Politische Debatte nach tödlichen Schüße auf ziwilisten in Afghanistan
٣٠ أغسطس ٢٠٠٨أعلنت وزارة الدفاع الألمانية في العاصمة برلين أن طفلين وسيدة لقوا حتفهم وأصيب أربعة أطفال أمام نقطة تفتيش للقوات الألمانية وقوات الأمن الأفغانية جنوب شرق مدينة قندز شمال أفغانستان. وذكرت مصادر الوزارة أن الحادث وقع عندما أمرت القوات الألمانية وقوات الأمن الأفغانية السيارتين بالتوقف قبل الاقتراب من الحاجز التفتيشي وعندما واصلت السيارتان السير على الرغم من الأوامر بالتوقف اضطرت القوات إلى إطلاق النار.
وفي موقع الجيش الألماني على شبكة الانترنت ذكر الجيش أن المعلومات الأولية تشير إلى أن النيران التي أطلقت على السيارة جاءت من أسلحة القوات الألمانية ورفض الموقع توجيه أي اتهامات ضد الجنود الألمان. ولم يثبت بشكل نهائي بعد ما إذا كانت النيران أطلقت من الاتجاه الآخر المقابل للمركبة. وقال الجيش الألماني "ليس هناك أساس الآن لاتهام الجنود الألمان بارتكاب خطأ". وقال إنه جرى إبلاغ ممثلي الإدعاء العام في بوتسدام بالقرب من برلين بالحادث وقاموا بتحقيق روتيني في الأمر.
الجدير بالذكر أن القوات الألمانية تعرضت خلال الفترة السابقة لهجمات آخرها يوم الأربعاء الماضي عندما سقطت مركبة عسكرية في كمين بمدينة قندز بانفجار عبوة ناسفة على جانب الطريق، مما أسفر عن مقتل رقيب أول ألماني وإصابة ثلاثة من زملائه بجروح. وتأتي الهجمات ضد القوات الألمانية قبل صدور قرار البرلمان الألماني حول تمديد مهمة القوات هناك وتوسيع نطاقها بزيادة أعداد الجنود بنحو ألف جندي.
مطالب اليسار والخضر بسحب القوات الألمانية من أفغانستان
وأثار الحادث النقاش مجددا في أروقة السياسية الألمانية حول مشاركة الجيش الألماني ضمن قوة المساعدة الدولية الأمنية "إيساف" التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي ضوء ذلك طالب حزب اليسار وحزب الخضر المعارضين بسحب القوات الألمانية على الفور من أفغانستان في أعقاب الحادث المأساوي. وفي رد فعل على الحادث قال جريجور جيسي، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب اليسار المعارض لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الصادرة اليوم السبت "يجب أن تسحب ألمانيا قواتها العسكرية من أفغانستان على وجه السرعة". وحذر السياسي الألماني من سقوط ألمانيا في مستنقع "الحرب القذرة".
وفي الوقت نفسه شدد كريستيان شتروبله، نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الخضر، على ضرورة عدم تورط أفراد القوات الألمانية في عمليات عسكرية هجومية في أفغانستان بسبب الوضع "الكارثي" هناك وفشل محاولات تعديل الاستراتيجية العسكرية المتبعة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها القوات الألمانية منذ تمركزها في شمال أفغانستان عام 2002 إلى إطلاق النار على مدنيين بشكل أدى إلى سقوط ضحايا.
"انسحاب القوات الألمانية من أفغانستان لا يصب في مصلحة أي طرف"
أما خبيرة الشؤون العسكرية لدى الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض، إلكه هوف فعقبت على مطالب اليسار وحزب الخضر بالقول: "إنها شعبوية بحثه والمطالب بسحب القوات الألمانية من أفغانستان بعد هذا الحادث لا تصب في مصلحة أي طرف"، مطالبة في ذات الوقت بدعم الجنود الألمان والوقوف إلى صفهم. لكن الخبيرة الألمانية أشارت كذلك إلى أن إعادة تقييم عمل قوة المساعدة الدولية الأمنية "إيساف" التي تتعدى الجانب العسكري ضروري، حيث إن الاهتمام الدولي لا يركز بشكل كاف على إعادة إعمار أفغانستان وبناء اقتصادها حسب ما ذكرته هوف في حديث لها مع الموقع الالكتروني للقناة الألمانية الأولى ARD.
وفي مقابلة مع الموقع المذكور قال هانس بيتر بارتلس المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي وعضو لجنة الدفاع في البرلمان الألماني، أن الوضع الأمني في أفغانستان متوتر حاليا بما في ذلك شمال البلاد، حيث تتمركز القوات الألمانية. ونفى أن يكون لهذه الحادث المأساوي تأثير على النقاش الدائر حاليا حول تمديد تفويض البرلمان الألماني للقوات الألمانية العاملة ضمن إيساف.
ومن ناحية أخرى طالب خبراء في شئون الدفاع بسرعة تقديم المساعدة لأسر الضحايا الأفغان حرصا على السمعة الطيبة التي تحظى بها القوات الألمانية في أفغانستان وعدم النظر إليها على أنها قوات احتلال، فضلا عن ضرورة تجنب حالة الخوف التي ستعتري المدنيين الأفغان عند رؤية الجنود الألمان.