جامعة مراكش: شعبة جديدة تقرِب الثقافة الألمانية من الطالب المغربي
٢٧ أكتوبر ٢٠١٢استطاعت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في مراكش، تحقيق حلم راود الأكاديميين فيها لسنوات عديدة وهو خلق شعبة جديدة تهتم بالدراسات الأوروبية، وتركز في برامجها التعليمية على اللغة والثقافة الألمانية، في بلد تهيمن فيه الثقافة الفرنسية بالدرجة الأولى والثقافة الإسبانية بالدرجة الثانية. فباستثناء جامعتي الرباط، فاس والدار البيضاء تخلو باقي الجامعات المغربية من شعبة تهتم بالثقافة الألمانية، وهو ما يتفاءل خبراء بان تكون له انعكاسات ايجابية في المجال العلمي والثقافي والتنموي بالمغرب.
"حلم يتحقق"
في حوارلـDWعربية مع البروفسور محمد آيت الفران، من الأكاديميين الذين ساهموا في إخراج المشروع إلى الوجود، يقول "الفكرة لازمت كليتنا منذ بدايات التأسيس الأولي، غير أن هذا المنحى سيرتفع إلى درجة الإلحاح بعد الإصلاح الجامعي، والذي كان من ميزاته انفتاح مفهوم الجامعة على الثقافات الأخرى". ويضيف آيت الفران أن ما عمَق هذه الحاجة هو" دخول مكونات جامعة القاضي عياض في مراكش في عقود شراكة وتعاون مع جامعات أمريكية وأوربية من بينها على الأخص جامعة كونستانتس في ألمانيا و"المدرسة البيداغوجيا العليا في هايدلبرغ".
وسألت DW عربية البروفسور إدوارد هاوئس،جامعة هايدلبرغ أحد المساهمين في تفعيل فكرة المشروع، عن القيمة المضافة للشعبة الجديدة للجانب الألماني، فأجاب "إن وضع المناهج الدراسية للمساهمة في تطوير الشعبة الجديدة في إطار اتفاق التعاون في تعاون وثيق بين ممثلي جامعة القاضي عياض بمراكش المدرسة البيداغوجيا العليا في هايدلبرغ، سيمكن الجانبين من الاستفادة من بعضهما البعض، خصوصا وأن التحديات مختلفة وهذا مفيد في تبادل الخبرات ووجهات النظر". ويبقى الرهان الأساسي للساهرين على التخصص الجديد في مراكش هو" خدمة المؤسسة التعليمية في المغرب، والمساهمة في طبع الدراسات الألمانية بطابع جديد، يخدم الثقافة المغربية والألمانية على حد سواء".
تقريب الثقافة الألمانية من الطالب المغربي
وقد تم فتح باب التسجيل في الشعبة الجديدة أمام طلبة من مختلف التخصصات قطعوا مرحلة أولية في تكوينهم الجامعي، ومنهم من أنهى هذا التكوين وتخطى مرحلة الإجازة. وعلى مستوى المضمون سيركز الأساتذة على "تدريس مواد معرفية أساسية للاقتراب من الثقافة والفكر الألمانيين في منحاهما العام، وتعميقها فيما بعد في مرحلة "الماستر" بتعاون مع شركاء جامعيين في المغرب وألمانيا" كما يؤكد ذلك محمد آيت الفران.
وسيتلقى الطلبة تكوينا يشمل العديد من المجالات كالاقتصاد والسياسية بالاضافة للمجال الثقافي والإعلامي والفني، حيث سيتعرف الطلبة على نماذج من المسرح والسينما والنصوص الأدبية الحديثة.
ترحيب طلابي بالمبادرة
ورغم حداثة عهدها، تم تسجيل اقبال كبير على شعبة الدراسات الأوروبية بسبب انفتاحها على الثقافة الألمانية. ويقول عبد الصمد عفيفي، طالب باحث في سلك الدكتوراه "مهم للغاية أن تُدرس اللغة والثقافة الألـمانيتان في جامعة القاضي عياض. هذا سيمكن ذلك طلبة هذه الشعبة من الاطلاع أخيرا وبعد سنوات طويلة من الانتظار على الكتب الألـمانية والفلسفة الألـمانية دون وساطة الفرنسيين" ويضيف عفيفي أن ذلك "سيتيح الفرصة لإنـجاز بـحوث وأطروحات حول اللغة والثقافة الألـمانيتان من ناحية، ومن ناحية أخرى ستمكن الطلبة المغاربة من نقل ثقافتهم ولغتهم إلى الألـمان عبر اللغة".
وعُرفت المؤسسات التعليمية المغربية باهتمامها بالفلسفة الألمانية التي يتعلمها التلاميذ منذ مرحلة الثانوي. كما سُجل مؤخرا إقبال كبير على تعلم الألمانية في الثانويات والمدارس الخاصة ومعاهد غوته. وفي الجانب الألماني تزايد اهتمام الألمان بالمغرب مؤخرا كقبلة لإنجاز استثمارات كما هو الحال في جنوب المغرب ومشروع الطاقة الشمسية الضخم " Desertec".