طفلة تونسية عمرها 4 سنوات تصل إيطاليا بدون ذويها
٢١ أكتوبر ٢٠٢٢سافرت الطفلة التونسية البالغة من العمر 4 سنوات وحيدة غير مصحوبة بذويها على متن قارب يكتظ بالمهاجرين تحت رحمة البحر والخوف، بينما تقطعت السبل على شاطئ المهدية التونسي بوالدتها ووالدها وشقيقتها البالغ سبع سنوات، الذين اعتراهم الخوف من أن يكونوا قد فقدوها إلى الأبد.
وظلت الطفلة التونسية في البحر لمدة 25 ساعة، مع 70 شخصا، بين يومي الأحد والإثنين الماضيين، قبل أن تصل إلى لامبيدوزا.
وتعاطف مهاجر تونسي ممن تم إجبارهم على الصعود بسرعة إلى متن القارب، الذي يبلغ طوله 13 مترا، مع الطفلة وقام بالاعتناء بها أثناء العبور، في محاولة للتقليل من شعورها بالعزلة التي أبعدتها عن أسرتها.
ولم تبق الطفلة الصغيرة في الجزيرة لفترة طويلة، حيث تم نقلها مع أخصائي اجتماعي و110 مهاجرين آخرين إلى بورتو إمبيدوكلي في صقلية بواسطة إحدى العبارات، وهي الآن تحت رعاية جمعية ستأخذها إلى منشأة محمية.
وظل والدا الطفلة وشقيقتها على شاطئ المهدية، بسبب عدم تمكنهما من ركوب القارب في الوقت المحدد، وفقا لما كتبه مجدي الكرباعي الذي انتخب نائبا في البرلمان التونسي في العام 2019، ويعيش حاليا في إيطاليا حيث يعمل في منظمة "أنقذوا الأطفال"، على تويتر.
وقال الكرباعي إن مهربي المهاجرين لم ينتظروا صعود جميع الركاب إلى القارب، لأنهم كانوا يخشون من أن يتم اكتشافهم ومنعهم، وأشار إلى أن عائلة الطفلة "بقيت على الساحل التونسي بسبب الذعر والخوف من الغرق الذي أصاب الوالدة والوالد قبل ترتيب الصعود إلى الزورق".
وأكد الكرباعي أن "السلطات التونسية اعتقلت والد ووالدة المهاجرة الصغيرة البالغة من العمر 4 سنوات والتي وصلت إلى لامبيدوزا"، وأشار إلى أنه يعمل على لم شمل العائلة عبر اتصاله بالسلطات الإيطالية والتونسية بسبب حاجة الطفلة لرؤية والدتها.
توقيف والدي الطفلة
وقال المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي حسام الدين الجبابلي في تصريحات صحافية إن "النيابة العمومية فتحت تحقيقا وقرّرت الاحتفاظ بالأب والأم" بتهمة "تكوين وفاق من أجل عبور الحدود البحرية خلسة". وأضاف الجبابلي، في تصريح لتلفزيون التاسعة، "تم الاحتفاظ بالزوجين. هما لا يتعاونان للوصول إلى من استفاد ومن نظم ومن نفذ العملية". ورجح المسؤول الأمني أن توجه تهمة "الاتجار بالبشر" لوالدي الطفلة.
وكان من المفترض أن تشارك العائلة المؤلفة من الأب والأم وابن يبلغ سبع سنوات فضلا عن الطفلة في عملية الهجرة التي انطلقت من سواحل منطقة "صيّادة" الساحلية (شرق)، لكن "الأب سلم الطفلة لأحد المهربين على متن القارب وعاد ليساعد زوجته وابنه غير أن القارب انطلق ووصل الى جزيرة لامبيدوزا"، على ما أكد لفرانس برس "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، المنظمة التي تتابع ملف الهجرة في تونس.
ووالدا الطفلة يعملان بائعين متجولين في مناطق الساحل التونسي (شرق) ودفعا مبلغا يقدر ب 24 ألف دينار (نحو 7500 يورو) للمهرب مقابل المشاركة في عملية العبور.
منظمة "أنقذوا الأطفال" تقدم الدعم للطفلة التونسية
وأوضحت جيوفانا دي بينيديتو المتحدثة باسم منظمة "أنقذوا الأطفال" أن فريق المنظمة في لامبيدوزا قدم المساعدة والدعم للفتاة الصغيرة، وقام بحضانتها والاستماع إليها والاستجابة لاحتياجاتها، في الوقت الذي تم فيه إبلاغ السلطات على الفور بحالتها.
ورأت دي بينيديتو أنه "من الأساسي أن يتم الاهتمام بقضيتها على الفور، لضمان حمايتها وسلامتها"، ودعت إلى "التفعيل الفوري للإجراءات من أجل تمكين عائلتها من الانضمام إليها".
وتظهر إحصاءات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنه منذ مطلع العام الحالي وحتى آب/أغسطس الفائت، تمكن 2635 قاصرا من بينهم 1832 من دون مرافقة عائلية من الوصول إلى السواحل الإيطالية.
وفي الأيام الأخيرة تم توقيف 1366 مهرّبا من بينهم تونسيون وأجانب، وفقا لوزارة الداخلية. وتجد السلطات التونسية صعوبات في عمليات اعتراض المهاجرين او انقاذهم بسبب نقص المعدات.
ومع تحسّن الأحوال الجوية تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظاميةانطلاقاً من السواحل التونسية والليبية نحو إيطاليا وتنتهي أحيانا بحوادث غرق.