جامعة برلين التقنية تفتح أبوابها للطلبة في مصر
٢ أبريل ٢٠١٢في 27 من شهر أبريل/نيسان المقبل، تشهد قرية الجونة السياحية المصرية حدثاً مميزا في عالم البحث العلمي، إذ تفتتح جامعة برلين التقنية أول فرع دولي لها، لتكون بذلك أول جامعة أجنبية ممولة من الحكومة الألمانية في مصر.
ولدت فكرة إنشاء فرع جامعة برلين التقنية في الجونة بالغردقة عام 2006، وذلك على يد المهندس المصري سميح ساويرس الذي -درس الهندسة الصناعية في جامعة برلين التقنية - و كورت كوتسلر رئيس جامعة برلين التقنية آنذاك.
ماذا يميز هذه الجامعة؟
وفي حديث له مع دويتشه فيله يؤكد كارستر فون كوشوفسكي المدير المسؤول عن هذا المشروع من جامعة برلين أن الأهداف الأساسية لهذا المشروع هي دعم وتطوير البحث العلمي في مصر في مجالات البيئة مثل اكتشاف موارد للطاقات البديلة إضافة إلى تلبية الاحتياجات الخاصة بإدارة المياه في مصر، إلى جانب التنمية العمرانية بشكل يتلائم مع الظروف المناخية والاقتصادية في المنطقة، ويرى كارستن أن الإدارة الجيدة هي الحل الأمثل لمشاكل البيئة ويستطرد قائلاً" هدفنا هو تطوير القدرات الإدارية للشباب الذين درسوا في إحدى هذه المجالات ولديهم بعض الخبرات العملية، ليكون قادرين في المستقبل على تولي مناصب قيادية في عالم السياسة والادارة والاقتصاد في مصر"
وتبدأ الدراسة في هذا الفرع ابتداءا من شهر أكتوبر /تشرين الأول المقبل، ويحصل الطلبة في النهاية على شهادة ماجستير معترف بها في ألمانيا، إذ تم إنشاء هذا الفرع وفقا للقواعد والقوانين الألمانية. ويمنح هذا الفرع تخصصات في مجال "هندسة الطاقة" و "هندسة المياه" والتنمية العمرانية". ويسمح كل تخصص باستقبال 30 طالبا في السنة. وتتم الدراسة باللغة الانكليزية من قبل أستاذة ألمان يعملون في جامعة برلين التقنية أيضاً.
"لا تهدف إلى الربح"
أما مدة الدراسة فهي أربعة فصول، ويسمح للطلبة بقضاء إحدى هذه الفصول في ألمانيا ما يتيح لهم امكانية التعرف على الثقافة الألمانية وهو مايميز الدراسة في هذا الفرع على حد تعبير كارستن. وتؤكد الدكتورة هبة عجيب نائبة المدير العام المسؤول عن هذا المشروع أن جامعة برلين بحاجة إلى تنشئة جيل شاب يتمتع بمواصفات متميزة لتتمكن من تحقيق هدفها في تطوير البحث العلمي في مصر وتشرح د.هبة هذه المواصفات بقولها " الشركات المصرية والألمانية التي تعمل في مجال البحث العلمي هذا بحاجة إلى أشخاص يفكرون بطرق منطقية ولديهم خبرة في التعامل بأسلوب ألماني وعلى دراية كافية بالطبيعة المصرية "، وترى د.هبة أن اختيار جامعة برلين لمدينة الجونة يعود إلى توفر الكثير من الموارد الطبيعية التي تحتاجها الجامعة لإجراء بحوثها العلمية.
وتلخص د.هبة شروط الانتساب إلى هذه الجامعة بقولها " يجب على الراغبين بالانتساب أن يكون لديهم شهادة بكالوريوس في الهندسة تتناسب مع الفروع التي سيتم تدريسها بالإضافة إلى وثيقة تؤكد الخبرة العملية للطالب لمدة عام كحد أدنى".
وتبلغ تكلفة الدراسة حوالي 5 آلاف يورو لكل فصل، وليس الهدف من هذه الأقساط المفروضة هو تحقيق الربح، إذ تؤكد الدكتورة د.هبة، على أن هذه الجامعة تابعة للحكومة الألمانية والقانون الألماني لا يصرح لها بالتربح من التعليم. وتشرح د.هبة سبب ارتفاع تكاليف الدراسة بالقول"إن تطوير معامل الطاقة والمياه الألمانية الموجودة هناك تحتاج إلى مبالغ طائلة ومن خلال هذه الأقساط بإمكاننا تغطية جزء صغير من تكاليف التطوير".
آفاق واسعة بالنسبة لسوق العمل
ورغم ارتفاع تكاليف الدراسة في هذا الفرع الجامعي إلا أن د.هبة تدعو جميع الطلبة المهتمين بتطوير أنفسهم في هذه المجالات إلى الالتحاق بهذه الجامعة، فهي ترى أن الحصول على شهادة ماجستير معترف بها في ألمانيا يفتح آفاقا واسعة في سوق العمل الألمانية والمصرية معا، وهو مايراه كارستن أيضاً "مشاكل البيئة لا تقتصرعلى منطقة دونا عن غيرها فهي عالمية وهناك الكثير من الشركات الألمانية التي تسعى لفتح فروع جديدة لها في العالم العربي وهي بحاجة ماسة إلى خبرات هؤلاء المهندسين".
ويؤكد كارستن على أن هناك الكثير من المنح التي تم الحصول عليها من قبل شركات مصرية وألمانية لمساعدة الطلاب الذين لا تسمح لهم امكانياتهم المادية بالانتساب إلى أحد التخصصات الدراسية التي يقدمها هذا الفرع.
دالين صلاحية
مراجعة:هبة الله إسماعيل