"جرس تنبيه".. انتقادات لخطط سحب قوات أمريكية من ألمانيا
٦ يونيو ٢٠٢٠وجه سياسيون بالائتلاف الحاكم في ألمانيا انتقادات لخطط، تحدثت عنها تقارير إعلامية، بشأن قرار لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب 9500 جندي من القوات الأمريكية في ألمانيا حتى أيلول/ سبتمبر المقبل، والتي يبلغ قوامها إجمالا 34500 في الوقت الحالي.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد نشرت أمس الجمعة تقريرا استندت فيه لمسؤول بالإدارة الأمريكية لم تفصح عن هويته أشار إلى اتجاه بتحديد سقف عدد القوات الأمريكية في ألمانيا بـ 25 ألف جندي. وتحدثت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أيضا، استنادا إلى معلوماتها الخاصة، عن خطط إجراء خفض كبير في الوجود العسكري الأمريكي في ألمانيا.
وأحجمت وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق لرويترز على الموضوع.
"جرس تنبيه لسياسات الأمن بأوروبا"
وقال يوهان فادفول المتحدث باسم السياسة الخارجية لتكتل حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي في
البرلمان "تظهر الخطط مجددا أن إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب تهمل مهمة قيادية جوهرية، وهي إشراك الشركاء من حلف شمال الأطلسي في عملية اتخاذ القرار". وأضاف فادفول اليوم (السبت السادس من يونيو/ حزيران 2020): "الكل يستفيد من تضامن الحلف، لكن روسيا والصين تستفيدان من نزاعه. يتعين الانتباه إلى ذلك على نحو أكبر في واشنطن". واعتبر فادوفول أن ذلك يشكل "جرس تنبيه آخر" للأوروبيين لوضع أنفسهم في موقع أفضل فيما يتعلق بالسياسة الأمنية.
دوافع فنية أم سياسية؟
وأعرب منسق الحكومة الألمانية لشؤون العلاقات عبر الأطلسي، بيتر باير، عن مخاوفه من أن يؤدي انسحاب محتمل للقوات الأمريكية من الأراضي الألمانية لأضرار بالغة في العلاقات بين البلدين.
وقال باير في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) السبت: "قد تتضرر العلاقات الألمانية-الأمريكية بشدة من مثل هذا القرار من الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)... الأمر لا يدور فقط عن سحب 9500 جندي، بل أيضا عن أسرهم؛ أي نحو 20 ألف أمريكي. سيؤدي ذلك إلى هدم جسور عبر الأطلسي".
وقال باير في إشارة إلى ذلك: "هذا ليس مفاجئا تماما... ومع ذلك، فإنه أمر مزعج للغاية أن الخطط لم تُناقش مع الحكومة الألمانية. حتى الآن، لم تتلق الحكومة الألمانية أي معلومات حول هذه الخطط". وذكر باير أن للانسحاب المخطط على ما يبدو بعدا مفاجئا، وقال: "إذا تم تأكيد ذلك، فعلينا أن نسأل أنفسنا عن تأثيره على الناتو والهيكل الأمني في أوروبا". وأضاف أن الدول الأخرى الأعضاء في الناتو ستراقب أيضا عن كثب ما يعنيه هذا بالنسبة للتدريبات العسكرية المشتركة والاعتبارات الاستراتيجية.
ومن جانبه قال أندرياس نك، وهو عضو أيضا في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، لدويتشه فيله (DW) إن الدلائل تشير إلى أن "القرار ليس فنيا بل لدوافع سياسية بحتة".
وتمثل هذه الخطوة أحدث تطور في العلاقات بين برلين وواشنطن التي كثيرا ما شابها التوتر خلال رئاسة ترامب. وحث ترامب ألمانيا على زيادة الإنفاق الدفاعي واتهم برلين بأنها "أسيرة" لروسيا بسبب اعتمادها عليها في مجال الطاقة. لكن مسؤولا أمريكيا طلب عدم نشر اسمه قال إن هذه الخطوة كانت نتيجة عمل استمر شهورا من جانب الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة وليس لها علاقة بالتوترات بين ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي أحبطت خطة ترامب استضافة اجتماع لمجموعة السبع هذا الشهر.
"خذوا معكم القنابل النووية أيضا!"
ومن جانبه، طالب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "اليسار" الألماني، ديتمار بارتش، بأن تسحب الولايات المتحدة أيضا أسلحتها النووية من الأراضي الألمانية. وقال بارتش: "على الحكومة الألمانية أن تقبل هذا الانسحاب بامتنان، وأن تُعد قريبا مع إدارة ترامب انسحابا كاملا للجنود الأمريكيين. وعندما ينسحب الجنود، يتعين أن يأخذوا معهم في الوقت نفسه القنابل النووية الأمريكية... سيكون لهذا فائدة إضافية تتمثل في أن دافع الضرائب سيوفر المليارات لأنه لن يتم شراء طائرات مقاتلة جديدة (من أجل هذه القنابل)".
بولندا تتطلع للقرار الأمريكي
ومن جهته قال ماتيوس مورافيسكي رئيس وزراء بولندا اليوم السبت إنه يأمل في أن يتم نشر بعض القوات الأمريكية المقرر خروجها من ألمانيا في بلاده. وقال مورافيسكي لمحطة "آر.إم.إف24" الإذاعية الخاصة "أتمنى بشدة أن تسفر المحادثات العديدة التي أجريناها... عن نشر جزء من القوات (الأمريكية) التي ستنقلها الولايات المتحدة من ألمانيا ... في بولندا... القرار الآن يعود للولايات المتحدة".
ص.ش/أ.ح (د ب أ، رويترز)