جدل في مجلس النواب الأمريكي بشأن تمويل "القبة الحديدية"
٢٢ سبتمبر ٢٠٢١سحب أعضاء ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي مساء أمس الثلاثاء (21 سبتمبر/ أيلول) تمويلا عسكريا بقيمة مليار دولار لإسرائيل من مشروع قانون لتمويل الحكومة الأمريكية بعد اعتراضات من الليبراليين في المجلس، مما يمهد الطريق لمعركة محتملة حول هذه المسألة في وقت لاحق من هذا العام.
واعترض بعض أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين على بند في مشروع قانون الإنفاق المؤقت لتوفير التمويل الإضافي حتى تتمكن إسرائيل من تجديد نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" . وتنتج شركة ريثيون الأمريكية الكثير من مكونات القبة الحديدية. وسارع زعيم الأقليّة الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي إلى اتّهام خصومه الديموقراطيين "بالإذعان لنفوذ نوابهم الراديكاليين المعادي للسامية"، في حين أعرب بعض الديموقراطيين الوسطيين عن أسفهم للخطوة التي أقدم عليها زملاؤهم.
وكان القادة الجمهوريون أعلنوا أنّهم لن يصوّتوا في مجلس الشيوخ لصالح مشروع القانون الذي سحب منه تمويل القبة الحديدية ويناقش مجلس النواب تشريعا لتمويل الحكومة الاتحادية حتى الثالث من ديسمبر كانون الأول ورفع حد الاقتراض في البلاد.
وأجبر هذا الخلاف لجنة القواعد في مجلس النواب على التأجيل لفترة وجيزة قبل أن يتعهد قادة لجنة المخصصات بإدراج تمويل النظام الإسرائيلي في مشروع قانون للإنفاق الدفاعي في وقت لاحق من هذا العام. وقد يمهد ذلك الطريق لخلاف آخر حول المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وقال النائب الديمقراطي جمال بومان إن أعضاء مجلس النواب لم يُتح لهم الوقت الكافي للنظر في الأمر. وقال بومان للصحفيين "المشكلة هي أن القيادة تُلقي بشيء ما على طاولتنا وتعطينا حوالي خمس دقائق لنقرر ما سنفعله، ثم نحاول المضي قدما في ذلك".
وقدمت الولايات المتحدة بالفعل أكثر من 1.6 مليار دولار لإسرائيل لتطوير وبناء نظام القبة الحديدية، وفقا لتقرير هيئة أبحاث الكونجرس الأمريكي العام الماضي. وهذا يعكس الدعم القوي الدائم لإسرائيل بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
واعترض بعض الديمقراطيين الليبراليين على هذه السياسة هذا العام، مستشهدين بسقوط ضحايا فلسطينيين عندما ردت إسرائيل علىالهجمات الصاروخية التي شنتها حركة حماس الفلسطينية في مايو أيار. وقالت إسرائيل إن معظم الصواريخ البالغ عددها 4350 صاروخا، والتي أطلقت من غزة خلال الصراع، جرى اعتراضها وتدميرها في الجو بواسطة نظام القبة الحديدية.
من جهته أعلن زعيم الأغلبية الديموقراطية في مجلس النواب الأمريكي ستيني هوير مساء الثلاثاء أنّ المجلس سيصوّت "قبل نهاية الأسبوع" على مشروع قانون يتضمّن تمويلاً لمنظومة الدرع الصاروخية الإسرائيلية "القبّة الحديدية"، وذلك ردّاً على الجدل الحادّ الذي أثاره سحب الديموقراطيين هذا التمويل من مشروع قانون آخر.
وقال هوير أمام المجلس "لقد تحدّثت إلى وزير الخارجية (الإسرائيلي) يائير لابيد قبل ساعتين فقط وأخبرته أنّ هذا النصّ سيُقرّ في المجلس". وأكّد زعيم الأغلبية الضئيلة أنّه يعتزم أن يطرح "على التصويت قبل نهاية هذا الأسبوع مشروع قانون سيموّل بالكامل القبّة الحديدية"، مشدّداً على أنّ هذه المنظومة "دفاعية" و"أساسية تماماً" لأمن إسرائيل.
وأوضح أنّه سيستخدم لإقرار هذا النصّ آلية معجّلة تقضي بأن تتمّ الموافقة عليه بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين أو بتصويت شفهي بالإجماع.
وبعد إقراره في مجلس النواب، يتعيّن على مجلس الشيوخ إقرار النصّ بدوره كي يحال إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه ونشره قانوناً نافذاً. وأكّد هوير أنّ "الرئيس يريد أن تتمّ الموافقة على هذا النصّ".
والعام الماضي، منحت واشنطن إسرائيل مساعدات مالية تبلغ 3.8 مليار دولار، كجزء من التزام سنوي طويل الأمد، ضمن اتفاق وقعه الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، عام 2016، ويمنح تل أبيب حزمة مساعدات تبلغ 38 مليار دولار خلال 10 سنوات، تخصص كلها لأغراض عسكرية.
ع.أ.ج/ ع ج م (أ ف ب، رويترز)