جماعة مجهولة تتبنى هجمات نيودلهي وحالة التأهب تسود الهند
بعد مدريد ولندن ومدن أخرى شهدت العاصمة الهندية أمس سلسلة اعتداءات إرهابية أوقعت عشرات الضحايا من القتلى والجرحى. وقد وقعت الاعتداءات في وسط المدينة التجاري الشديد الازدحام. ووذكرت مصادر الشرطة الهندية أن أكثر من 60 شخصاً قتلوا جرائها وأكثر من 100 آخرين قد أصيبوا بجروح خطيرة فيها. وأضافت المصادر أن أسوأها وقع في سوق ساروجيني الذي تؤمه أعداداً كبيرة من المتسوقين والسياح. وذكرت وكالة انباء برس تراست الهندية أن من بين الضحايا العديد من الأجانب لاسيما وأن المنطقة المنكوبة تضم عدداً كبيراً من الفنادق التي تستقطبهم.
استغلال التحضير للاحتفال بالأعياد
وفور وقوع الانفجارات التي لم تفصل بينها سوى دقائق معدودة هرعت فرق الإنقاذ إلى وسط العاصمة ونقلت الضحايا إلى المستشفيات المجاورة. ونقلت وكالة برس تراست عن وزير الداخلية الهندي شيفراج باتيل ان 37 جثة وضعت في إحدى مستشفيات العاصمة الهندية. واشار وزير الصحة براسانا هوتا من جانبه الى وجود جثث 13 قتيلا اخر في ثلاث مستشفيات اخرى. ويخشى المراقبون من وقوع المزيد من الضحايا لأن الإنفجارات وقعت في وقت كان الناس فيه يستعدون للاحتفال بمهرجان الأنوار الهندي المعروف باسم "ديوالي" وعيد الفطر السعيد. ويعتبر المهرجان أحد الأعياد المقدسة والهامة لدى الهندوس. أما عيد الفطر فهو بدوره أحد أهم الأعياد لدى المسلمين.
جماعة كشميرية تتبنى المسؤولية
وقد أعلنت جماعة كشميرية مجهولة مسؤوليتها عن الهجمات. وقالت قناة التلفزيون الهندية ان.دي.تي.في ان جماعة تُدعى انقلاب التي تعني الثورة بالهندية اتصلت بوكالة أنباء محلية في سريناجار عاصمة كشمير الصيفية واخبرتها بأنها قامت بالهجمات. كما حذرت من وقوع المزيد منها في المستقبل. غير أنه لم يتضح بعد مدى صحة اعلان المسؤولية او اذا كان اسم الجماعة واجهة تخفي منظمة اكبر. ويقول خبراء امنيين ان جماعة مسلحة كبيرة مقرها باكستان مثل جماعة عسكر الطيبة او جيش محمد هي الوحيدة التي تملك القدرات التنظيمية لتنفيذ هجمات امس السبت. وذكر المحققون أنها وقعت بناء على خطة مدروسة ومحكمة.
إدانة دولية
من جهته توعد سكرتير الدولة الهندية جايسوار الجهات الفاعلة بالملاحقة والعقاب: "لن نترك الفاعلين يسرحون ويمرحون". وأضاف: " سنقوم بالقبض عليهم ولن نسمح لأحد بوقف عملية التطور والتقدم في الهند". وأنحى رئيس الوزراء مانموهان سينغ الذي قطع زيارة لكالكوتا للعودة الى نيودلهي باللائمة في الهجمات التي وقعت في اسواق مزدحمة قبل العطلات امس السبت على ارهابيين لكنه اوضح ان من السابق لاوانه التكهن بالمسؤول عنها. دولياً كانت باكستان أول دولة نددت بالعمليات التي وصفتها بالإرهابية وغير المسؤولة. كما أدانتها الأمم المتحدة ودول أخرى. وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية ان يوم أمس يشكل سبباً للحزن ويذكر بأن الإرهاب لا يعرف أية حدود. وفي استراليا قال جون هاوارد رئيس الوزراء الاسترالي للقناة التلفزيونية التاسعة ان الهجوم كان "مروعا ولم يكن نوعا من الاهداف السياسية الرمزية".
إعلان حالة الطوارئ
مخاوف السلطات الهندية من وقوع المزيد من الانفجارات دفعتها إلى إعلان حالة التأهب ونشر قوات الشرطة والأمن في مختلف أنحاء العاصمة. كما أخلت الأماكن العامة التي يقصدها السياح بكثرة مثل بوابة الهند ودعت الناس إلى مغادرة الأسواق المزدحمة والبقاء في منازلهم. وقال سكرتير الدولة جايسوال أن وراء ذلك معلومات تفيد باحتمال وقوع هجمات خلال أيام الاحتفال بعيد ديوالي وعيد الفطر. وعلى ضوء ذلك مشطت الشرطة الهندية اليوم الاحد الاماكن التي وقعت فيها الانفجارات بحثا عن خيوط تؤدي الى المسؤولين عنها. كما أعلنت حالة التأهب في العاصمة المالية مومباي التي شهدت تفجيرات مشابهة قبل سنتين. وتم كذلك تعزيز اجراءات الامن في المطارات ومحطات القطارات والحافلات في شتى انحاء الهند. ووقعت التفجيرات في الوقت الذي اتفق فيه المسؤولون الهنود والباكستانيون على فتح الحدود بين البلدين في كشمير لمساعدة ضحايا زلزال جنوب اسيا. وتعتبر هذه احدث خطوة في عملية السلام بين الجانبين والتي انتقدتها بعض الجماعات الاسلامية المتشددة.
دويتشه فيله + وكالات