جامعة الأمم المتحدة في بون والبحث في قضايا العالم الكبرى
٧ فبراير ٢٠١١نها الشكري طالبة مصرية الأصل اختارت جامعة الأمم المتحدة في مدينة بون الألمانية من أجل مواصلة دراساتها العليا. التخصص الكبير في المواد وآنية الموضوعات المتناولة هو الذي دفع الطالبة الشابة إلى اختيار هذه المؤسسة الدولية، المعروفة أيضا تحت اسم "جامعة العالم". نها الشكري درست في مصر وبريطانيا كما سبق لها أن عملت، في إطار دراستها، في كل من البرازيل وبوليفيا وكمبوديا وفي بلدها الأصلي مصر. عامل آخر حفزها على اختيار الجامعة التابعة للأمم المتحدة من أجل إنجاز رسالة الدكتوراه، كما تقول: "أنني لم أدرس فقط، وإنما عملت طيلة الوقت. جامعة الأمم المتحدة هي جامعة يمكن فيها الجمع بين العمل والدراسة بشكل جيد. إنها ليست مؤسسة أكاديمية فقط".
"الحرم الجامعي يعادل الكرة الأرضية"
وما يميز الجامعة التابعة للأمم المتحدة هو الارتباط الكبير بين النظري والتطبيقي. فالجامعة تحاول من خلال استقطابها لمواهب شابة من كل دول العالم أن تجد حلولا لمشاكل عالمية كمحاربة الجوع والفقر، والتخطيط الديموغرافي أو التخفيف من آثار التغيرات المناخية مثلا، كما يوضح ياكوب رينار، مدير فرع الجامعة في مدينة بون. ونظرا للطبيعة الدولية لهذه القضايا يعادل الحرم الجامعي للجامعة الكرة الأرضية، كما يقول ياكوب راينر الذي أضاف أن هناك ربط بين الدراسة بقضايا الإنسانية الملموسة، ما يدفع الطلاب منذ البداية إلى التفكير بطريقة تتعدى التخصصات الفردية. "أعتقد أن هذه فرصة كبيرة لطلابنا. الفرصة الثانية هي إمكانية التعرف على ثقافات من مختلف أنحاء العالم. أعتقد أن هذا تأهيل حقيقي على الصعيد المهني والثقافي، يمكن الخريجين من تحليل العلاقات والتفكير في الحلول في إطار كوني."
ويذكر أن الجامعة التابعة للأمم المتحدة في بون لا تملك بناية خاصة بها، لذا يتعاون أفرادها، وأغلبهم من طلاب الدكتوراه، بشكل مكثف مع معهد العلوم الجغرافية في المدينة نفسها، كما يوضح يورن بيركمان، أستاذ العلوم الجغرافية في كل من جامعة بون والجامعة التابعة للأمم المتحدة. ويتعدى التعاون بين المؤسستين تبادل الخبرات إلى القيام بمشاريع بحث مشتركة وإلى تنظيم رحلات ميدانية، كما يوضح يورن بيركمان. فمثلا "قمنا بإعداد رحلة دامت أسبوعين إلى المناطق المعنية ومنها الفيتنام، ما شكل تجربة مفيدة للطلاب المشاركين الذين أتيحت لهم إمكانية إجراء بحوث والقيام باستطلاعات للرأي في عين المكان"، كما يوضح البروفيسور بيركمان. إضافة إلى ذلك "أتيحت للطلاب إمكانية الإطلاع عن قرب ومعاينة طرق تعامل السكان المحليين مع قضايا البيئة والحفاظ على المناخ".
تعاون بين الشمال والجنوب
من جهة أخرى من المقرر أن تفتح جامعة الأمم المتحدة في بون أبوابها لطلاب الماجستير أيضا، كما هو الحال في الفرع الرئيسي للجامعة في العاصمة اليابانية طوكيو. وهذا ما سيشكل إثراء إضافيا لمسيرة البحث العلمي، كما تقول الطالبة المصرية نها الشوكي، التي تحضر أطروحتها في موضوع قلة الموارد المائية في العالم. فهنا لا يشعر المرء "أنه مجرد طالب، وإنما جزء من فريق عمل، يتعاون مع الآخرين في إنجاز مشروع أو حل قضايا ما، ويعرض في الوقت ذاته نتائج إنجازاته في رسالة الدكتوراه. كما أن للمرء فرصة كبيرة للإطلاع على التطورات الصناعية والبيئية والمساعدات التنموية."
وللجامعة التابعة للأمم المتحدة فروع في دول مختلفة، وتقوم هذه الدول بتمويل الفروع الموجودة فيها. ففرع الجامعة في بون، الذي تم تأسيسه سنة 2003 متخصص في مجالات محاربة الكوارث الطبيعية والقضايا المتعلقة بالحفاظ على البيئة. وتبقى أغلبية الفروع في الدول الصناعية المتقدمة. لذا يتم حاليا التخطيط لإنشاء مراكز بحث علمي في الدول النامية، بالتعاون مع مراكز في الدول المتقدمة. ويهدف المسؤولون من هذا المشروع إلى تنمية البحث العلمي في الدول النامية من جهة، وفتح المجال للباحثين للاحتكاك بشكل أكبر مع المشاكل التنموية التي تعرفها هذه الدول. ميزة أخرى لجامعة عالمية، كما يقول البروفيسور ياكوب رينار.
نينا ترويدة / خالد الكوطيط
مراجعة: حسن زنيند