونسيّر دوريات يمكن ملاحظتها بوضوح في أنحاء لندن". وتابعت "سيرى السكان عددا إضافيا من العناصر خارج مواقع رئيسية بما في ذلك شبكات النقل العام والحدائق الملكية وخارج مقار الإقامة الملكية في لندن".
خ.س/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)